تهور إجرامي وليس سهوًا.. تسريب يفضح تورط إيران في ضرب الطائرة الأوكرانية
فضح تسريب صوتي جديد، تعمد سماح طهران للرحلات الجوية المدنية بالتحليق بالتزامن مع حادث إسقاط الطائرة الأوكرانية، في يناير 2020.
مكالمة حل اللغز
وحصلت قناة «سي بي سي نيوز» الكندية على تسجيل لمحادثة استمرت 90 دقيقة يتحدث فيها حسن رضايقار، رئيس فريق التحقيق الإيراني في حادث إسقاط طائرة الخطوط الجوية الأوكرانية التي أسفر تحطمها عن مقتل 176 شخصًا، بينهم 57 كنديًّا.
وبعد ساعات من إرسال القناة نسخة من التسجيل إلى رضايقار، طلبًا للتعقيب تم عزله من منصبه، وتم إخطار عائلات الضحايا بأن محققًا جديدًا تولى المهمة.
وكشف رضايقار، في التسجيل المسرب، عن أنه تم ترك المجال الجوي فوق طهران مفتوحًا تفاديًا للكشف المبكر عن الهجوم الصاروخي على القواعد الجوية الأمريكية في العراق في تلك الليلة، ردًّا على مقتل قاسم سليماني قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري قبلها بنحو أسبوع، مضيفًا أن إغلاق المجال الجوي كان يعني إلغاء الرحلات الجوية التي تربح منها بلاده مئات الآلاف من الدولارات يوميًّا مقابل رسوم السماح بتلك الرحلات.
الطائرات المدنية درع بشري
كما راجع بيام أخافان، أستاذ القانون الدولي والمدعي السابق للأمم المتحدة في لاهاي، التسجيل الصوتي كاشفًا عن أن ترك الطائرات المدنية عمدًا في طريق الأذى، واستخدامها في الواقع كدروع بشرية، يستتبع مسؤولية جنائية؛ لأن أعلى مستويات الحكومة اختارت الإبقاء على الطائرات أثناء وقت حافل بالنشاط العسكري.
وتابع: «الأمر ليس سهوًا بشريًّا ولكنه تهور إجرامي» معتبرًا أن فريق التحقيق ليس إلا مجرد مواجهة للتستر على الجريمة.
كما كشف رضايقار، في التسجيل الصوتي، عن أمر مهم أيضا، مبينًا أنه بعد 5 دقائق من الحادث تلقى معلومة من أمير علي حاجي زادة، قائد القوات الجوية في الحرس الثوري بين له أن لديه أمر بإطلاق الصواريخ على الطائرة لاعتبارات تتعلق بالأمن القومي.
يأتي هذا فيما كانت طهران تنكر على مدار 3 أيام متواصلة أي شبهة في إسقاط الطائرة، وتصر على الحديث عن عطل فني في المحرك، وفي 11 يناير، اعترف الجيش الإيراني بأنه أسقط الطائرة بالخطأ.
وجرت هذه المكالمة بين رضايقار وزوج إحدى ضحايا الحادث، وقد حاول الضغط عليه لمنعه من انتقاد النظام الإيراني على الإنترنت، ولما رفض الاستجابة اتصلت المخابرات بأفراد عائلته في إيران لممارسة ضغط عليهم ليلتزم الصمت.
قبل إرسال الصندوق الأسود
ومن المنتظر أن تنشر طهران تقريرًا حول الحادث قبل إرسال الصندوق الأسود إلى فرنسا في 20 يوليو الجاري لتحليل بياناته.





