شهادات الناجيات اليمنيات لـ«المرجع».. اغتصاب وقتل وإخفاء قسري في سجون الحوثي
تعيش المرأة اليمنية ظروفًا بالغة القسوة، جراء الحرب الدامية التى تسببت فيها جماعة الحوثي منذ سبع سنوات، فمنذ اللحظة الأولى لاندلاع الحرب كانت المرأة هدفًا للقتل والاعتقال والتعذيب والاغتصاب والإخفاء القسري، فضلًا عن معاناة النزوح من منطقة إلى أخرى.
ومن ضمن الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الانقلابية
ضد المرأة، فرضها مزيدًا من القيود والحريات، منها الحرمان من العمل ومن حمل الهواتف النقالة ومن استخدام مساحيق التجميل، والمنع من دخول الحدائق العامة دون محرم.
ووثقت اللجنة الوطنية للتحقيق في إدعاءات حقوق الإنسان
والفريق الحقوقي والميداني للشبكة اليمنية للحقوق والحريات أنه على مدار ثماني سنوات، قُتلت واُصيبت نحو 6476 امرأة، موزعة على 19 محافظة يمنية هي: الحديدة، الضالع، تعز، حجة، ذمار، لحج، مارب، ريمة، شبوة، إب، أبين، أمانة
العاصمة، البيضاء، الجوف، صعدة، صنعاء، عدن، عمران، المحويت.
القتل بالألغام
وأكد الفريق الميداني للشبكة إصابة 3741 يمنية جراء أعمال القصف الممنهج الذي شنته جماعة الحوثي خلال السبع سنوات الماضية،
على الأحياء والأسواق الشعبية وأماكن التجمعات العامة في 17 محافظة مستخدمة الصواريخ البالستية والكاتيوشا ومدافع الهاون والدبابات وعربات الـ(BMB)وراجمات
قذائف (B10).
وأوضح فريق التحقيق، أن هناك 593 يمنية وقعن ضحايا الألغام والعبوات الناسفة التي زرعتها جماعة الحوثي في 14 محافظة وأصبن بجروح خطيرة أفقدت عددًا منهن بعض أو كل أطرافهن العلوية والسفلية وخرجن منها بإعاقات دائمة أو جزئية، كما سجل الفريق، إصابة 512 امرأة بسلاح القنص من قبل عناصر الحوثي.
ورصد الفريق، 478 إصابة
بالرصاص المباشر تعرضت لها نساء ضمن وقائع استهداف جماعية وفردية متعمدة ارتكبتها
ميليشيا الحوثي في 14 محافظة يمنية مستخدمة سلاح الكلاشنكوف والرشاشات والمعدلات
الخفيفة.
الاعتقال والإخفاء القسري
أثبتت الشبكة اليمنية للحقوق والحريات خلال السبع
سنوات الماضية، تورط جماعة الحوثي المسلحة في اختطاف واحتجاز 770 امرأة في 14 محافظة، واحتلت العاصمة صنعاء الصدارة إذ حدث بها 241 حالة اختطاف واحتجاز أي ما نسبته
58% من إجمالي تلك الحالات تليها محافظة ذمار التي شهدت 141 حالة اختطاف
واحتجاز، ثم الحديدة بـ46 حالة ثم محافظة البيضاء بـ30 حالة ومحافظة حجة
بـ26 حالات ومحافظة إب بـ22.
وهناك 195 امرأة ممن اختطفتهن ميليشيات الحوثي تم
اقتيادهن إلى سجون سرية وتعرضن للاختفاء القسري لفترات تراوحت بين 3 شهور إلى سنة
كاملة قبل أن يتم الكشف عن أماكن احتجازهن بينما لا يزال مصير البعض منهن مجهولًا حتى اللحظة من بينهن 96 حالة اختفاء.
التعذيب في السجون وأشكاله
استطاع «المرجع» التوصل إلى بعض الناجيات من سجون
الحوثي، منهن من وافقت على التواصل وسرد قصتها شرط عدم نشر الاسم، والبعض منهن رفضن
الحديث، خشية من الوقوع في قبضة الحوثي من جديد.
