يصدر عن مركز سيمو - باريس
ad a b
ad ad ad

نظام الملالي يسير على خطى «طالبان» في قمع النساء

الخميس 28/أبريل/2022 - 06:45 م
المرجع
نورا بنداري
طباعة

أثار قيام قوات الشرطة الإيرانية بالاعتداء بالضرب على مشجعات كرة القدم، وإطلاقها الغاز المسيل للدموع عليهن، لمنعهن من حضور مباراة ضمن التصفيات الآسيوية المؤهلة لكأس العالم بين إيران ولبنان، ردود فعل غاضبة، وذلك رغم أنهن كن يحملن تذاكر دخول الملعب، فيما شبه البعض ما حدث بممارسات حركة طالبان الأفغانية القمعية مع النساء.

نظام الملالي يسير

وأظهرت مقاطع فيديو عبر مواقع التواصل الاجتماعي قيام الشرطة بضرب المشجعات بالعصي خارج ملعب مشهد شمال شرقي إيران، وإطلاق عبوات الغاز المسيل للدموع؛ بهدف تفريقهن ومنعهن من دخول الملعب، ما دفعهن للخروج في تظاهرات احتجاجًا على عنف الشرطة.


ردود فعل غاضبة

وأثارت الواقعة ردود فعل غاضبة، إذ دعا عدد من العاملين بمنظمات حقوق الإنسان لضرورة إقصاء إيران من المشاركة في فعاليات بطولة كأس العالم المقررة في قطر هذا العام.


ودعت منظمة «هيومن رايتس ووتش» في بيان لها، الاتحاد الدولي لكرة القدم فيفا، لمطالبة السلطات الإيرانية بضرورة رفع الحظر المفروض على دخول النساء إلى الملاعب بشكل فوري، وفرض عقوبات على طهران إذا لم تقم بتنفيذ مبادئ الفيفا الهادفة إلى القضاء على التميز.


وعبر عدد من الرياضيين والناشطين الإيرانين عن استيائهم من تلك الواقعة، واصفين إياها بـالمخزية، وشبه بعضهم ما قامت بها قوات النظام تجاه الإيرانيات بما تفعله حركة طالبان الأفغانية المتشددة بحق الأفغانيات.


وعلق الرئيس الإيراني الأسبق «محمود أحمدي نجاد» على تلك الواقعة، في تغريدة على حسابه بموقع «تويتر»، قائلًا: «لو لم يعاندوا قبل 16 عامًا وسمحوا للنساء بالحصول على حقهن المشروع في الدخول إلى الملاعب؛ لما شهدنا اليوم هذه الفضيحة أمام أنظار العالم».

نظام الملالي يسير

تمييز عنصري

ويوضح الدكتور «مسعود إبراهيم حسن» الباحث المختص في الشأن الإيراني، قائلا: إن تلك الواقعة تؤكد أن النظام الإيراني نظام عنصري وطبقي، وأن المرأة الإيرانية تعاني من قمعه، وكأنها مواطن من الدرجة الثانية، وهذا التميز ظهر بشكل واضح في تعنت النظام ضد المرأة في جميع المجالات السياسية والاجتماعية وأيضًا الاقتصادية.


ولفت «إبراهيم حسن» في تصريح خاص لـ«المرجع»، إلى أنه رغم حصول المرأة الإيرانية بعد الثورة الإسلامية على بعض من حريتها وتقلدها عدد من المناصب السياسية؛ فإنها لم تجرؤ على المطالبة بكامل حقوقها الأساسية أو تغيير النظرة الدونية لها من قبل هذا النظام، وكان التمييز السياسي واضح بشكل جلي فيما يخص النساء، حتى إن المناصب الإدارية باتت مقتصرة على الرجال فقط.


وأضاف الباحث المختص في الشأن الإيراني أن القمع لم يقتصر فقط على منع المشجعات من دخول مباراة كرة قدم، بل إن النظام الإيراني سبق وفرض عليهن قيودًا فيما يتعلق بالملابس أيضًا، ولطالما طالبت الأمم المتحدة نظام الملالي بتغير معاملته الدونية للمرأة.

"