ad a b
ad ad ad

تجاوز الحدود القصوى.. أزمة وشيكة بين إيران والغرب في مجلس محافظي الوكالة الذرية

الأحد 05/يونيو/2022 - 07:25 م
المرجع
محمد شعت
طباعة
في ظل اتجاه المؤشرات إلى انهيار مفاوضات إحياء الاتفاق النووي بين إيران والقوى الأخرى الموقعة على اتفاق 2015، بعد ثماني جولات استمرت قرابة عام، حيث انطلقت الجولة الأولى في أبريل 2021 وتوقفت في مارس 2022، وسط تمسك الجانب الإيراني بمطالبه التي تراها القوى الأخرى خاصة الولايات المتحدة الأمريكية بعيدة عن الاتفاق، يبدو أن الأمور تتجه إلى الأسوأ في ظل المراوغة الإيرانية للوكالة الدولية للطاقة الذرية.
تجاوز الحدود القصوى..
تجاوز الحدود القصوى

بيان الوكالة الدولية للطاقة الذرية الصادر مؤخرًا يشير إلى تصاعد الأزمة بين إيران والوكالة، حيث أشارت الوكالة إلى أن إيران تقترب الآن من إنتاج مادة إلى درجة قريبة من صنع أسلحة نووية، وأنها لم ترد بمصداقية على أسئلة الوكالة بشأن مصدر آثار يورانيوم عُثر عليها في ثلاثة مواقع غير معلنة.

وحذرت الوكالة من التجاوزات والانتهاكات الإيرانية المستمرة، حيث أشارت إلى تجاوز مخزون اليورانيوم المخصب لدى إيران الحد المسموح به بموجب الاتفاق النووي المبرم العام 2015 بين طهران والقوى الكبرى بأكثر من 18 مرة، بحسب تقرير للوكالة الدولية للطاقة الذرية الإثنين 30 مايو.

تقرير الوكالة أشار أيضًا إلى أنه وفقًا لتقديرات منتصف مايو، زادت طهران احتياطها الإجمالي إلى 3809,3 كيلوجرامات، في مقابل 3197,1 كيلو جرام في فبراير، بعيدًا عن السقف الذي تعهدت به بموجب الاتفاق والبالغ 202,8 كيلو جرامات أو 300 كيلو جرام من سداسي فلوريد اليورانيوم UF6.

ويوضح التقرير تسريع إيران في وتيرة التخصيب، حيث رفعت إيران مخزونها من المواد المخصبة بنسبة 20 % إلى 238,4 كيلوجرام بعدما كان 182,1 كيلوجرام. 

وهذا المستوى الذي يتجاوز بنسبة 3,67 % ذلك المحدد في الاتفاق، يجعل من الممكن نظريًّا إنتاج نظائر طبية تستخدم خصوصًا في تشخيص بعض أنواع السرطان.
تجاوز الحدود القصوى..
منعطف خطير 

التقرير الأخير للوكالة الذرية جاء بعد أيام من تحذيرات أطلقها رافائيل جروسي، مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، الأربعاء الماضي، والتي أكد خلالها أن المحادثات مع إيران تمر بمنعطف شديد الصعوبة، خاصة في ظل تجاهل طهران لإنهاء أزمة بين الوكالة وطهران بخصوص جزيئات اليورانيوم المعالجة التي عثر عليها فريق تابع للوكالة في مواقع غير معلنة.

وجاءت تصريحات جروسي قبل أيام من تقديمه تقريرًا بهذا الشأن إلى مجلس محافظي الوكالة قبل اجتماع فصلي يبدأ في السادس من يونيو، كما ذكر جروسي خلال جلسة نقاش في منتدى دافوس الاقتصادي العالمي، أنه يأمل أن يتم استغلال الوقت من الآن وحتى موعد تقديم التقرير على نحو جيد، وهو الأمر الذي لم تسع إيران إلى تحقيقه، وهو الأمر الذي قد يؤدي إلى تعقيد جديد بين إيران والدول الغربية في مجلس محافظي الوكالة.

جمود إيراني

من غير المنتظر أن تغير إيران موقفها أو تسعى إلى تقديم خطوات إيجابية، خاصة أن دعوات مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافاييل جروسي ليست جديدة، خاصة أنه أعرب في مارس الماضي عن "قلقه الشديد" إزاء عدم تعاون إيران في توقيت يسعى فيه الاتحاد الأوروبي لاستئناف المحادثات الرامية لإحياء الاتفاق الدولي المبرم مع طهران حول برنامجها النووي، وهو ما لم تستجب إليه طهران.

ويأتي الجمود الإيراني نتيجة تمسك طهران بما تسميه الخطوط الحمراء، وأنه لا اتفاق على شيء حتى يتم الاتفاق على كل شيء، خاصة في ظل سيطرة الأصوليين على الحكومة، وهو ما أدى إلى الفشل في إحراز أي تقدم في المفاوضات في ظل سعي إيران إلى تحقيق مكاسب فقط دون إظهار أي مرونة أو تقديم أية تنازلات.
"