الغنوشي في الزاوية الضيقة.. اتهامات دعم الإرهاب تزيد موقف النهضة إحراجًا قبيل الاستفتاء
السبت 23/يوليو/2022 - 02:43 م
سارة رشاد
قبيل أيام من الاستفتاء المرتقب في تونس، المتوقع إجراؤه الإثنين المقبل، في الذكرى الأولى للقرارات الاستثنائية التي اتخذها الرئيس التونسي، قيس سعيد، في 25 يوليو 2021، وهمش بها جماعة «النهضة»، تواجه الحركة الإخوانية مأزقًا حقيقيًّا، إذ مثل زعيمها راشد الغنوشي، لمدة تسع ساعات أمام جهة التحقيق في قضية غسيل أموال.
ورغم إخلاء النيابة سبيل راشد الغنوشي
زعم حركة النهضة، فإن بيانًا صادرًا عن القطب القضائي لمكافحة الإرهاب،
وضح التهم الموجهة للغنوشي، وتبلغ إحدى عشر تدور جميعها حول الالتحاق بتنظيم
إرهابي، وتسهيل مهمة الإرهاب داخل تونس، سواء بتدريب إرهابيين أو توفير
الأموال لتسفير الشباب إلى مناطق النزاع، وتسهيل التحاق الشباب بالتنظيمات
الإرهابية، ويفسر ذلك حلول تونس على رأس قائمة الدول المصدرة للإرهابيين، وتولي إرهابييها وظائف قيادية في التنظيمات الإرهابية بالعراق وسوريا.
الدلالات وعلاقتها بالاستفتاء
لا
يمكن فصل هذا الواقع الذي يعيشه زعيم حركة النهضة التونسية راشد الغنوشي،
من تهم خطرة، وقرارات بالمنع من السفر، وتجميد الأرصدة عن الدعاوى التي
تطلقها الحركة، وتوجه فيها الشعب إلى مقاطعة الاستفتاء المرتقب، بدعوى أنه
يقر بشرعية ما تسميه بانقلاب 25 يوليو.
ويعد
الاستفتاء المقبل، كلمة فصل في مصير حركة النهضة التي تراهن على مدى
شعبيتها في الشارع، حيث يقر مراقبون بأن النهضة لم يعد لها شعبية بعد الفشل
الذي شهدته البلاد في أغلب المجالات خلال فترة وجود الحركة على رأس
السلطة خلال العشر سنوات الأخيرة.
ورغم
ذلك حاولت حركة النهضة خلال السنة الماضية استعادة جزء من ثقة الناس بها،
وأعادت تقديم نفسها من خلال المعارضة التونسية التي اتهمت الرئيس
بالديكتاتورية، ووجدت النهضة الوضع مثاليًّا للنيل من الرئيس، وتعطيل قطار
محاسبتها الذي لم يحسم أيًّا من الملفات حتى الآن.
وفي
ضوء جهود النهضة لعودتها، تعتقد أن دعواتها لمقاطعة الاستفتاء قد تنجح،
وبدوره يستبعد الكاتب التونسي، نزار الجليدي، ذلك لكنه يعتقد أن الاستفتاء
سيشهد مشاركة محدودة.
وأرجع الكاتب
التونسي، السبب، في تصريحات لـ«المرجع»، إلى الظروف المادية للتونسيين
الذين ينشغلون بقدرتهم الشرائية أكثر من الأمور السياسية، وبذلك فإحجام
التونسيين لن يكون استجابة لدعوات المقاطعة، وليس وقوفًا في صف النهضة أو حتى
رفضًا للرئيس، ولكن للأوضاع المعيشية الصعبة.
ورغم
حجم الضجة التي تثيرها المعارضة بما فيها النهضة حول نهج الرئيس وأهدافه،
فإن الجليدي يرى أن الشعب مازال يقف وراء الرئيس، متنبئًا بأن الاستفتاء
سيمر لصالح الدستور المقترح والمعلن عنه في الثلاثين من يونيو الماضي.
ويصف
نزار الجليدي التحقيق مع «الغنوشي» باليوم التاريخي، متابعًا: «من كان يظن أو يحلم أن يتحرر القضاء من سلطة البحيري ورهبة الغنوشي؟ بل من
القاضي الذي كان يجرؤ حتى على إدارجه في لائحة اتهام». مضيفًا: «اليوم يمثل
الغنوشي أمام القضاء كمتهم في قضية ثقيلة لاستنطاقه باعتباره مشمولًا
بالأبحاث في إطار ما يعرف بقضية جمعية نماء تونس التي وجهت لها اتهامات
بتبييض الأموال».
واسترسل: «إنه يوم تاريخي يا كل شهداء الوطن الذين تم اغتيالهم في عهد الإخوان، إنه
يوم تاريخي يستعيد فيه القضاء عافيته ونجاعته وهيبته، هذه هي تونس الجديدة
التي نريد».





