«طالبان» تنفي مسؤوليتها عن تفجير مسجد «خوست»
الإثنين 07/مايو/2018 - 01:12 م
سارة رشاد
جاء نفي حركة طالبان
الأفغانية، صباح اليوم الإثنين، 7 مايو 2018، مسؤوليتها عن تفجير المسجد الذي وقع
مساء أمس بولاية خوست (جنوبي شرق أفغانستان)، ليعيد إلى الأذهان موقف الحركة
الإرهابية التي أباحت قتل المدنيين العاملين في الحكومة الأفغانية.
عقب التفجير خرج المتحدث باسم
حركة طالبان، ذبيح الله مجاهد، قائلًا: «إن الحادث الذي أودى بحياة ما لا يقل
عن 17 مدنيًّا، (بحسب الوكالة الرسمية الأفغانية)، جاء ليُشوِّه سمعة «طالبان»، بل رجح «مجاهد» أن يكون المنفذ كيانًا معاديًّا
لحركته، (لم يسمِّه)».
وتستند «طالبان» إلى قاعدة شرعية تفيد بحرمة التعرض
للمدنيين، باستثناء العاملين في حكومة أفغانستان بكل مؤسساتها، وتحديدًا الأمنية
باعتبارهم يعاونون «حكومة ظالمة»، ولا تنفي القاعدة تورط طالبان في
قتل مدنيين، إذ تتحمل الحركة مسؤولية مصرع أفغان ماتوا على هامش عمليات نفذتها ضد
مؤسسات حكومية.
وفي أولى عملياتها بعد تولي أميرها الحالي، هيبة الله أخوند
زادة، منتصف 2016، تورطت الحركة في مقتل 16 مدنيًّا وخطف 30 آخرين.
فيما كشفت منظمة العفو
الدولية في تقرير لها صدر نهاية مايو 2016، عن عدد الأفغان الذين هجروا أحياءهم؛ بسبب العمليات الإرهابية للحركة، إذ قدرت العدد بمليون و17 ألف نازح في الفترة من
2012 إلى 2015.
واستهدف المتورطون في عملية مسجد خوست المقر الانتخابي الذي
كانت قد حددته الحكومة الأفغانية في ساحة المسجد؛ لاستقبال المواطنين لتدوين
أسمائهم في قوائم الناخبين؛ وبسبب عدم امتلاك الحكومة قاعدة بيانات كاملة بأسماء
المواطنين المسموح لهم بالتصويت، كانت قد حددت ساحات المساجد والجوامع لتكون مقرات
انتخابية يتردد عليها المواطنون لتسجيل أسمائهم.
ويعكس تحديد ساحات المساجد كمقرات انتخابية تخوفًا حكوميًّا من
استهداف الانتخابات من الجماعات الدينية الرافضة لها، إذ لجأت الحكومة إلى المساجد، باعتبارها أماكن غير مستهدفة من المتطرفين، إلا أن ذلك لم يمنع وقوع حادث الأحد 6
مايو 2018.
وكان الرئيس الأفغاني، حامد كرازاي، قد ناشد طالبان، منتصف أبريل الماضي، بترك السلاح والانخراط في المجتمع الأفغاني عبر مشاركتها في الانتخابات التشريعية المرتقبة في أكتوبر المقبل، والدخول في مفاوضات مع الحكومة، إلا أن طالبان رفضت العرض لا لأسباب دينية تحرم الانتخابات ولكن لعدم ثقتها في أن تكون الانتخابات نزيهة، على حد تصريحات قيادات الحركة.





