بهجمات دامية.. «داعش» يعلن وجوده في الكونغو الديمقراطية
في ليلة الأحد الخامس من يونيو الجاري، قتل ما يقرب من عشرين شخصًا بمدينة إيتوري شمال شرق
جمهورية الكونغو الديمقراطية في وسط أفريقيا، في مذبحة
جديدة نُسبت إلى ما تعرف بالقوات الديمقراطية المتحالفة (ADF)، وهي جماعة تابعة لتنظيم داعش الإرهابي.
وأكد مرصد الأمن في كيفو
(غير حكومى) فى صفحته على موقع التواصل تويتر أنه قد قُتل ما لا يقل عن 20 مدنيًّا في قرية
بواناسورا، وأوضح مسؤول بهيئة الصليب الأحمر، أن متمردي القوات الديمقراطية المتحالفة
وصلوا قرابة الساعة الثامنة مساء وتحركوا بهدوء ولحسن الحظ تمكن العديد من
الأهالي من الفرار.
بداية الظهور الداعشي
يختلف ظهور «داعش» في الكونغو قليلًا عن ظهوره في أي دولة أفريقية أخرى، إذ برز عبر انفصال
مجموعات عن الحركات المرتبطة بتنظيم القاعدة أو إعلان جماعات متطرفة ولاءها
للتنظيم، مثل حركة القوات الديمقراطية المتحالفة.
وأعلن «داعش» وجوده عبر نشر مقاطع فيديو
عن حركة القوات الديمقراطية المتحالفة، التي تتمركز شرق الكونغو، وعرفت بعد ذلك
باسم ولاية وسط أفريقيا الإسلامية (ISCAP)، وكان ذلك عام 2019، وتضم تلك الحركة أيضًا جماعة أنصار السنة في موزمبيق،
التي تنشط في إقليم كابو ديلغادو شمال البلاد.
وشنت القوات الديمقراطية المتحالفة سلسلة هجمات دموية قبل مبايعة «داعش» وبعده، جعلتها الأشد عنفًا في
شرق البلاد، بحسب بيانات وزارة الخارجية الأمريكية، فقد قتل التنظيم 849
مدنيًّا عام 2020، وفي نهاية شهر مايو الماضي قتل 39 مدنيًّا، بينهم نساء،
في منطقة كيفو شرق البلاد، وتسببت عمليات الحركة في نزوح 140 ألف مواطن.
وعقب تلك العمليات، أدرجت الخارجية
الأمريكية فرع «داعش» في الكونغو وموزمبيق على قائمة المنظمات الأجنبية الإرهابية، وكان ذلك في العاشر من مارس 2021.
تعاون وثيق
وخلال الأيام السابقة أظهرت التحركات الميدانية في الكونغو وجود تعاون وثيق، بين بعض الجماعات المتطرفة وبين «داعش»، إذ سلطت مجلة «فورين بوليسي» الأمريكية، الضوء على هذا التعاون ووصفته بالمقلق.
وأشارت المجلة في
تقرير تحت عنوان «كل الجهاد في إفريقيا محلي»، إلى العلاقة الوثيقة بين داعش وبين ما تُعرف بــ«القوات الديمقراطية المتحالفة» المتمردة في
الكونغو الديمقراطية.
وأضافت المجلة في تقريرها، أن
«داعش» منذ دحره في العراق وسوريا، تحولت توجهاته إلي أفريقيا، وأصبحت
المنطقة الشرقية من جمهورية الكونغو الديمقراطية معقلًا لنشاطه الإرهابي، خاصة أنه
يشن من خلالها عملياته الإرهابية على رواندا وبروندي وأوغندا.
23 مارس ودورها في تمدد داعش
يمثل تصاعد التمرد المسلح لحركة «23 مارس» شرق الكونغو الديمقراطية أزمة كبيرة لجيش البلاد، بما
يشير إلى فتح جبهة مواجهة جديدة، الأمر الذي يؤثر سلبًا على جهود مكافحة نشاط داعش، ذلك بحسب ما جاء في دراسة خاصة بمركز أبحاث «إنترريجونال
للتحليلات الاستراتيجية».
وهنا يجب تحقيق توازن في توزيع القوة
العسكرية لمواجهة النشاط العنيف لداعش وللحركة على محورين بحسب الدراسة، سواء شرق البلاد أو في المناطق الشمالية الشرقية التي ينشط
فيها داعش، وذلك في ظل تصاعد تمرد حركة 23
مارس بشكل ملحوظ، خاصة أنها لا تعتمد على تنفيذ عمليات خاطفة، بل على محاولة
السيطرة على قرى شرق الكونغو، وتنفيذ هجمات على معسكرات الجيش، كان أحدثها الهجوم
على قاعدة رومانجابو في منطقة روتشورو الواقعة بإقليم كيفو الشمالية، في 26 مايو 2022، وقبلها مهاجمة مواقع للجيش في أبريل الماضي.
وتقول الدراسة إنه من الممكن أن يستغل تنظيم داعش، انشغال الجيش الكونغولي بمواجهة التمرد المسلح لحركة 23 مارس، في محاولة زيادة النشاط الإرهابي خلال الفترة المقبلة، إذ استمرت المواجهات بين الجيش وبين الحركة المتمردة لفترة طويلة، ودفع الجيش بتعزيزات عسكرية في نطاق المواجهات مع عناصر الحركة، ومن ثم قد ينتقل التنظيم إلى مرحلة توسيع النفوذ في شمال شرق الكونغو، وفرض السيطرة على بعض القرى.





