زلزال أفغانستان.. البحث عن زيادة المساعدات الإنسانية وسط وضع أمني متدهور
على مدى أكثر من 40 عامًا من الصراع داخل أفغانستان يعاني المواطنون من أوضاع إنسانية وصفها الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بأنها مدنية للغاية، فيعيش أغلب السكان بين الجوع والمرض والفقر، إضافة إلى التهديدات الأمنية التي تحيط به نتيجة الصراعات المسلحة والسياسية، وزادت هذه الأوضاع سوءًا منذ أغسطس الماضي بعد الفراغ الأمني والاقتصادي الذي خلَّفه انسحاب القوات الأجنبية من البلاد، واستيلاء حركة طالبان على السلطة، ثم تأتي الكوارث الطبيعية لتزيد من معاناة الأفغان بزلزال الذي ضرب البلاد في 22 يونيه 2022م، لتصبح زيادة المساعدات الإنسانية للبلاد أمرًا حتميًّا.
كارثة إنسانية
ضرب زلزال مدمر
أفغانستان صبيحة الأربعاء 22 يونيه الجاري، بلغت قوته
6.1 درجة على مقياس ريختر، وأكد مسؤولون في إدارة الكوارث بأفغانستان أن
عدد القتلى جراء زلزال ضرب أفغانستان بلغ ألف قتيل، فيما أصيب أكثر من 600 وسط
توقعات بارتفاع عدد الضحايا مع تدفق المعلومات من القرى في المناطق الجبلية
النائية.
وأظهرت صور نشرتها وسائل إعلام أفغانية منازل تحولت إلى أنقاض وجثثا ملفوفة
بأغطية على الأرض بعد الزلزال الذي بلغت قوته 6.1 درجة، كما أظهرت أن عددًا غير
معروف من الناس ما زالوا محاصرين تحت الأنقاض وفي مناطق نائية.
وقال موظفو الصحة والإغاثة إن عمليات الإنقاذ معقدة بسبب ظروف صعبة منها
هطول الأمطار والانهيارات الأرضية، ووجود العديد من القرى في مناطق تلال يتعذر
الوصول إليها.
صعوبة الإنقاذ
وتشكل جهود الإنقاذ اختبارًا كبيرًا لطالبان، التي سيطرت على السلطة في أغسطس
الماضي، بعد حرب امتدت لعقدين، وحُرمت البلاد بعدها من الكثير من المساعدات
الدولية بسبب العقوبات.
وقال متحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إنه بدأ إرسال
فرق إلى جانب سيارات الإسعاف وطائرات الهليكوبتر، التي أرسلتها وزارة الدفاع
بقيادة طالبان، والتي تقود جهود الإنقاذ.
وأضاف: "على الرغم من استمرار جهود البحث والإنقاذ، فإن الأمطار الغزيرة والرياح تعرقل جهود طائرات الهليكوبتر التي قيل إنها لم تكن قادرة على الهبوط".
الأوضاع قبل الزلزال
وتتعدد أسباب
صعوبة عمليات الإنقاذ، وعلى رأسها الأوضاع الإنسانية المتدنية للغاية التي دفعت الأمين العام
للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في مطلع العام الجاري إلى وصفها بأنها "الأسوأ
على الإطلاق"، ودعا إلى تعليق القواعد والشروط المقيّدة لاقتصاد البلاد.
وقال: الوضع الإنساني هو "الأسوأ على الإطلاق"، داعيًا إلى "مضاعفة العمليات الإنسانية الرامية إلى إنقاذ الأرواح في البلد التي يواجه نصف سكانه الجوع".
وأضاف، خلال إفادة أمام مجلس الأمن الدولي، إنّ "الأفغان تلاحقهم الجائحة وأمراض أخرى كان يمكن تجنّبها"، مؤكدًا أن "أكثر من نصف الأفغان يواجهون الجوع، ويعتمد 80% منهم على المياه الملوّثة للشرب".
وأشار إلى أنّ "أفغانستان هي الأسوأ حالا على الإطلاق من الناحية الإنسانية"، موضحًا أنّ "الجزاءات وانعدام الثقة في المنظومة المصرفية العالمية جمّدت 9 مليارات دولار من أصول البنك المركزي الأفغاني".
ودعا غوتيريش إلى مضاعفة العمل الإنساني الرامي إلى إنقاذ الأرواح في
أفغانستان، وتعليق القواعد والشروط المقيّدة لاقتصاد أفغانستان، وأيضًا حثّ حركة طالبان
على العمل لبناء الثقة مع الشعب الأفغاني.
حتمية زيادة المساعدات
وتفرض الظروف التي
تعرضت لها البلاد وآخرها الزلزال المدمر حتمية
زيادة المساعدات الإنسانية من قبل المجتمع الدولي، وقد انتبه عدد من الدول
لذلك بالفعل، وقد أعلن ذبيح الله مجاهد، المتحدث باسم طالبان إن المساعدات
الإنسانية على خلفية الزلزال المدمر وصلت إلى أفغانستان من عدة دول، بينها قطر
وإيران وباكستان.
وقال: "في إطار جهود الإغاثة الليلة الماضية لضحايا الزلزال، وصلت طائرة تحمل مساعدات إنسانية من قطر إلى كابول.. ووصلت طائرتان تحملان مساعدات إنسانية من إيران.. ووصلت ثماني شاحنات محملة بالمواد الغذائية وإمدادات الطوارئ من باكستان إلى بكتيكا".
كما أعلنت حكومة كوريا الجنوبية، الخميس 23 يونيه 2020م، أنها ستقدم
مساعدات إنسانية قدرها مليون دولار لدعم ضحايا الزلزال فى أفغانستان.





