مخاوف من تحول سجون الأردن إلى «مفارخ» للدواعش
الإثنين 07/مارس/2022 - 10:23 م
مصطفى كامل
على الرغم من الضعف الموجود لدى تنظيم «داعش» الإرهابي بسبب الهزائم التي مني بها، ووجود المئات من عناصره رهن السجون، لا يزال التخوف من تلك العناصر قائمًا لا سيما في المملكة الأردنية الهاشمية المكتظة سجونها بالدواعش، من أن تصبح أماكن لتفريخ إرهابيين جدد رغم تراجع المنتمين للتنظيم هناك.
تراجع الدواعش بالأردن
كشف
تقرير مؤشر الإرهاب في الأردن في نسخته الرابعة الصادر عن مركز «شُرُفات
لدراسات وبحوث العولمة والإرهاب» للعام 2021، عن انخفاض أعداد الأردنيين
المنتمين لتنظيم «داعش» الإرهابي، محذرًا في الآن نفسه من أن السجون ما زالت
تفرخ الإرهابيين، في حين حافظ الأردن على مستواه ضمن الدول متوسطة الأمن
في العام 2021، حيث جاء في الترتيب 63 من أصل 163 دولة في العالم على مؤشر
السلم العالمي.
وشهد
عام 2021 ضعف تنظيم «داعش» على وجه الخصوص، حيث أكدت دائرة المخابرات أن
أعداد المنتمين للتنظيم انخفضت من 1250 عنصرًا عند بداية الحرب في سوريا
2011، ولم تعد تتجاوز 750 عنصرًا عام 2021 نتيجة عودة البعض منهم إلى
الأردن، ومقتل الآخرين في ساحات القتال، بحسب التقرير.
وعلى
الرغم من عدم وقوع أي عملية إرهابية فعلية عام 2021، فإن إحباط دائرة
المخابرات لعمليتين إرهابيتين في إربد شمالي الأردن وغور الصافي جنوبًا في
بداية العام يثبت أن الأردن يشهد عمليتين إرهابيتين في المتوسط سنويًّا منذ
ثلاثة عقود، حيث تمكنت دائرة المخابرات العامة من إحباط العملية
الأولى في الربع الأول من العام الماضي، لخلية من تنظيم «داعش» تتكون من 4
أعضاء كانت تستهدف مهاجمة حرس الحدود الأردنيين والإسرائيليين بالأسلحة
الخفيفة في منطقة غور الصافي في الأغوار الأردنية، في حين تم إحباط العملية
الثانية في مارس 2021، حيث كانت تستهدف مهاجمة مبنى مخابرات إربد بالأسلحة
الخفيفة.
وحول
نوعية الأهداف، أشار التقرير إلى أن هناك استهدافًا لكوادر الأجهزة الأمنية
والقوات المسلحة، محذرًا من أن هذا الاتجاه تعمق عام 2021 من خلال نتائج
التحقيق في عمليات الأغوار وإربد. وتوقع أن يزيد ذلك في المستقبل، وكذلك
استهداف جنود حرس الحدود الإسرائيليين في منطقة الأغوار الأردنية.
دور وسائل التواصل الاجتماعي
وفيما
يتعلق بوسائل التجنيد، فإن وسائل التواصل الاجتماعي المتعددة هي الأسلوب
الأول للدعاية وتجنيد الأعضاء والمؤيدين لتنظيم «داعش» في الأردن.
أما
في ما يخص السجون فقال إنها تُفرخ الإرهابيين، وهذا ما دلت عليه التحقيقات
في العمليات المحبطة في الأغوار وإربد، فقد تم التجنيد والتخطيط للعمليتين
في المراكز، ثم بعد الإفراج عن المتهمين، متسائلًا حول جدوى برامج الإصلاح
والتأهيل وإعادة الإدماج والرعاية اللاحقة.
ولفت
التقرير إلى تلاشي الاهتمام بالاستراتيجية الوطنية لمكافحة التطرف العنيف
والإرهاب في الأردن التي صدرت عام 2014، معتبرًا أنه لم يشهد أي اهتمام
بتطوير أو تحديث لهذه الاستراتيجية.
ووفق
التقرير فليس هناك دولة أو مجتمع معاصر محصن ضد الإرهاب عالميًّا، ولا يزال
الصراع المسلح المحرك الرئيس للإرهاب، حيث وقعت أكثر من 90 في المائة من
الوفيات الناجمة عن الإرهاب في عام 2021 في بلدان كانت بالفعل في صراع
مسلح.





