ألغام الحوثي تغتال البراءة في اليمن
لم يقتصر إرهاب الميليشيات الحوثية على التمرد على الدولة ومحاربة الجيش الوطني، بل امتد ضررهم وأذاهم إلى المدنيين وخاصة الأطفال الذين ليس لهم دخل بالنزاع السياسي في البلاد، والذين كانوا في الوقت نفسه من أكبر المتضررين من هجمات الميليشيات الإرهابية المدعومة من إيران.
وحصدت الألغام الإيرانية التي زرعها مسلحو ميليشيا الحوثي، أرواح العديد من الأطفال الأبرياء، بسبب انتشارها في المناطق السكنية والحقول والطرق وغيرها من الأماكن التي يفترض بعدها عن ساحات المعارك، لكن الميليشيا لم تستثنها من دائرة استهدافها، في انتهاك واضح لأبسط المعايير الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان وخاصة في مناطق النزاع.
فخلال اليومين الماضيين فقط سقط 18 مواطنًا يمنيًّا جميعهم من المدنيين ضحية لتلك الألغام، فقد قتل ستة مدنيين من بينهم أطفال، كما تسببت في إصابات مختلفة لاثنى عشر طفلاً آخرين في منطقة الحصيب جنوب مديرية التحيتا في محافظة الحديدة، الواقعة على الساحل الغربي على البحر الأحمر.
وأعلنت وسائل الإعلام المحلية اليمنية عن استقبال مستشفى زبيد الريفي جثة الطفل عايد حسن مرزوقي البالغ من العمر 11عامًا، وشقيقيه عبدالناصر وحسين 9- 8 أعوام، بسبب انفجار لغم أرضي زرعه إرهابيو الحوثي، أودى بحياة الطفل عايد مرزوقي، بينما أصيب شقيقاه، أثناء نقلهم علف المواشي على متن عربة.
وفي منطقة المدمن، التابعة لمديرية زبيد بالحديدة أيضًا، أودى لغم حوثي، بحياة الشابين حسن عبيد مخيل، وفتح خليل عبده خليل، عندما انفجر على الطريق أثناء مرورهما بدراجة نارية في طريقهما إلى منطقة الناصري جنوبًا، كما لقى شابٌ في العشرينات من عمره مصرعه، عندما كان يستقل محراثًا زراعيًّا وأصيب 9 أطفال بانفجار عبوة ناسفة زرعتها ميليشيا الحوثي في أرض زراعية في وادي الناصري بذات المحافظة.
دليل إدانة
قال وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني، في تغريدات عبر صفحته على موقع تويتر، إن ما نص عليه اتفاق السويد من ضرورة «نزع الألغام من مدينة الحديدة وموانئ الحديدة والصليف ورأس عيسى، دليل إدانة الميليشيات الحوثية، وتأكيد على لجوئها إلى زراعة الألغام في المناطق السكنية والمصالح العامة والخاصة دون اكتراث للأوضاع الإنسانية وحياة المواطنين».
جدير بالذكر أن التحالف العربي لدعم الشرعية باليمن والذي تقوده المملكة العربية السعودية بذل جهودًا مضنية خلال الفترة الماضية في نزع تلك الألغام القاتلة وقد تمكن مشروع مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية المعروف باسم «مسام» من انتزاع آلاف الألغام المضادة للأفراد والمضادة للآليات بالإضافة إلى الذخيرة غير المنفجرة، والعبوات الناسفة.
وأكد بيان أصدره المركز أن آلاف الألغام زرعتها العناصر الحوثية فى المدارس والبيوت والأراضى الزرعية وحاولت إخفاءها بأشكال وألوان وطرق مختلفة مما أدى لاستهدافها لعدد كبير من الأطفال والنساء وكبار السن وتسبب في مصرع بعضهم أو تعرض البعض لإصابات خطيرة أو بتر أعضاء.
وقال أسامة القصيبي، المدير العام للمشروع السعودي لنزع الألغام باليمن «مسام»، في تصريحات صحفية إن معظم عمليات زرع الألغام التي قامت بها الميليشيات الحوثية تمت بطريقة عشوائية دون خرائط في مناطق مأهولة بالسكان، مبينًا أن عدد الألغام التي تم نزعها من المناطق المحررة في اليمن تقارب المليون لغم بمجهودات مشتركة من التحالف العربي والقوات التابعة للشرعية، وأن العدد الذي لا يزال مدفونًا لم يتم إبطال مفعوله مازال «أكبر من ذلك بكثير».





