يصدر عن مركز سيمو - باريس
ad a b
ad ad ad

في سباق مع الزمن.. حكومة «ميقاتي» تسعى لإنقاذ لبنان من مصير مظلم

الأحد 30/أكتوبر/2022 - 11:00 م
المرجع
دعاء إمام
طباعة

 «نتفهم غضبكم ووجعكم ونعمل على تخفيفه وستبدأ مرحلة التعافي التدريجي في أسرع وقت ممكن.. رغم التحديات الكبيرة، قبلت تحمّل المسؤولية الوطنية بشجاعة وسأواصل عملي ولكنني لن أقبل بالانتحار، لأن هناك من يُبدي مصلحته الشخصية على المصلحة العامة».


 كانت هذه العبارات أولى الرسائل التي وجهها نجيب ميقاتي للشعب اللبناني ولنواب البرلمان الجدد عقب فوزهم في الانتخابات التشريعية التي شهدتها لبنان في مايو الماضي.

 ميشال عون
ميشال عون

حكومة مستقيلة


ومع إعلان النتائج وبدء عمل البرلمان، أصبحت الحكومة برئاسة «ميقاتي» مستقيلة ومهمتها تتلخص فقط في تيسير الأعمال لحين إجراء الانتخابات الرئاسية بعد أربعة أشهر، كان ذلك في مايو الماضي، وقبل نهاية يونيو الجاري تم استدعاؤه  إلى القصر الجمهوري لمقابلة الرئيس اللبناني ميشال عون وتكليفه بالتشكيل الحكومي، بحضور رئيس البرلمان نبيه بري؛ بعد أن حصل «ميقاتي» على 54 صوتًا من أصل 128 نائبًا، في المشاورات التي أجراها الرئيس.


سيرته الذاتية


وُلد ميقاتي عام 1955 وأكمل دراسته في الجامعة الأمريكية في بيروت، وتابع دراسات عليا في فرنسا وجامعة هارفرد بأمريكا، ودخل مجال السياسة من قطاع رجال الأعمال، فتولى حقيبة وزارة الأشغال العامة والنقل في ثلاث حكومات متعاقبة ما بين عامي 1998 و 2004، ثم انتخب عام 2000 نائبًا عن مدينة طرابلس حتى العام 2005، حين كلف برئاسة حكومة تشرف على الانتخابات النيابية، فأخذ وعدًا على نفسه بعدم الترشح للنيابة ضمانًا لحياد حكومته التي قامت بإجراء انتخابات ديمقراطية نزيهة في موعدها في شهر مايو من العام 2005، باعتراف كل القوى السياسية اللبنانية والجهات الدولية المعنية، وكانت هذه المرة هي الأولى في تاريخ لبنان التي يلتزم فيها رئيس حكومة، الحياد في الانتخابات، إلى حد تخليه عن ترشيح نفسه.


كان «ميقاتي» عضوًا سابقًا في مجلس أمناء الجامعة الأمريكية في بيروت، وعضو في المجلس الاستشاري لكلية هاريس في جامعة شيكاجو، بالإضافة لعضويته في المجلس الاستشاري للمجموعة الدولية لمعالجة الأزمات «إنترناشيونال كرايسس جروب»، ورئاسة «منتدى الوسطية في لبنان» و«منتدى استشراف الشرق الأوسط». ويشرف مع شقيقه الأكبر على «جمعية العزم والسعادة الاجتماعية» التي تمد نشاطاتها الخيرية والتنموية إلى مختلف المناطق اللبنانية، و«MIKATI Foundation» التي تنشط في العالم النامي وخاصة البلاد العربية وأفريقيا.

ميقاتي
ميقاتي

مهام «ميقاتي»


ليست المرة الأولى التي يطرح فيها اسم ميقاتي كمرشح توافقي خلال الأزمات السياسية في البلاد، إذ سبق أن  شغل ميقاتي مناصب وزارية عدة وترأس الحكومة ثلاث مرات في 2005، وبين 2011 و2013 وبين 2021 و2022.

 

الحكومة التي يرأسها «ميقاتي» رغم أنها مؤقتة لكن يتوجب عليها استكمال الجهود لإخراج البلاد من دوامة الانهيار الاقتصادي المتسارع منذ نحو ثلاث سنوات والبدء بتنفيذ إجراءات وضعها صندوق النقد الدولي شرطًا لتقديم مساعدة للبنان، والتي كان أولها اتمام الانتخابات التشريعية.


سباق مع الزمن


وبحسب تصريحات منسوبة لـ«ميقاتي» فإن المسؤولين لم تعد لديهم رفاهية الوقت والغرق في مزيد من الانقسامات بين التيارات المختلفة، مضيفًاأضعنا ما يكفي من الوقت وخسرنا الكثير من فرص الدعم من الدول الشقيقة وأصبحنا أمام تحدٍ؛ الانهيار التام أو الإنقاذ التدريجي المتمثل في وصول لاتفاق مع صندوق النقد الدولي.

 

وبعد تكليفه، يبدأ رئيس الحكومة الجديد استشارات التأليف بلقاء الكتل النيابية في مقر البرلمان. وهي استشارات تسبق عادة مفاوضات صعبة مع الأحزاب والشخصيات السياسية. وغالبًا ما يستغرق تشكيل الحكومات في لبنان أشهرًا طويلة جراء الانقسامات السياسية.

الكلمات المفتاحية

"