ad a b
ad ad ad

ماكرون أم لوبان؟.. لمن صوت الإخوان في الانتخابات الفرنسية؟

الإثنين 02/مايو/2022 - 08:01 م
المرجع
نورا بنداري
طباعة

 مثلت نتائج الجولة الأولي للانتخابات الفرنسية التي انطلقت في 10 أبريل 2022، صدمة لجماعة الإخوان والتنظيمات الإسلامية في فرنسا، والتي انتهت بتقدم الرئيس الفرنسي المنتهية ولايته «إيمانويل ماكرون» على منافسته من اليمين المتطرف «ماريان لوبان»، وخروج 10 مرشحين آخرين من المنافسة، كان من بينهم المرشح اليساري الرديكالي «جان لوك ميلنشون» والذي حصد تصويت أغلبية المسلمين في فرنسا بنسبة 70%، ومن ثم بات الإخوان أمام خيارين، «ماكرون» و «لوبان».


دعم مرشح اليسار


وقبل إجراء الجولة الأولى من الانتخابات الفرنسية، أصدرت «هيئة أئمة المسلمين» ( التي تقع تحت سيطرة جماعة الإخوان) بيانًا في 9 أبريل 2022، دعت فيه أنصارها إلى دعم «ميلنشون» الذي يعتبرونه المدافع عن الجالية الإسلامية والأقليات في فرنسا، خاصة أنه يدين باستمرار عمليات التميز والعنصرية ضد المسلمين، وبالفعل فإن أصوات المسلمين في الجولة الأولي ذهبت إلى مرشح اليسار، إذ صوت له 70% من الناخبين المسلمين، في حين حصل «ماكرون» على 14% من دعم المسلمين مقارنة بـ 24% في انتخابات عام 2017، وحصلت «لوبان» على 7% من أصوات المسلمين، وفقًا لـ«معهد إيفوب لاستطلاعات الرأي».

 

التصويت لـ«ماكرون»


ومع ظهور نتائج الجولة الأولى من الانتخابات التي انتهت بفوز «ماكرون» 27.8%، وزعيمة اليمين المتطرف «لوبان»  بنسبة 8 23.1% من الأصوات، وخسارة «ميلنشون»، فإن الإخوان وجدوا أن الأنسب هو التصويت لـ«ماكرون» حتى أن مرشح اليسار «ميلنشون» دعا أنصاره إلى حرمان «لوبان» من الحصول على أى صوت لداعميه، ودعا عددًا من أئمة المساجد في فرنسا، المسلمين للتصويت لصالح الرئيس الفرنسي، من بينهم  عميد المسجد الكبير في باريس «شمس الدين حافظ» الذي قال في بيان على صفحته بموقع «فيسبوك» إنه «ينبغي منع «لوبان» من أن تصبح رئيسة لفرنسا، نظرًا لسياساتها المناهضة للهجرة والمسلمين وتصريحتنها التي تثير القلق بشأن مسألة الحجاب وممارسة المسلمين لشعائرهم».


وكان المفكر الاسلامي الفرنسي «غالب بن شيخ» رئيس مؤسسة الإسلام الفرنسي، قد أكد في حوار له بعد انتهاء الجولة الأولى من الانتخابات الفرنسية، أن «ماكرون» سيفوز، والمسلمون سيصوتون له، نظرًا لكونه منفتحًا على كل الأديان، بينما «لوبان» لن تحظى بدعم المسلمين الرافضين لسياساتها.


الإخوان وماكرون


وتجدر الإشارة الى أن  «ماكرون»  ضيق الخناق على عناصر الإخوان خلال فترة رئاسته الأولى، إذ أصدر قانون مكافحة ما يسمى بـ«الانفصالية الإسلامية»، والذي بموجبه تم إغلاق 200 جمعية إسلامية مقربة من جماعة الإخوان، وهو ما جعل الإخوان يمتنعون عن إعطاء أوصواتهم لـ«ماكرون» في الجولة الأولي.


ويذكر أنه في 17 نوفمبر 2021، فإن «حكيم القروي» مستشار الرئيس ماكرون، وجه تحذيرات عدة إلى عناصر الإخوان في فرنسا، محذرًا من خطر تغلغهم داخل المجتمع الفرنسي خاصة مع تزايد العمليات الإرهابية في عدد من الدول الأوروبية من بينهم فرنسا، ومؤكدًا أن بلاده لن تسمح بتنامي هذا التيار داخل مجتمعهم، وهو ما يقلق عناصر الإخوان.


وحول نتائج تلك الانتخابات، أوضح «منير أديب» الباحث المتخصص في شؤون الحركات المتطرفة والإرهاب الدولي، أن الإخوان لديهم مشكلة مع حزب الجبهة الوطنية في فرنسا بزعامة «مارين لوبان» نظرًا لموقفها المتشددة من التنظيمات الدينية المتطرفة، فهي ترى أن هذه التنظيمات خطر على الأمة الفرنسية، فهي لديها برامج سياسية وعسكرية تتعلق بمحاربة تلك التنظيمات ليس في فرنسا فقط ولكن في أوروبا بأكملها.


ولفت «أديب» في تصريح خاص لـ«المرجع» أن الاخوان كانوا يعولون على فوز تيار اليسار، ولذلك ذهبت أصواتهم إلى اليسار، وبالتالي سقطت «لوبان»، لأن مشروعها الفكري والثقافي قائم على محاربة التنظيمات الإسلامية.

"