ad a b
ad ad ad

ينتشر ويسيطر.. «داعش» يستغل صراعات وسط أفريقيا للتمدد عسكريًّا

الإثنين 04/أبريل/2022 - 06:36 م
نهلة عبدالمنعم
طباعة

 تعاني الكونغو الديمقراطية تراجعًا أمنيًّا فتح المجال لتنفيذ هجمات إرهابية متفرقة إلى جانب صراعات سياسية وجدت فيها الحركات المتطرفة متغيرًا للتوسع جغرافيًّا في المنطقة، بالإضافة إلى ثروات معدنية وموارد طبيعية تعد مطمعًا.


أعلنت السلطات في 21 مارس 2022 مقتل 14 شخصًا بينهم 7 أطفال نتيجة الهجوم على مخيم للاجئين في إيتوري بشمال شرق الكونغو الديمقراطية، وتتجه الاتهامات نحو ميليشيات مسلحة ترتبط بمرجعيات دينية متناحرة في البلاد.


«داعش» يتمدد في وسط أفريقيا


توغل تنظيم «داعش» في وسط أفريقيا معطيًا إياها أهمية إقليمية؛ وبالأخص منذ ظهور مؤسس التنظيم الراحل «أبوبكر البغدادي» في مقطع مصور وهو يُطالع ملفًا كُتب على غلافه (ولاية وسط أفريقيا)، إذ كان ذلك بمثابة بداية للترويج الإعلامي لوصول التنظيم إلى هذه البقعة.


يجد «داعش» في وسط أفريقيا معقلًا لنفوذه الأفريقي من أجل بناء معسكرات جديدة له في المنطقة ومنافسة توسعات تنظيم القاعدة في المنطقة ذاتها، مستغلًا الصراعات السياسية القائمة على سلطة البلاد، ففي 2016 اضطر الرئيس جوزيف كابيلا لمغادرة الحكم على خلفية صراعات على السلطة ومدد البقاء في الحكم، إلى جانب نزاعات إثنية شرسة تدور في إيتوري وتؤثر على استقرار البلاد بشكل عام.


تضم ولاية داعش المزعومة في وسط أفريقيا؛ جمهورية أفريقيا الوسطى والكونغو الديمقراطية والكونغو برازافيل والدول الواقعة على حدودها، بينما يبقى هؤلاء الثلاث من أهم الدول التي يتمركز بها التنظيم في المنطقة، كما أن شرق أفريقيا يبقى كمنطقة مهمة للتنظيم الإرهابي، وهي كذلك تهدد أمن الدول المستقرة واقتصاداتها، فتمدد داعش في موزمبيق من المحتمل أن يؤثر مستقبلًا على الموانئ التجارية المهمة في المنطقة إلى جانب الاستثمارات الأجنبية في هذا القطاع.

 

عوامل انجذاب الإرهاب نحو وسط أفريقيا


تمثل ثروات المنطقة مطمعًا للتنظيم الإرهابي كمحارب لقوى كبرى تستهدف هذه الثروات، إذ تحظى الدول بمخزونات هائلة من المعادن الثمينة كالألماس والذهب والمعادن المهمة في الصناعات الكبرى كالكوبالت والنحاس النقي.


ومن ثم فأن هذه العوامل تأتي مجتمعة لتمهد لتنظيم داعش طريقه للتمدد في المنطقة، وفي هذا الصدد يقول الباحث في شؤون الحركات المتطرفة بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، علي بكر في تصريح لـ«المرجع» إن ضعف القدرات العسكرية والتدريبية لقوات الأمن إلى جانب الأطماع الدولية جعلت هذه المناطق الأفريقية هدفًا سهلًا لجماعات الإرهاب.


يشكل الضعف الأمني بالمنطقة بما يمنحه لـ«داعش» من قدرة على تنفيذ الهجمات الإرهابية مدخلًا للاستغلال الإعلامي من أجل جلب منتسبين جدد للتنظيم والاستفادة سياسيًّا من الهالة الإعلامية الناتجة عن أعداد الضحايا الناجمين عن الهجمات، روجت مجلة النبأ في عددها رقم 330 الصادر في 17 مارس 2022 نجاحها في السيطرة على مساحات أوسع بالكونغو الديمقراطية، مستخدمة صور الجنود المقتولين للتدليل على تأثير عملياتها على قوات الأمن في المنطقة.


يذكر معهد الاقتصاد والسلام بسيدني في أخر مؤشراته حول وضع الإرهاب في 2021 أن الاضطراب السياسي يشكل أهم عامل مؤثر في جلب الجماعات المتطرفة إلى أي منطقة دون غيرها، بينما تحتل الكونغو الديمقراطية المركز 17 على مؤشر الدول الأكثر تأثرًا بوقوع ضحايا عن الهجمات الإرهابية.


المزيد.. «مناجم أفريقيا الوسطى».. هدف الإرهاب الممهد بالطائفية والصراع السياسي (كروس ميديا)

"