الألغام تهدد حياة آلاف المدنيين في أفغانستان وسط الانشغال بالواقع السياسي
تعد أفغانستان من أكثر الدول معاناة من الألغام، فبعد أربعة عقود من الصراع المسلح داخلها، هناك 700 ميل مربع من أراضيها لا تزال ملوثة بالألغام والمتفجرات. والتي يمثل الأطفال 80% من ضحاياها، ولم تسلم حتى المداس منها، مثلما حدث في2019 م في انفجار قنبلة عنقودية بجوار مدرسة صغيرة في باميان أدت لمقتل عدد من الأطفال، وبحسب تقارير مكافحة الألغام فقد شهدت البلاد إصابة 1400 أفغاني في عام واحد، ويتضاعف هذا الرقم منذ 2018م إلى الآن، ومع تطور هذه المشكلة التي تعد حركة طالبان واحدة من أطرافها، فقد وجدت الحركة نفسها أمام مشكلة كبيرة بعد استيلائها على السلطة بسبب تزايد مخاطر الألغام، الأمر الذي دفعها لإطلاق نداء إلى الأمم المتحدة لمواجهة مخاطر الألغام.
صرخة طالبان
منذ استيلاء حركة طالبان على السلطة في أفغانستان منتصف أغسطس الماضي، وهي محاصرة بتاريخها الدموي الذي يرتبط بذهنية المواطن الأفغاني، إذ تواجه الحركة دائمًا شبح الماضي الذي مازالت آثاره الخطيرة تطل برأسها حتى الساعة، ومن بينها مخاطر الألغام الأرضية التي كانت الحركة واحدة من أسبابها، وهو ما جعل البلاد على رأس الدول المهددة بالألغام الأرضية.
وأظهرت إحصائيات دائرة مكافحة الألغام أن نحو 120 مدنيًّا يقتلون أو يصابون كل شهر نتيجة لانفجارات الألغام الأرضية.
وقال محمد عباس وزير الدولة لإدارة الكوارث إن أفغانستان في تصريحات نشرتها الصحف المحلية الأربعاء 6 أبريل الجاري: إن أفغانستان لا تزال واحدة من أكثر البلدان عرضة لخطر الألغام الأرضية. مضيفًا؛ «إن الطرق العامة والحقول الشعبية تتأثر بالألغام الأرضية»، وطالب عباس منظمات إزالة الألغام في أفغانستان والمجتمع الدولي بمواصلة تقديم المساعدة المالية لمكافحة الألغام.
مخاطر الألغام
تعمل وكالات إزالة الألغام العاملة في أفغانستان على إزالة الألغام في أكثر من 20 مقاطعة ، لكن المواطنين، وخاصة في المحافظات، ما زالوا يعانون من الألغام الأرضية كل شهر.
وذكر تقرير لموقع صوت أمريكا أن نحو 41 ألف مدني أفغاني سقطوا ما بين قتيل وجريح بسبب الألغام الأرضية والذخائر غير المنفجرة منذ عام 1988، وفقًا لدائرة الأمم المتحدة للإجراءات المتعلقة بالألغام.
وأشار التقرير إلى أن أكثر من ثلثي الضحايا كانوا من الأطفال، الذين عثروا على الكثير من هذه القنابل أثناء اللعب وحملوها.
طالبان وزرع الألغام
وتعيد صرخة طالبان اليوم التي تطالب فيها بالمساعدات الدولية لإزالة الألغام، إلى الأذهان كيف شاركت الحركة نفسها هذه الجهود في السابق باستهداف العاملين فيها لمنعهم من إزالة ما زرعته الحركة، ففي ديسمبر 2014م ذكرت الشرطة الأفغانية في الحكومة السابقة إن حركة طالبان قتلت بالرصاص 12 من عمال إزالة الألغام قرب القاعدة البريطانية السابقة كامب باستيون في إقليم هلمند بجنوب أفغانستان.
وأضافت أن المهاجمين فتحوا النار من على دراجات نارية.
وفي يونيو2021م قُتل ما لا يقل عن 10 من عمال إزالة الألغام وأصيب 14 آخرون في كمين نصبته حركة طالبان في إقليم بغلان شمال أفغانستان.
وقالت وزارة الداخلية الأفغانية في حكومة أشرف غني بحسب بيان نشرته وكالة أنباء (خاما برس) الأفغانية، إن مسلحي طالبان اقتحموا مجمعًا لوكالة لنزع الألغام وأطلقوا عليهم الرصاص، مما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 10 منهم.
وأكدت وزارة الداخلية إصابة 14 آخرين في الهجوم. ووقع الحادث في منطقة بغلان المركزية في "هالو ترست"، وهي منظمة غير حكومية بريطانية أمريكية متخصصة في إزالة الألغام والتخلص من الذخائر.
مستقبل الألغام
وتظل مشكلة الألغام واحدة من أكبر المشكلات التي تواجه المدنيين في افغانستان حاليًا في ظل الأزمات الاقتصادية والأمنية التي تعيشها البلاد والتي تعرقل جهود المنظمات العاملة في إزالة الألغام، والتي تتطلب إمكانات كبيرة نظرًا للطبيعة الجغرافية للبلاد وامتداد رقعة حقول الألغام في أراضيها.