«يتم استغلالنًا جنسيًّا».. بهذه الجملة بدأت ( م. ا)،
تسرد في قصتها المؤلمة، وقالت: «تم اعتقالي من منزلي في عام 2018 من
محافظة تعز، عندما طرق أحد العناصر الحوثية باب منزلنا وطلب من زوجي رغبة انضمام
سيدات المنزل لـ«الزينبيات» (تنظيم نسائي حوثي مسلح متعدد المهمام).
وتابعت: «رفض زوجي تلك الفكرة فقاموا باقتحام المنزل والقوا القبض عليه وعليَّ، ومنذ ذلك الحين تبدلت حياتي إلى الأسوأ، ففي اليوم الأول الذي قضيته في أحد معتقلات الحوثي بصنعاء، تلقيت ضربًا ضربًا مبرحًا لا يتحمله أحد، لدرجة أنني فقدت الوعي من شدة الألم، حتى قاموا بإيقاظي عن طريق سكب مياه مثلجة على جسدي».
وواصلت: «تم إلصاق تهم ليس لها أي
اساس من الصحة، منها التحريض على العنف ومحاولة تأجيج الأوضاع السياسية، وإثارة
الفتن، وبناءً على تلك التهم، تم التفاوض معي إما تنفيذ جميع الأمور وأنا في كامل قناعتي وإما أواجه
السجن، وكانت المفاجأة المفزعة، عندما تمت مساومتي على مضاجعة رجال وقيادات
حوثية، وحينها رفضت رفضًا تامًا، فتمت معاقبتي بالسجن الشاق لمدة عامين، حتى تم
الإفراج عني، إضافة لذلك اكتشفت أن تلك الجماعة تستغل عددًا كبيرًا من السجينات في
أمور جنسية و غير شريفة».
فيما قالت ( ر. ع)، بالغة من العمر 25 عامًا وهي خريجة كلية الإعلام، وإحدى الناجيات من سجون الحوثي: «القت عناصر الحوثي القبض عليَّ وأنا في حرم الجامعة بصنعاء عام 2015، فهي حملة عشوائية ضد الطلاب، وتم اعتقالي في أحد السجون السرية، على الرغم من وجود السجن المركزي، لكن تلك الميليشيا لديها عشرات السجون السرية، وتم اتهامي بتحريض الفقراء للقيام بثورة ضدهم مستغلة فقرهم».
وواصلت: «في كل مرة أنكر فيها تلك التهم، يتم
تعذيبي، فتمت إزالة أضافري، وهناك أدوات يستخدموها في سلخ الجلد وإدخالها في مناطق
معينة بالجسم وهي ساخنة، فالتعذيب الذي يقع على النساء ليس له مثيل، أنا خرجت
بعد عام من اعتقالي، لكن حتى وقتنا هذا وأنا اعاني من آثار التعذيب سواء على
المستوى النفسي أو الجسدى».
وتابعت: «هُناك آلاف السيدات في السجون السرية
للحوثي، يواجهن الموت في كل لحظة ويتم استغلالهن واستخدامهم كورقة ضغط على
الحكومة الشرعية».
المرأة اليمنية تتعرض لأشد أنواع
الانتهاكات
وعن تلك الانتهاكات قالت الناشطة والمحامية اليمنية «زعفران زايد»، التي انشأت «مؤسسة تمكين المرأة اليمنية ضد التعذيب»: إن المرأة اليمنية تعرضت لأشد أنواع الانتهاكات الجسيمة من قبل الميليشيات الحوثية الإيرانية، ولعل أبرز الانتهاكات ما تعرضت له النساء من عمليات اعتقال وتعذيب واغتصاب في السجون، وكذلك ما تعرضت له الناشطات والمدافعات عن حقوق الإنسان من أحكام بالإعدام، وسلسلة من الأحكام الجائرة مثل الغرامات المالية وأحكام بالصلب والرمي بالرصاص.
وأكدت زعفران في تصريح خاص لـ «المرجع»، إن هناك العديد من النساء قتلن قنصًا على يد الحوثي، ولعل أبرز شهيدات القنص رهام البدر التي تم قنصها من قبل الميليشيات الحوثية وهي في طريقها لتقديم المساعدات للمحاصرين في قرى تعز، وكذلك الشهيدة أصيلة الدودحي البالغة من العمر 17 عامًا من محافظه آب .





