ad a b
ad ad ad

«السراج» يتمسح على عتبات الإرهاب بزيارة «أنقرة» ومن قبلها «الدوحة»

الثلاثاء 19/مارس/2019 - 11:04 م
رئيس المجلس الرئاسي
رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني، فائز السراج
سارة رشاد
طباعة

كشفت مصادر ليبية عن زيارة مرتقبة يقوم بها رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني، فائز السراج، الأربعاء 20 مارس إلى تركيا، وذلك رغم مرور وقت قصير على زيارة مماثلة قام بها «السراج» إلى قطر، في العاشر من مارس الجاري، التقى خلالها بأمير قطر، تميم بن حمد آل ثاني.

«السراج» يتمسح على
وتعيد الزيارتان إلى المشهد علاقة حكومة الوفاق المسيطرة على الغرب ومدعومة من قبل الإسلامويين، بكلٍ من قطر وتركيا، إذ تراهن الدولتان على تلك الحكومة في تمرير مصالحها داخل ليبيا.

وتلقى «الوفاق» انتقادات واسعة على خلفية هذه العلاقة، إذ يتهمها ليبيون بالعمالة والعمل لصالح دول خارجية، بسبب العلاقات التي تتغاضى فيها عن تجاوزات قطر وتركيا بليبيا.

وبخلاف الدلائل التي يكتشفها الليبيون من وقت لآخر، وتؤكد وقوف قطر خلف تسليح الإسلامويين، وتدعيم موقفهم دبلوماسيًّا، فثمة وقائع مناظرة أثبتت تورط تركيا في تهريب السلاح إلى الداخل الليبي، عبر سفن يعرفها الليبيون بـ«سفن الموت»، إذ تعد أحدث هذه السفن تلك التي ضُبطت في السابع من يناير، بميناء مصراتة.

ووفقًا للمعلومات المتاحة عن الواقعة فإن الحاوية المضبوطة بلغت مساحتها 20 قدمًا، ومحملة بمسدسات تركية الصنع من عيار 8 ملم، وأوضحت الصحف آنذاك أن الشحنة كانت مخبأة خلف صناديق تحوي مواد منزلية وألعاب أطفال؛ للتمويه، وإخفاء الهدف الأساسي من الشحن، مؤكدة جرد رجال الجمارك للكمية بالكامل، وضبطها، وتخزينها، وتوثيقها.

ومن محاضر جرد الشحنة، تبيّن أن 556 صندوقًا من المسدسات فى كل منها 36 مسدسًا ليكون بذلك الإجمالي 20 ألفًا و16 مسدسًا، فيما كانت سفينة مضبوطة في ديسمبر 2018، عبارة عن حاوية من حجم 40 قدمًا، احتوت على مسدسات من طراز 9 ملم مع مئات الآلاف من طلقات الذخيرة المصنعة بمعرفة شركة zoraki التركية للصناعات الحربية.

ووفقًا للمعلومات الرسمية فإن مكونات الحاوية كانت 3000 مسدس 9ملم، و120 مسدس «بريتا»، و400 بندقية صيد، فيما بلغ عدد طلقات المسدسات 2.3 مليون طلقة.

وعلى خلفية هذه الحاويات وقع البرلمان الليبي عقوبات على تركيا، إلا أن المسؤولين الليبيين في حكومة الوفاق تجاهلوا الوقائع، حتى أن وزير الداخلية المفوض في حكومة الوفاق، فتحي باشاغا، حل زائرًا في أنقرة، عقب أيام من ضبط الشحنة الأخيرة، متجاهلًا التطرق إلى السلاح التركي المهرب لليبيا.

«السراج» يتمسح على
علاقة حميمة 

تجلب هذه المواقف الانتقادات، إذ يحتفظ مسؤولو «الوفاق» بعلاقاتهم الجيدة بتركيا وقطر، رغم ما يثار ضدهم من تهم في الداخل الليبي.

وتأتي الزيارة المرتقبة الأربعاء، عقب لقاء «أبو ظبي» الذي جمع الأطراف الليبية في العاصمة الإماراتية، فبراير الماضي، وانتهى إلى اتفاق لقى استحسان مؤسسات دولية منها الأمم المتحدة.

ويعتبر الباحث الليبي، محمد الزبيدي، إن زيارة الأربعاء لا تختلف عن الزيارة التي قام بها «السراج» إلى قطر، إذ تحاول الدولتان، على حد قوله، استخدام رئيس «الوفاق» للتأكيد على نفوذهم في ليبيا، عقب لقاء الإمارات.

ولفت إلى أن كليهما يخشيان من التحرك الإماراتي في ليبيا والدور الذي تلعبه  «أبو ظبي»، ما دفعهما للالتقاء بالسراج في عواصمهم، للرد على اتفاق أبو ظبي.

وشدد على أن ذلك لن يقلل من اللقاء الذي حمل مؤشرات إيجابية، بعدما اتفق كل من القائد العام للقوات المسلحة، المشير خليفة حفتر، وفائز السراج، على التعجيل بإنهاء المرحلة الانتقالية وإجراء انتخابات عامة

وانتقل الباحث الليبي، إلى حجم الثقل التركي والقطري في ليبيا، قائلًا إنهما لم يعدا يتمعتان بنفوذ قوي في ليبيا بعدما «انفضحا» شعبيًا، مشيرًًا إلى أن موقفهما ضعيف بعد الزحف العسكري لقوات الجيش الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر نحو العاصمة طرابلس.

وتحمل كل من تركيا وقطر تخوفات من دخول «حفتر» العاصمة، بعدما حسم معاركه في الجنوب، لأن دخوله يعني سيطرته على العاصمة ومن ثم خسارة كلٍ من قطر وتركيا أوراقهما في ليبيا.

وحتى الآن نجت القوات الليبية في تطهير الجنوب، إلى جانب الشرق والوسط الليبيين، ما يعني أن أعينًا تتجه نحو الغرب الذي تديره الميليشيات.

الكلمات المفتاحية

"