تصفير المشاكل.. تركيا تسعى لمحو الماضي مع سوريا بعد تغيير المعادلة
عاودت الصحف التركية الحديث عن فرص عودة العلاقات التركية السورية بعد مرور شهر على نفي مصادر منسوبة لوزارة الخارجية السورية لصحف مقربة منها صحيفة «الوطن» لأي اتصالات أو نقاشات تدار بين الطرفين في هذا الشأن.
وكانت صحيفة «حرييت» التركية هي من فتحت ملف عودة العلاقات بين دمشق وأنقرة لأول مرة مطلع أبريل 2022، بعد سنوات من القطيعة بين الدولتين على خلفية الأحداث الدامية التي شهدتها سوريا ووجود تركيا فيها كطرف أساسي، وكانت الصحيفة المقربة من النظام التركي قد نشرت تفاصيل عن نقاشات مطروحة في الأوساط التركية عن فتح اتصالات مع دمشق ضمن سياسة خارجية تركية تعتمد نهج تصفير المشاكل.
تباعد وجهات النظر
من جانبها كانت الخارجية السورية قد قالت عبر قنواتها الإعلامية إن الحوار والجلوس مع تركيا مستحيل في ظل تباعد وجهات النظر على خلفية سنوات الصراع السورية الماضية، مشترطة أي تحسن في العلاقات بسحب تركيا قواتها من سوريا، وتوقفها عن دعم العناصر المعادية للدولة السورية.
سياسة خارجية تليق بالمرحلة
بمرور أكثر من عشر سنوات على ما يعرف بـ«الربيع العربي» بدأت معطيات المعادلة السياسة تختلف، وهو وما أثر على البوصلة السياسية لبعض الدول، تركيا كانت أكثر الدول تغييرًا في السياسة الخارجية، إذ شهدت الفترة الأخيرة تحسنًا في العلاقات بينها وبين السعودية والإمارات، ويتسق مع هذا حديث الصحف التركية عن عودة العلاقات مع دمشق.
وبحسب ما ذكر موقع «TGRT HABER»، فوزارة الخارجية التركية أدلت بتصريحات حديثة حول سوريا في موقعها الإلكتروني، تكشف عن نوايا عودة العلاقات، وكشفت الوزارة عن رؤيتها للحل المثالي للنزاع السوري، مشيرة إلى أن الحل السياسي والشامل سيكون المخرج لا الحلول العسكرية، وذكّرت الوزارة باتفاقية جنيف 2012 التي لم تطق حتى الآن، والتي نصت في مستهل الأزمة السورية على حل هو المباحثات بين الأطراف السورية، وتشكيل حكومة انتقالية تضم عناصر من الحكومة السورية القائمة وعناصر من المعارضة.
ويبدو أن خيار عودة العلاقات مع سوريا لم يطرأ على الأجندة التركية، إذ سبق وتخلت أنقرة في خريطة سياساتها الخارجية خلال 2022 المعلنة عبر موقع وزارة خارجيتها في نوفمبر 2021، عن لغة العداء المعتادة لديها عن حديثها عن النظام السورية، وفيما يخص العلاقات مع سوريا قالت الوزارة في خطتها إزالة جميع أنواع التهديدات لأمننا القومي ومصالحنا الوطنية من الأراضي السورية، وضمان العودة الآمنة والطوعية والكريمة للنازحين وسلامة الأراضي السورية.
وأضافت وزارة الخارجية التركية أن التسوية السياسية للنزاع على أساس قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254، شكلت أساس السياسة التي تتبعها بلادنا منذ اليوم الأول.
صعوبة الخطوة
على عكس العودة السلسة في العلاقات السعودية والإماراتية مع أنقرة، فيبدو أن تكرار نفس الأمر مع دمشق مستبعد، وبخلاف الشروط المسبقة التي تضعها دمشق قبل أي مباحثات أو اتصالات، فالرئيس التركي، رجب طيب أردوغان أقر بذلك إذ قال في إجابته على أسئلة الصحفيين حول ما إذ كانت زيارته للسعودية ستكون مقدمة لإنهاء الأزمات الإقليمية والحروب في سوريا والعراق ولبنان واليمن، إنها بالطبع مقدمة لإنهاء كل الأزمات، ولكن الوضع مختلف بسوريا، على حد اعتباره.
للمزيد.. مزاعم تركيا للعمل المسلح في العراق.. تعاون أم تواطؤ؟





