انهيار وانتحار... التعليم الإيراني يدخل عصر الانحطاط والتدهور في عهد «رئيسي»
خلال الساعات القليلة الماضية، انهالت الانتقادات على نظام الملالي تحت رئاسة «إبراهيم رئيسي» جراء تدهور أوضاع المنظومة التعليمية في إيران، فضلًا عن ارتفاع حلات انتحار المعلمين بسبب سوء أوضاعهم المعيشية والاقتصادية، وفشل النظام الحاكم في إيجاد طرق يمكن من خلالها تحسين أوضاع التعليم بالبلاد والمعلمين أيضَا، في الوقت الذي يواصل فيه دعم الجماعات الإرهابية الموالية له في عدد من دول المنطقة من أجل مخطط «تصدير الثورة».
انهيار التعليم
يأتي هذا في سياق ما كشف عنه، مساعد فرع
العلوم الإنسانية والفن بجامعة الحرة الإيرانية «عبدالحسين خسروبناه»، 4 فبراير
2022، الذي أكد أن الأوضاع التعليمية في الجمهورية الإيرانية سيئة للغاية، وأن هناك
حالة من الركود العلمي، قائلًا: «الوضع التعليمي
في إيران أصبح سيئًا بشكل رهيب، لدينا طلاب قد حازوا شهادة الدكتوراه لكن علمهم ومعارفهم
لا تتجاوز من هم في مرحلة البكالوريوس» وفقًا لموقع «إيران إنترناشونال».
وعقب هذا التصريح انهالت الانتقادات
على «خسروبناه» وعلى نظام الملالي من قبل الناشطين الإيرانيين على مواقع التواصل
الاجتماعي، الذي أكدوا أنه من الطبيعي أن يكون التعليم متدهورًا نظرًا لأن مسؤولي نظام
ولاية الفقيه هم المشرفون عليه ، وأن تدهوره
بشكل كبير بعدما أصبح «إبراهيم رئيسي» رئيسًا للجمهورية الإيرانية، يرجع إلى أن
الرئيس المحسوب على التيار المتشدد لا يهتم سوى بدعم الجماعات المتطرفة المدعومة
من إيران بدول المنطقة.
انتحار المعلمين
وتجدر الإشارة إلى أن انتقادات الإيرانيين
لفشل نظام الملالي في تحسين أوضاع التعليم، جاءت بالتزامن مع إعلان « محمد حبيبي» المتحدث
باسم مجلس نقابة المعلمين بطهران، في تغريدة على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي «تويتر»،
عن انتحار مدرس من مدينة ميناب بمحافظة هرمزغان،
جنوبي إيران، يدعى «مصطفى رنجبران» بسبب مشاكل اقتصادية ومعيشية، معلقًا على خبر الانتحار
بالقول «استمرار الانتحارات بين المعلمين والعمال والمتقاعدين والطلاب، يعد نوعًا من
القتل الممنهج من قبل النظام الإيراني».
ومن الجدير بالذكر أنه واقعة انتحار
مدرس في إيران، ليست الأولى من نوعها، حيث شهدت الأشهر الماضية، تزايد في عمليات
انتحار المعلمين، فضلًا عن ارتفاع احتجاجات المعلمين، الذين طالبوا النظام الحاكم
بالاستجابة لهم وتحسين أوضاعهم المعيشية والاقتصادية، وما كان من النظام إلا وقامت
سلطاته الأمنية بقمع احتجاجات المعلمين في العديد من المدن الإيرانية، فضلًا عن اعتقال
عدد من المعلمين المحتجين.
خفض الميزانية
وأرجع عدد من المحللين السياسيين الإيرانيين أن السبب في تدهور العملية التعليمية في عهد «رئيسي» الذي تولي حقبة الرئاسة في أغسطس 2021، أن البرلمان الإيراني الذي يسيطر عليه المحافظون، أصدر قرار في 13 يناير 2022 يقضي بخفض الميزانية المخصصة لـ«قانون تصنيف المعلمين» من 25 ألف مليار تومان إلى 12 ألف مليار تومان بحجة تخفيف العبء المالي عن الحكومة الجديدة.
يأتي هذا في الوقت الذي فشلت فيه وزارة التعليم الإيرانية إبان تفشي فيروس كورونا والعمل بنظام «التعليم عن بعد» المعروف باسم «نظام شاد» في جعل جميع الطلاب يسجلون فيه ويتسربون من المدرسة، نظرًا لعدم امتلاكهم الهواتف الذكية التي تمكنهم من متابعة العملية التعليمة، وهذا ما أكده «علي أكبر حق دوست» نائب وزير التربية والتعليم، قائلًا في تصريحات سابقة له، «25% من الطلاب قد تسربوا من المدرسة لأنهم لا يملكون هاتفًا ذكيًّا».





