ad a b
ad ad ad

لماذا اشتعل الصراع بين «طالبان» و«داعش» من جديد؟

السبت 23/يوليو/2022 - 04:45 م
المرجع
أحمد عادل
طباعة
 بعد العمليات الإرهابية التي شهدتها أفغانستان على أيدي عناصر تنظيم داعش الإرهابي والتي أودت بحياة العشرات، أصبحت طالبان ترى أن تنظيم داعش يهدد أمن واستقرار البلاد، بل يهدد حركة طالبان نفسها، ويبدو أن الصراع بين داعش وطالبان هو صراع وجودي من أجل السيطرة علي أفغانستان والمنطقة.

قال المتحدث باسم حكومة حركة طالبان الأفغانية، ذبيح الله مجاهد، الأحد 17 يوليو 2022، إن قوات الحركة داهمت عناصر لتنظيم داعش ولاية خراسان نفذت مؤخرًا هجمات على دولتي طاجيكستان وأوزباكستان.

ذبيح الله مجاهد
ذبيح الله مجاهد
 وأضاف مجاهد في تغريدة له عبر حسابه على موقع التدوينات القصيرة «تويتر»: «إن وحدات خاصة بحكومة طالبان اكتشفت ليل السبت في منطقة قنجاغة التابعة لمديرية الإمام صاحب بولاية قندوز، مركزًا للخوارج (داعش خراسان)». 

وأضاف: «تم تدمير هذا المركز، وفي هذه العملية قتل ثلاثة من الخوارج واعتقل خمسة أشخاص»، مشيرًا إلى «استيلاء قوات طالبان على سيارات وعتاد تلك المجموعة». 

وتابع مجاهد بعد نشر مقطع فيديو لاعتراف عنصر من هذه المجموعة، قائلا: «لقد استهدفوا أوزبكستان وطاجيكستان بهجمات صاروخية منذ وقت ليس ببعيد». 

وقالت مصادر محلية، الأحد 17 يوليو 2022، إن ثمانية عناصر من تنظيم داعش الإرهابي وأربعة من طالبان قتلوا في الاشتباك بين الجانبين في منطقة الإمام صاحب في قندوز. 

وبحسب مصادر لوسائل إعلام أفغانية محلية، استخدم الجانبان أسلحة ثقيلة في هذا الصراع، مبينة «أن هذا الصراع وقع في منطقة قنجاغة بمديرية الإمام صاحب». 

وتقول مصادر إن بين عناصر تنظيم داعش كان هناك عدد من الأجانب بينهم طاجيك وأوزبك وشيشان. 

لماذا اشتعل الصراع
واعترف أحد المعتقلين ويدعى «حسيب الله»، في مقطع فيديو نشرته استخبارات طالبان، «أنهم شنوا منذ وقت ليس ببعيد هجمات صاروخية على أجزاء من طاجيكستان وأوزبكستان، بالتنسيق مع جبهة المقاومة المعارضة بزعامة أحمد مسعود». 

ولم يصدر أي تعليق من هذه الجبهة تجاه تلك الاتهامات عن تعاونها مع تنظيم داعش ضد طالبان. 

وفي الآونة الأخيرة، أطلقت عدة صواريخ من أفغانستان على أوزبكستان وطاجيكستان، ما أرعب سكان البلدات الحدودية في البلدين. 

وقالت «طالبان» إن هدف تلك الهجمات هو تعطيل علاقاتها مع هاتين الدولتين المجاورتين في الشمال. 

وتبنى تنظيم داعش ولاية خراسان مسؤولية عن تلك الهجمات، وفي الحالة الأخيرة، في 5 يوليو2022، تم إطلاق خمسة صواريخ من أراضي أفغانستان على أوزبكستان. 

وقالت وزارة الخارجية الأوزبكية إنه لم يُصب أي شخص، وإن أضرارًا طفيفة فقط لحقت بأربعة منازل سكنية في بلدة ترميز الحدودية.

ويقول تقرير مركز مكافحة التطرف (CEP) عن حالة الإرهاب في أفغانستان في فبراير 2022: «رفاق هبة الله أخوند زادة، زعيم طالبان، ما زال لديهم علاقات وثيقة مع تنظيم القاعدة، وتصدر أعضاء شبكة حقاني الإرهابية مناصب قيادية في حكومة طالبان، مع وجود تنظيم داعش الذي دخل في صراع مع طالبان، ما ينعكس بعدم الاستقرار على البلاد».

وبشكل تفصيلي، عدّد التقرير أمثلة للحركات التي ينشط عناصرها هناك، مثل: القاعدة في شبه القارة الهندية، الحركة الإسلامية في أوزبكستان، جماعة الجهاد الإسلامي، الحزب الإسلامي التركستاني (المعروف سابقًا باسم حركة تركستان الشرقية الإسلامية) ومقاتلين من فروع القاعدة الباكستانية (جيش محمد "لشكر محمد" أو تحريك طالبان باكستان "TTP")، ما يعني أن طالبان فشلت في تحقيق وعودها بعدم تحول أفغانستان لساحة للمنظمات الإرهابية.

وفيما يخص التنافس بين داعش وطالبان، طور تنظيم «داعش- خراسان» أسلوب عملياته، حيث يستخدم تكتيكات عمليات داعش في العراق وسوريا، كما اتضح في النشرات للتنظيم في وكالته «أعماق»، وأحاديث أعضائه على الإنترنت التي رصدها مركز مكافحة التطرف (CEP).

ووفق المركز، فإستراتيجية داعش في أفغانستان تقوم على 3 عناصر: بث الخوف بشن مداهمات ضد مسؤولي طالبان وقوات الأمن والاغتيالات، وإثارة التوترات الطائفية، ونزع الشرعية عن حكم طالبان.

ولذلك تسلط الرسائل الإخبارية لداعش على نشر صور قتلى مسؤولي طالبان، وتوصيف الشيعة بكلمة «الرافضي» بشكل مهين، وتقديم «داعش خراسان» نفسه في مواقع الإنترنت على أنه البديل الصحيح لنظام طالبان «المرتد».

والنتيجة أن داعش جذب عددًا كبيرًا من أعضاء طالبان الساخطين على طالبان بعد أن بدأت تتعامل مع الدول الغربية، كما جنَّد داعش أعضاء من «طالبان باكستان» (TTP) التي تعد شريكًا أساسيًّا لطالبان الأفغانية.

ويخلص التقرير إلى أن أفغانستان لا تزال واحدة من أكثر الأماكن نشاطًا للأنشطة الإرهابية، وبالتالي تتطلب مراقبة دقيقة.
"