السواد يلطخ اللواء الأخضر.. جرائم حوثية وانتهاكات بالجملة في «إب» اليمنية

تعاني محافظة إب الواقعة جنوب العاصمة اليمنية صنعاء، من بطش جماعة الحوثي الانقلابية، حيث تتصدر تلك المحافظة قوائم المناطق اليمنية الأكثر تعرضًا لوحشية وجرائم الحوثي.

وعرفت تلك المدنية من شدة جمالها بـ«اللواء الأخضر» فهي معروفة بجمال خضارها وتاريخها العريق فهي عاصمة «حمير»، لكن حولتها ميليشيات الحوثي إلى محافظة ميتة بسبب جرائمهم وتدميرهم لمعالمها التاريخية والجمالية.

وسيطرت ميليشيات الحوثي على إب في منتصف نوفمبر 2014،  بزعم محاربة الإرهاب، ومنذ ذلك الحين لم تخرج منها.

جرائم حقوقية

ووثقت «الشبكة اليمنية للحقوق والحريات» تعرض إب لما يقرب من 3419 جريمة وحشيه من قبل الحوثي خلال عام واحد فقط.

كما أكدت الشبكة في تقريرها، أن ميليشيات الحوثي خلال العام الماضي 2021، ارتكبت 213 حالة قتل طالت الأطفال والنساء وكبار السن.

كما أسفرت الهجمات الوحشية عن إصابة 189 بينهم 9 أطفال و8 نساء و8 مسنين، فضلًا عن الاعتداء بالضرب على 121 آخرين بينهم 26 طفلًا و21 امرأة و18 مسنًا.

بالإضافة إلى عمليات الاغتيال، حيث سجل التقرير الحقوقي أكثر 13 جريمة اغتيال خلال عام.

وأقدمت على إعدام وتصفية لـ9 من القيادات السياسية والوجاهات الاجتماعية، ضمن مساعيها في إخلاء الساحة من منافسيها، كما قتل ذات العدد وهو 9 أشخاص مدنيين تحت التعذيب في سجونهم.

وخلال العام نفسه تم الزج بنحو 482 مواطنًا بينهم أطفال ونساء من قبل ميليشيات الحوثي في المعتقلات السرية عقب اختطافهم من منازلهم وشوارع المحافظة، فيما تعرض ما يقارب 65 مدنيًّا للتعذيب البشع في هذه السجون.

ووثق التقرير تضرر 532 من ممتلكات العامة والخاصة، جراء الاقتحامات الحوثية بينها 492 منشأة سكنية تعرضت للاقتحام والتفتيش والعبث بمحتوياتها.

تدمير البيئة الزراعية

تعتبر محافظة إب من المحافظات اليمنية التي يكثر بها هطول الأمطار، لذلك هى محافظة خضراء، يعمل أغلب سكانها في الزراعة، وعلى الرغم من ذلك لم يتركهم الحوثي يعملون في سلام.

إذ وثق التقرير أكثر من 12 مزرعة نهبتها ميليشيات الحوثي أو أتلفتها بشكل كلي، بالإضافة إلى نهب عدد 38 من مركبات، ووسائل نقل تابعة لمدنيين.

الحوثي ينتقم من أبناء إب

من ناحيته أكد المحامي عبدالرحمن برمان،  رئيس المركز الأمريكي للعدالة، أنه على الرغم من الانتهاكات الوحشية التي تعرضت لها المحافظة من قبل الميليشيات الحوثية الانقلابية، إلا أن أهل المحافظة شكلوا منذ عام 2015 ودخول قوات التحالف العربي مقاومة شعبية ذاتيه، استطاعوا من خلال التصدي لبطش الحوثي، وتحرير نصف المحافظة، ولو كان هناك دعم لأبناء المحافظة لكانت تلك المحافظة محررة بالكامل.

وأوضح برمان في تصريح خاص لـ «المرجع»، أن محافظة إب من أكثر المحافظات اليمنية من حيث الكثافة السكانية، وتلك المحافظة لا توجد بها حاضنة اجتماعية لجماعة الحوثي، وكل هذه الأمور جعلت الحوثي لديه رغبة كبيرة في الانتقام من أبناء المحافظة، لذلك كثف من وجوده فيها وكثف من عدد المسلحين التابعين له فيها، وأيضًا كثفوا عمليات الانتقام والاغتيالات من أبناء المحافظة وتعاملوا بوحشة كبيرة جدًا، فعلى الرغم من أن محافظة إب لا يوجد بها مواجهات عسكرية إلا أنها من أكثر المحافظات التي تعرضت لبطش الجماعة الإرهابية.

نهب الآثار

وأضاف، أن محافظة إب لها تاريخ عريق بها الكثير من المواقع التاريخية، وكانت عاصمة الدولة الحميرية، وبـ«إب» الكثير من الكنوز الأثرية، والحوثيين مارسوا عمليات نهب كبيرة لهذه الآثار، سواء كانت الموجودة في متحف زفار، وهو به مجموعة من أقدم المقتنيات الأثرية القديمة تلك المقتنيات تمت سرقتها، وكان من ضمنها خاتم لأقدم ملوك  حمير، وبها آثار موجودة من قبل الميلاد وبعد الميلاد.

وتابع: يوجد بـ«إب» منقطة تُسمى العود وهي من ضمن المناطق الأثرية الضخمة، وتمت بها عمليات تنقيب من قبل الحوثي، وتلك العمليات كانت تتم بطرق بدائية للغاية بآلات ثقيلة وآلات حفر تؤدي إلى تدمير الآثار والمناطق التي يتم فيها عمليات التنقيب، فالحوثي ينهبون تلك الآثار والمخطوطات اليمنية، فآلاف القطع النقدية والمخطوطات وآثار برونزية والسيوف، تم نهبها وبيعها بأسعار زهيدة.

وأشار، إلى أن الحوثي يريد طمس الهوية التاريخية اليمنية، من خلال نهب وسرقة آثارها وبيعها.

أهميتها للحوثي

وأضاف، أن محافظة إب لها موقع استراتيجي متميز فهي تعتبر قلب اليمن، وهي ذات كثافة سكانية كبيرة، لذلك الحوثي يقوم بعمليات تجنيد كبيرة بها، بالمقارنة ببقية المحافظات ذات الكثافة السكانية القليلة والمساحة الصغيرة، وإب تعتبر من المحافظات القليلة التي التحق عدد قليل من أبنائها بجماعة الحوثي، ويوجد عدد كبير من أبناء المحافظة في الجيش اليمني، ويقاتلون مع الجيش في العديد من الجبهات ليدافعوا عن اليمن.

وواصل، محافظة إب بها عدد كبير من المغتربين خارجها في الولايات المتحدة والدول الأوروبية ودول الخليج، لذلك الحوثي يفرض سيطرته على مثل هذه المناطق، ويفرض الجبايات عليها.

تستغل أصحاب رؤوس الأموال

 فيما قال فهمى الزبيري، مدير مكتب حقوق الإنسان بأمانة العاصمة صنعاء، إن محافظة إب تعتبر من أجمل المحافظات اليمنية لما تتمتع به من مساحات خضراء كبيرة، لذلك يطلق عليها اللواء الأخضر، بالإضافة إلى موقعها المتميز، كما أن غالبية أبناء المحافظة أصحاب رؤوس أموال لذلك جماعة الحوثي تستغلهم وتفرض إتاوات وضرائب، لتجني العديد من الأموال غير المشروعة.

وأكد الزبيري لـ «المرجع»، إن ميليشيات الحوثي الإنقلابية يوم تلو الآخر تتوسع في جرائمها والسجون السرية التي تبنيها.