«داعش» يبعث برسائل تحريضية لكتيبته الإعلامية وسط منافسات «القاعدة»
يهتم تنظيم داعش الإرهابي بأدواته الإعلامية اهتمامًا خاصًّا، ينبع من
احتياجه لتوظيف تلك الأدوات لحشد أتباع جدد إلى صفوفه، وتقوية الروابط بين أتباعه
وبين قادتهم، والحفاظ على الواجهة العقائدية لممارساته كمدخل لمنع تفكك صفوفه.
ومن ثم تحرص أهم وسيلة إعلامية للتنظيم وهي مجلة «النبأ» الأسبوعية على بثِّ رسائل خاصة للكتيبة الإعلامية لداعش، إذ نشرت في العدد الأخير توجيهات تنظيمية لما أسمتهم بـ(المجاهدين الإلكترونيين)، تضمنت تحريضًا لتنفيذ
هجمات أعنف وصياغة رسائل عاطفية وعقائدية للأتباع وغيرهم.
رسائل داعش التحريضية لعناصرها الإلكترونيين
تحت مسمى (المجاهدين الإلكترونيين)، وجه تنظيم داعش رسائله للكتيبة الأبرز بالنسبة له، فأولًا: حرص على التأكيد بأن دورهم هو الأهم، وأنه نوع خاص من القتال الذي يحتاج له التنظيم بشدة للوصول إلى أهدافه، وثانيًا: طالبهم التنظيم بالنشاط أكثر في بث رسائل دعوية لاستقطاب عناصر جدد، موجهًا إياهم لاختيار الخطاب العاطفي، وإثارة المشاعر الدينية لجذب العدد الأكبر.
وثالثًا: طالب تنظيم داعش اتباعه بابتكار وسائل مختلفة للهجمات وتعليمها للذئاب المنفردة والمتعاطفين مع داعش؛ لحصد أرواح المختلفين معهم، ورابعًا: حرضهم على نشر دعاية حول قوته العسكرية وعتاده، ونجاحاته المزعومة في فرض سيطرته على بعض المناطق للترويج لنفوذه.
ويأتي حرص داعش على التأكيد على أهمية كتيبته الإعلامية متسقًا مع التطورات التكنولوجية الحديثة التي يشهدها العصر، والتي تسعى الجماعات الإرهابية لتطويعها وفقًا لأجندتها الخاصة.
وتبقى افتتاحية العدد الأخير من مجلة «النبأ» الداعشية ذات أهمية
خاصة للتنظيم كفكر تكفيري، لحرصها على دفع العناصر نحو الموت في سبيل أيديولوجيا «داعش»، وأن الموت هو نصر عظيم لهم، وعليهم الإقدام نحوه عبر عمليات انتحاريةـ حسب وجهة نظر قادة التنظيم.
الأنشطة الإعلامية والتنافس الإرهابي
تتوازى رسائل داعش الأخيرة لكتيبته الإعلامية مع الحملة الدعوية التي اعتمدها تنظيم القاعدة الإرهابي عبر خطابات قائده أيمن الظواهري عن العقيدة التكفيرية، وجدوى الانضمام للجماعات، وتفوق القاعدة فقهيًّا عن باقي التنظيمات الأخرى، إذ تأتي الأنشطة الإعلامية الأخيرة للتنظيمات الإرهابية في إطار المنافسة المحتدمة بينهم لجذب أتباع أكثر لصفوفهم، والحفاظ على قوامهم الرئيسي، وهو ما يظهر في حرص داعش على حث كتيبته الإعلامية على استخدام خطاب عاطفي مؤثر لاستمالات أوسع لصفوفه، وسط تأكيد القادة بضرورة استخدام أمثلة دينية مثل القرآن والأحاديث والسيرة كتوظيفات مهمة للوصول لأهدافهم، أي لا يقتصر الحديث على دعوات تنظيمية بل صبغها بالدين، وهي الطريقة ذاتها التي يستخدمها تنظيم القاعدة مؤخرًا عبر خطابات فقهية لزعيمه.
وبين العقيدة والتنظيم والمنافسة الإرهابية يحاول تنظيم داعش التوسع في بقاع جغرافية مختلفة لتعويض خسارته في المعاقل الأساسية بسوريا والعراق،
إلى جانب توسيع شبكة أتباعه في الخلايا النائمة بالدول الغربية عبر استمالات عقائدية
معقدة.
فيما تمثل طلبات داعش بتطوير أساليب الهجمات وتعليم العناصر طرق مختلفة لحصد الأرواح تحديًا أمنيًّا للدول لفرض السيطرة على المناطق المحتمل
أن تمثل أهدافًا للجماعات الإرهابية، فضلًا عن فرض الرقابة على الشبكة العنكبوتية؛ لضمان عدم تدفق محتوى التطرف العنيف بين المضطربين من اتباع التنظيم وغيرهم.
المزيد..خطابات القاعدة.. لجوء الظواهري لدعاية العقيدة واستمالة التكفيريين





