ad a b
ad ad ad

أسباب تصاعد عمليات استهداف المساجد في أفغانستان

الثلاثاء 12/يوليو/2022 - 09:23 م
المرجع
أحمد عادل
طباعة
شهدت أفغانستان تصاعدًا لافتًا في حدة العمليات الإرهابية، كان أحدثها في 17 يونيو 2022، عندما وقع انفجار ضخم داخل مسجد بقرية البردي بمديرية الإمام صاحب، التابعة لولاية قندوز شمال البلاد، أثناء صلاة الجمعة، ما أسفر عن مقتل شخص، وإصابة سبعة آخرين، بعد أن انفجر لغم أرضي وضع داخل المسجد.
أسباب تصاعد عمليات
أسباب الاستهداف المكثف للمساجد

وعلى الرغم من محدودية أعداد القتلى والمصابين بالمقارنة مع أعداد ضحايا هجمات أخرى على المساجد في البلاد، فإن واقع تسارع وتيرة الهجمات على المساجد في الولايات الأفغانية يطرح العديد من التساؤلات حول أسباب الاستهداف المكثف للمساجد ودور العبادة في أفغانستان، 
إذ لم يكن هذا الهجوم الأول من نوعه، فقد سبقه هجوم آخر بأقل من ثلاثة أسابيع، استهدف مسجد شيعي بالعاصمة كابول، قتل فيه 14 شخصًا، في 25 مايو 2022، وعقب شهر تقريبًا من هجوم أكثر قوة على مسجد سني صوفي بالولاية نفسها في 22 أبريل من العام ذاته، راح ضحيته 33 شخصًا من بينهم أطفال ونساء.

وصادفت تلك الهجمات أيام الجمعة، أو بالأحرى تم الترتيب لها لتكون أثناء صلاة الجمعة، لتشهد وقوع أكبر عدد من الضحايا.


وعلى الرغم من أن الهجمات التي تشهدها المساجد في أفغانستان، تعود إلى تنظيم داعش - خراسان، الذي عادة ما يعلن مسؤوليته عنها، فإن حركة "طالبان" قبل وصولها إلى السلطة في منتصف أغسطس 2021، كانت تتبنى النهج نفسه في استهداف المساجد والكنائس والمعابد اليهودية ومعابد السيخ، ما يعني أن هذا الاستهداف لا يقتصر على العمليات الإرهابية التي يقوم بها "داعش" في البلاد.
أسباب تصاعد عمليات
تأجيج الانقسام الطائفي

يعد استهداف المساجد من أهم آليات تنظيم "داعش" في أفغانستان الساعية إلى تأجيج الانقسام الطائفي، الذي يصادف بدوره أرضًا خصبة في أفغانستان، يمكن أن يجرها إلى حرب أهلية من جديد، حيث تحولت الخلافات السياسية في البلاد إلى خلافات طائفية، وصراعات أهلية في وقت سابق، وما زالت تلك الخلافات مرشحة للصعود علي السطح مجددًا.

فيما يسعى "داعش" في هذا السياق إلى تكريس وجوده في ظل وضع سياسي متعثر، من خلال الحفاظ على حالة عدم الاستقرار التي تسود البلاد، إذ لا يمكن إنكار أن الورقة الطائفية كانت الورقة الرابحة والضامنة لدخول التنظيم وسيطرته لسنوات في سوريا والعراق.

كما أن أحد أهم أهداف تنظيم "داعش" يتمثل في إضعاف حركة طالبان، بأقل تكلفة ممكنة، حتى يتثنى له انتزاع شرعيتها في الداخل، وانتفاء مبررات حصولها على الاعتراف الدولي الذي تسعى إليه الحركة وتكرر طلبه مراراً، بدعوى أن الاعتراف بها دوليًّا سيرفع من على كاهلها جزءًا من صعوبات إدارة الدولة، لاسيما فيما يخص الشق الاقتصادي، وبالتالي تزيد قدرة الحركة وإمكانياتها في محاربة الإرهاب المتمثل حاليًّا في وجود تنظيم داعش – خراسان، وهو الأمر الذي يدركه التنظيم جيدًا، ولذلك يسعى إلى تشتيت جهود الحركة، من خلال عمليات موسعة تستهدف أقاليم البلاد كافة.

ويسعى تنظيم داعش من خلال هجماته المستمرة على المساجد في أفغانستان إلى توجيه عدة رسائل أهمها التأكيد للمواطنين كافة، سنة وشيعة، ومن أصحاب الديانات الأخرى، على أن حكومة طالبان غير قادرة على تأمينهم، وبالتالي يجدون أنفسهم مدفوعين إلى اللجوء للتنظيم، وقبول وجوده، والاستسلام لأوامره كما حدث في العراق، عندما سيطر التنظيم على العديد من المدن وأقام فيها نظامه الخاص بشكل علني، وأصبح بحكم سيطرته على هذه المدن، حاكماً لها قبل أن يتعرض للهزيمة بفعل العمليات التي شنها التحالف الدولي والقوات الحكومية.

الكلمات المفتاحية

"