أحداث ساخنة وحرب باردة.. موسكو تعرقل محادثات فيينا وتطلب من واشنطن «ضمانات مكتوبة»
الأحد 06/مارس/2022 - 07:51 م

إسلام محمد
تواجه المفاوضات النووية في العاصمة النمساوية فيينا، عرقلة جديدة لم تكن في حسبان الكثيرين، فالطرف الذي يواجه اليوم اتهامات بعرقلة التوصل إلى نتيجة لهذه المفاوضات الماراثونية لم يعد هو الجانب الإيراني بل الاتحاد الروسي.
حرب باردة وأحداث ساخنة
ففي ظل الأحداث الساخنة والأزمة المشتعلة في أوكرانيا بعد الغزو الروسي لها مؤخرًا، توترت العلاقات بين موسكو وواشنطن بشكل يشبه ما كان عليه الحال خلال الحرب الباردة، مما يلقي بظلال سلبية على المفاوضات النووية التي تعد كل من موسكو وطهران ضامنين لهذا الاتفاق.
ووصفت طهران محاولة موسكو استغلال المفاوضات النووية، وطلب ضمانات أمريكية مكتوبة بشأن عدم تضرر تعاونها في الاتفاق النووي بالعقوبات الغربية على روسيا جراء الأزمة في أوكرانيا بأنه طلب «غير بناء»، الأمر الذي يهدد بنسف المحادثات الجارية في فيينا الرامية من أجل إحياء اتفاق 2015 بشأن المشروع النووي الإيراني.
تأمين مصالح
وتبدو روسيا عازمة من خلال هذا الموقف على استغلال محادثات فيينا من أجل تأمين مصالحها في أماكن أخرى، وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قد قال في مؤتمر صحفي: «طلبنا من زملائنا الأمريكيين تقديم ضمانات مكتوبة بأن العقوبات لن تؤثر في حقنا في التعاون الحر والتكامل التجاري والاقتصادي والاستثماري والتقني العسكري مع إيران»، وتتشدد روسيا في التأكيد على ضرورة تلقي «رد بالغ الدقة» من الأمريكيين.
يأتي هذا بعدما كانت أعلنت كل الأطراف المفاوضة الجمعة أنها على وشك التوصل إلى اتفاق يكلل المساعي الدولية التي نشطت منذ نحو عام بالنجاح أخيرًا.
وكشفت طهران عن توصلها إلى «خريطة طريق» مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية من أجل حل كل القضايا العالقة ذات الصلة بالملف النووي،
وكان رئيس المنظمة الوطنية الإيرانية للطاقة الذرية محمد إسلامي أعلن خلال مؤتمر صحفي في إيران عن تحديد موعد للتوصل إلى حل للمسائل التقنية مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
ورغم هذا، فإن التفاؤل الذي ساد خلال الأيام القليلة الماضية بشأن قرب التوصل إلى حل للأزمة المتعلقة بالملف النووي الإيراني بين طهران والغرب، لا يبدو أن له اليوم ما يبرره بسبب انقلاب الموقف الروسي.
وتخشى طهران التي تئن تحت وطأة العقوبات الأمريكية منذ عام 2018 من استمرار هذا الوضع في حال تسبب الروس في عرقلة المفاوضات، وقد يؤدي هذا الوضع المستجد إلى توازنات جديدة، خاصة في ظل مصلحة مشتركة بين إيران والغرب في استئناف تصدير الغاز الإيراني لتعويض الغاز الروسي.