وفاة غامضة.. حقيقة تورط الحرس الثوري في مقتل إسماعيل زاده
ما زالت عمليات الاختراق الأمني والاغتيالات المستمرة تهدد عرش نظام الملالي، وتقضي على أبرز رجاله، وهذا ما وقع خلال السنوات القليلة الماضية، كواقعة اغتيال قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني «قاسم سليماني» في غارة أمريكية بالأراضي العراقية يناير 2020، ثم اغتيال العالم الإيراني النووي «محسن فخري زاده» داخل إيران في سبتمبر 2021، وبعد ذلك العقيد بالحرس الثوري «صياد خدائي» الذي اغتيل أمام منزله بالعاصمة طهران 22 مايو 2022، ليلحق بهم العقيد «علي إسماعيل زاده» الضابط في فيلق القدس الذي توفي جراء حادث بمنزله في طهران 30 مايو 2022،
وفاة غامضة
وتجدر الإشارة إلى أنه في كل مرة يوجه النظام الإيراني ومسؤولوه أصابع الاتهام إلى ما يسيمهم بقوى الاستكبار العالمي (في إشارة إلى أمريكا وإسرائيل) عن اغتيال قياداته، إلا أن واقعة مقتل «اسماعيل زاده» في ظل ظروف غامضة وحديث السلطات الإيرانية عن أن «زاده» لم يتم اغتياله، بل سقط من سطح منزله في منطقة جهان ناما بمدينة كرج غرب طهران، وأنه يتم التحقيق في الأمر؛ أثار عدد من الشكوك، خاصة أن النظام الإيراني لم يعلن مقتل «زاده» إلا حينما كشفت وسائل إعلام إيرانية معارضة عن قتل الحرس الثوري لعقيد بفيلق القدس بتهمة قيامه بالتجسس، وهو ما دفع إعلام النظام لينفي هذا الأمر اليوم 2 يونيو 2022.
ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية «إرنا» عن مصدر مطلع، قوله، إن ما تم ذكره بخصوص اغتيال الحرس الثوري لـ«إسماعيل زاده» غير صحيح ويأتي في إطار «الحرب النفسية والأخبار الكاذبة» التي تستهدف النظام الإيراني من المعارضين له في الخارج.
سيناريو الانتحار
ومن الجدير بالذكر أن «إسماعيل زاده» هو أحد قادة الوحدة 840 في فيلق القدس، وهي الوحدة ذاتها التي كان يقودها «صياد خدائي» ولهذا فإن الاثنين كانا مقربين من بعضهم البعض، والغريب في الأمر أيضًا أن مسؤولين بالحرس الثوري أجروا محادثات هاتفية مع أسرة «زاده» وأخبروهم أن مشكلات نفسية ناجمة عن انفصاله عن زوجته، هي ما دفعته لـ«الانتحار» وأنه ترك رسالة بهذا الصدد، وفقًا لموقع «إيران انترناشونال» الذي أفاد أيضًا بأن مخابرات الحرس الثوري اشتبهت في تسريب «زاده» معلومات لأجهزة مخابرات أجنبية حول «خدائي»، ولذلك قررت تصفيته وفبركة «سيناريو الانتحار».
اختراق أمني
وحول تلك الواقعة، أوضح الدكتور «محمد عبادي» الباحث المتخصص في الشأن الإيراني، أنه بغض النظر عن طريقة مقتل «إسماعيل زاده» سواء بالانتحار أو نتيجة تسمم غذائي كما كشفت أجهزة الملالي، أو أنه قتل على أيدي مخابرات الحرس الثوري؛ فإن الأمر برمته يؤكد أن النظام الإيراني مخترق أمنيًّا بشكل كبير، وأن أيدي الموساد الإسرائيلي تستطيع التغلغل داخل إيران بكل أريحية.
ولفت «عبادي» في تصريح خاص لـ«المرجع» إلى أن نظام الملالي يعيش هذه الفترة أوضاعًا صعبة للغاية ما بين تدهور لأوضاعه الاقتصادية وانهيار لعملته المحلية، فضلًا عن تعثر مفاوضات فيينا النووية ورفض أمريكا حتى الآن رفع الحرس الثوري من قائمة الإرهاب، هذا بجانب أن تزايد عمليات الاختراق الأمني تجعل أجهزة النظام توجه اللوم على بعضها البعض، فجهاز المخابرات الإيرانية يلقي باللوم على مخابرات الحرس الثوري الإيراني وباقي الأجهزة أيضًا.





