يصدر عن مركز سيمو - باريس
ad a b
ad ad ad

إخوان أوكرانيا.. الرقص حول نيران الصراع «الروسي ــ الأوروبي»

الأحد 13/فبراير/2022 - 07:04 م
المرجع
نهلة عبدالمنعم
طباعة

يحتدم الصراع بين كل من موسكو وكييف، وسط تحضيرات عسكرية للطرفين، وتخوف أوروبي وأمريكي من نشوب حرب في المنطقة، وفي هذا المشهد المعقد يبرز تساؤل حول أوضاع جماعة الإخوان الفاعلة في أوكرانيا، وماذا تفعل مؤسساتها حيال هذا اللغط القائم.

إخوان أوكرانيا..

استطاعت جماعة الإخوان، تمديد نفوذها إلى أوكرانيا، خلال السنوات القليلة الماضية، عبر مجموعة مؤسسات استحوذت على تبعية شعبية لا يستهان بها، وبالأخص مع وجود تقبل حكومي رسمي لأنشطتها في البلاد، ولكن ماذا عن مؤسسات الإخوان وتوجهاتها نحو أزمة الصراع العسكري بين روسيا وأوكرانيا؟.


مؤسسات الإخوان والدعاية الإعلامية


تستخدم جماعة الإخوان المواقع الإلكترونية لمؤسساتها، وكذلك صفحات مواقع التواصل الاجتماعي للترويج لأيديولوجيتها السياسية ومواقفها تجاه الأحداث الدولية سواء بشكل مباشر أو غير مباشر، ومن جانبه يظهر فرع جماعة الإخوان بأوكرانيا دعمًا للحكومة الداخلية على حساب قوى التبعية لروسيا.


ولا تنطوي مواقف الإخوان على تفضيل يخص أصحاب البلد ولكنه تفضيل في أغلبه يخص موقف الجماعة حيال موسكو صاحبة التوجه المتشدد نحو تيارات الإسلام الحركي، إلى جانب مساندة مواقف قوى دولية لا تزال الجماعة تعول عليها كداعم لتجربة حكم جديدة تطمح إليها حين تسنح الفرصة بالشرق الأوسط.


تستخدم جماعة الإخوان المواقع الإعلامية لمؤسساتها في أوكرانيا كمنبر للحكومة، مستعينة بمفتي البلاد إسماعيل إسماعيلوف، إذ تنشر بياناته عن الصراع بين موسكو وكييف، وتروج لنداءاته للشعب بالاصطفاف بجوار الحكومة الأوكرانية ومعاونتها في تلك الحرب، فتحت عنوان (المسلمون سيدافعون عن أوكرانيا بالسلاح والصلاة) أجاب المفتي عن تساؤلات حول موقف مسلمي البلاد من المناوشات القائمة.


وتأتي أقوال المفتي ضمن المواقع التي تعلن المؤسسة الأم لجماعة الاخوان في أوكرانيا، وهي مؤسسة «الرائد» أنها من ضمن شركائها الروحيين والإعلاميين في البلاد.

إخوان أوكرانيا..

أزمة القرم ومنهجية الإخوان


يتزايد الصراع بين الحكومتين الروسية والأوكرانية منذ إعلان الأولى ضمها شبه جزيرة القرم لسيادتها في عام ٢٠١٤، ما اعتبرته كييف والمجتمع الدولي احتلالًا لجزء من أوكرانيا، إذ لم تستطع موسكو التخلي كليًّا عن الدولة التي كانت جزءًا من إرثها السوفيتي، إلى جانب المنافع الاقتصادية التي ستعود عليها من تلك البقعة الجغرافية بما لها من أهمية جيوسياسية.


ونظرًا لبقاء قومية القرم، معضلة ديموجرافية بالأزمة، تسعى جماعة الإخوان لاستقطاب سكانها من المسلمين لأنشطة مؤسساتها، إذ توكل الجماعة إدارة جمعياتها لشخصيات تعود أصولهم لجزيرة القرم.


ويترأس مؤسسة «الرائد» التي تمثل أهم مؤسسة للجماعة سيران عريفوف، وتعود أصوله للقرم التي عاش فيها عقب عودة عائلته لها وعمل بداخلها إمامًا ومدرسًا بالمركز الثقافي الإسلامي، وأدار مركز الرضوان لتحفيظ القرآن وعبر هذه الجهود تحاول الجماعة مد أواصر علاقاتها مع قومية القرم وفتح نفوذ لها بالداخل.


ومنح التقبل الرسمي لجماعة الإخوان مدخلًا للعمل بشكل أوسع في أوكرانيا، إذ تمتلك مجموعة من المؤسسات العاملة بالتبعية لمؤسسة الرائد، كمركز المنار الذي يهتم بإعطاء الدروس الدينية للناطقين بالروسية، إلى جانب دورس روحية وندوات للشباب وصغار السن.


وتمثل أنشطة الإخوان في مناطق النفوذ الروسي إزعاجًا لموسكو، ففي يوليو 2018 داهمت قوات الأمن التابعة لجمهورية «دونيتسك» الشعبية، مركزًا للجماعة يعرف باسم «جمعية الأمل» وألقت القبض على بعض مسؤوليها متهمة إياهم بتلقي أموال من جماعة الإخوان.


الإخوان تتربح من سوق الصراعات الدولية


تتسم مواقف جماعة الإخوان بالنفعية، ساعية نحو التربح من الصراعات السياسية لصالح أهدافها، وحول هذا المتغير وما يرافقه من محاولات للتربح من أزمة أوكرانيا وروسيا، يقول الباحث في شؤون الحركات المتطرفة، هشام النجار إن الإخوان يعملون وفقًا لمصالحهم الخاصة التي يترتب عليها اتخاذ مواقف دولية تجاه القوى التي تدعمهم.


وأشار الباحث في تصريح لـ«المرجع» إلى أن المشروع الإخواني لم يتبدد كليًّا لدى القوى الغربية التي كانت تدعمه على الرغم من ضعفه في الوقت الحالي، ولكن الجماعة من جهتها لا تزال تعمل وفقًا لهذا الفلك وتريد خدمة تلك القوى لصالح مكتسبات تريدها فيما بعد، فالإخوان يتربحون من الصراعات بتقديم أنفسهم كمساند لطرف على حساب طرف عبر أدواتهم الاجتماعية والإعلامية التي يستخدموها لخدمة هذه الأجندة.


المزيد.. التوترات السياسية.. وسيلة «الإخوان» للنخر في عظام الدولة الأوكرانية

الكلمات المفتاحية

"