سجال طهران تل أبيب.. ما وراء استهداف خلية التجسس الإيرانية في تركيا
جاء استهداف خلية التجسس الإيرانية في تركيا ليلقي الضوء على السجال بين طهران وتل أبيب والتنافس الإقليمي بينهما على أراضي دول ثالثة، والذي من المرجح أن يستمر لفترة مقبلة غير قصيرة.
ولا يعد اكتشاف خلية التجسس والقبض على أعضائها الموجودين
في تركيا، عملية جديدة من نوعها بل تأتي في سياق طويل من الاستهدافات المتبادلة، والتي سبقتها مؤخرًا واقعة مماثلة في جزيرة قبرص تم إحباطها أيضًا بسبب جهود استخبارية قبل أن تقع، مما يجعل مستوى التوتر عاليًا بين الطرفين.
وقد
اكتشف جهاز مكافحة الاستخبارات في تركيا، خلية أنشأتها المخابرات الإيرانية، بغرض استهداف
رجل الأعمال يائير جيلر، والذي يبلغ من العمر حاليا 75 عامًا، ويحمل الجنسيتين الإسرائيلية
التركية، وهو معروف عالميًّا في مجال الصناعات العسكرية.
ومن
المرجح أن سيناريو نجاح عملية الاغتيال كان سيمثل ضربة للاستثمار الأجنبي في تركيا
بصفة عامة في وقت تعاني فيه العملة والاقتصاد بصفة عامة من أزمات كبيرة، وكان من
الممكن أيضًا أن ينعكس ذلك على الصناعات الدفاعية، وكذلك يمثل ضربه قوية للمخابرات التركية، والإسرائيلية لصالح طهران.
وتجدر
الاشارة إلى أن «جيلر» يملك شركة للتكنولوجيا
والهندسة متخصصة في صناعات الدفاع الجوي والتكنولوجيا والبرمجة، والعديد من المعدات
العسكرية التي بدورها تعتمد على التكنولوجيا
الحديثة والمتقدمة.
وبالنسبة لسيناريو اكتشاف العملية فيبدو أنه
جاء بينما كانت الخلية في مرحلة البحث والتحري والرصد والمتابعة للهدف المقصود
قبل أن تصل إلى مرحلة تنفيذ عملية الاغتيال فعليًّا لأنه من الجلي وجود حراسة كبيرة من
قبل المخابرات التركية لمقر شركة جيلر التي تقع في منطقة كاتالجا قريب من أحد مباني
المخابرات التركية، كما يبدو من السياق ان الرجل كان يتمتع بحراسة من جهاز الموساد الإسرائيلي، وأنه بالتنسيق بين
الموساد والمخابرات التركية أنشأ عملاء الموساد درع حماية نشط لهذا الرجل، حول مقر
شركته ومقر إقامته في داخل مدينة إسطنبول.
وكانت
العملية بدلًا من أن تمثل إحراجا لتركيا لكن ما حدث هو العكس، حيث نجح التعاون بين المخابرات
التركية ونظيرتها الإسرائيلية في تأمين الهدف المقصود وإسقاط خلية التجسس التابعة
لإيران، كما كشفت هذه العملية عن وجود عناصر تابعة للموساد تعمل بالتنسيق مع المخابرات
التركية داخل أراضي تركيا، فلم
تفلح العملية في تقويض
العلاقات الإسرائيلية التركية، التي كانت متوترة منذ 13 عامًا، لكنها بدأت في التحسن
في الآونة الأخيرة، و تمثل إسرائيل منافسًا استراتيجيًّا لإيران، كما
أنه يمكن اعتبار هذه العملية بمثابة رد من طهران على اغتيال إسرائيل للعالم النووي
الإيراني محسن فخري زادة في نوفمبر 2020.





