ad a b
ad ad ad

تكتل اليمين المتطرف في البرلمان الفرنسي.. ماذا بعد فوز «ماكرون»؟

الخميس 05/مايو/2022 - 05:02 م
المرجع
دعاء إمام
طباعة

 في أعقاب هزيمة مرشحة اليمين المتطرف «ماري لوبان» في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية الفرنسية، وفوز إيمانويل ماكرون بولاية ثانية، انشغل الفرنسيون بتساؤلات عما إذا كان بوسعه الحكم بمفرده، أو التحالف مع أحزاب أخرى من اليمين واليسار، لا سيما وأن الانتخابات البرلمانية تقرر عقدها في يونيو المقبل، وسط توقعات بترجيح كفة اليمين؛ نظرًا للرقم الذي حققه التيار في الجولتين الأولى والثانية من الانتخابات الرئاسية.


وأفادت إحصاءات رسمية بأن اليمين المتطرف في حالة صعوده رغم خسارة الانتخابات الرئاسية، ولا يمكن للقوى السياسية الأخرى في فرنسا إيقافه؛ إذ أن نسبة 42% التي حققها في تلك الانتخابات تؤكد انقسام المجتمع، مقابل 3 % حققها التيار نفسه في انتخابات 2017، و18% في انتخابات 2002.


فوز بنكهة الهزيمة


بالنظر إلى طريقة التصويت وتوزيع الأصوات في الجولتين الأولى والثانية، يتبين أن  فوز ايمانويل ماكرون تشوبه نكهة خفيفة من الهزيمة لأن الثقة الفعلية فيه، تراجعت في ولايته الثانية بنحو 8% بينما الثقة في ماري لوبان تقدمت بنحو 8% أيضًا، وربما قد ساهم في ذلك تقييم فترة حكم ماكرون خلال السنوات الخمس الماضية، فعلى عكس ما كان متوقعًا، لم يأت «ماكرون» بالتغيير الكبير الذي وعد به في سياسته الداخلية؛ ولذا فربما صوت الطامحون للتغيير هذه المرة إلى منافسته .


الباحثون في العلاقات الدولية يرون أنه على الرغم من أن «ماكرون» هو الرئيس الفرنسي الأول الذي يُعاد انتخابه لولاية ثانية منذ نحو 20 عامًا، فإنهم  يعتبرونه فوزًا اضطراريًّا حازه الرئيس الفرنسي ليس ثقةً به وبأسلوب حكمه، ولكن خوفًا من صعود اليمين المتطرف ممثلًا في منافسته «لوبان».


فصل جديد من الماكرونية 


وبحسب دراسة بعنوان «فرنسا: فصل جديد من الماكرونية وهزيمة مؤقتة لليمين المتطرف»، نشرها مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، للباحثة «رابحة سيف علام»،  فإن حكم «ماكرون» يتوقف إلى حد كبير على تشكيل البرلمان الفرنسي الجديد، إذ سيترتب على الانتخابات التشريعية الفرنسية في يونيو المقبل تكوين كتل سياسية جديدة من شأنها أن تسهل عمل الرئيس الجديد أو تصعبه.


وأوضحت الباحثة أن نجاح «ماكرون» في الانتخابات الرئاسية لا يعني بالضرورة أنه سيتمتع بأغلبية برلمانية توافق على مشاريع القوانين والسياسات التي سيقترحها؛ فالمرشحون الخاسرون بصدد التكتل في تحالفات سياسية تساعد على تحويل الكتلة التصويتية التي اختارتهم في الانتخابات الرئاسية إلى كتلة برلمانية تساهم في تغيير السياسات العامة من البرلمان بدلًا من الرئاسة.


وأشارت «علام» إلى أبرز هذه التحالفات التي لا تزال في طور التكوين، هي تحالف يساري بين الحزب الاشتراكي وتحالف «فرنسا لا تخضع» التابع لجان لوك ميلانشون، إذ دخل الطرفان في مفاوضات بهدف التفاهم والتحالف في انتخابات يونيو، وهي المفاوضات التي يمكن أن تتوسع لتضم أيضًا الحزب الشيوعي والخضر.


ووفق دراسة الباحثة «رابحة سيف علام»، يتعين على الرئيس الفرنسي تكوين تكتل من يمين الوسط الليبرالي كي يتمكن من تمرير مشاريعه داخل البرلمان وإلا قد يجد نفسه مضطرًا لاختيار رئيس وزراء من خارج تيار يمين الوسط سواء كان من اليسار أو من اليمين المتطرف، ولذا فوعود ماكرون الرئاسية لن تكون قابلة للتحقيق إلا بعد تبيّن تشكيلة البرلمان المقبل؛ وبالتالي لون الحكومة القادمة.

الكلمات المفتاحية

"