ad a b
ad ad ad

مستقبل إخوان شمال أفريقيا.. تحديات شعبية تفوق المنافسة السياسية

الأربعاء 23/فبراير/2022 - 05:47 م
المرجع
نهلة عبدالمنعم
طباعة

يواجه التنظيم الدولي لجماعة الإخوان وضعًا صعبًا في شمال أفريقيا، وذلك على خلفية الخسائر المتتالية التي تلقتها الجماعة وقد تهدد شعبيتها لسنوات مقبلة وتؤثر على طموحاتها السياسية نحو انتخابات ليبيا كأبرز ملف لها بعد تراجعها في باقي دول المنطقة.


إن التراجع الذي تعانيه الجماعة في شمال أفريقيا يهدد مستقبلها السياسي لكونه نابعًا من رغبة شعبية في إقصاء التيار عن الحكم وسط اتهامات بالعمالة لأجندات تنظيمية خاصة غير وطنية، ما يجعل التحدي الحالي هو الأخطر في تاريخ الجماعة.


مشاهد التراجع تهدد جماعة الإخوان


اختبرت جماعة الإخوان في السابق فترات صعبة في تاريخها التنظيمي، ولكن ما يميز هذه المرحلة وجود توافق شعبي حول خطورة الجماعة على مفاهيم الدولة الوطنية واحترام الحدود الجغرافية، ففي المشاهد السابقة كانت الجماعة تواجه تيارات سلطوية ترفض وجودها وتتخوف من مواقفها تجاه العنف وحمل السلاح، أما الموقف الحالي فيشهد تعري أفكار الجماعة وسلوكها أمام الشعوب مع وجود طائفة شعبية لا يستهان بها قد شاهدت عن قرب جرائم الجماعة.


تأتي خسارة الإخوان في تونس كإحدى أهم الخسائر التي منيت بها الجماعة، وذلك على إثر قرار الرئيس قيس سعيد في 25 يوليو 2021 بحل البرلمان ورفع الحصانة عن جميع أعضائه، وكانت الجماعة تمثل أغلبية بداخله ما شكل خسارة كبيرة لحزب النهضة ممثلها السياسي في البلاد، والأبرز في هذا الملف أن قرارات قيس سعيد كانت نتيجة لاحتجاجات شعبية ضد الجماعة لإخفاقهم في الملفات الداخلية وكذلك الخارجية.


شهدت الاحتجاجات الشعبية التونسية ضد الإخوان اتهامات للجماعة بإعلاء مصلحة التنظيم على حساب مصلحة الوطن، إلى جانب إشراك قيادات الدول الخارجية الموالية لهم في مواقفهم تجاه الوطن، وكذلك الملفات الحدودية وبالأخص ليبيا، ما يهدد سمعة الجماعة ويخلق وعيًا عامًا تجاه استراتيجيتها نحو السلطات الوطنية.


تمثل خسارة الجماعة للانتخابات البرلمانية في الجزائر والتي عقدت في مايو 2021 تراجعًا شعبيًّا فادحًا لممثلها السياسي حركة مجتمع السلم (حمس) ما يضيف لخسائرها الشعبية في المنطقة، وتبرز أهمية الخسارة في الجزائر في كونها إحدى دول الربيع العربي التي تختبر مرحلة سياسية انتقالية كانت تتطلع الجماعة للحصول على مركز سياسي كبير بداخلها.


أما ليبيا فتتخوف الجماعة من الانتخابات الرئاسية المقبلة ما يجعل قيادتها في حالة تهديد متتالٍ لهذا الإجراء، وتعود مخاوف الجماعة من الانتخابات لخسائرهم الشعبية في المجتمع، تلك الخسارة التي ستؤثر عليهم تأثيرًا كبيرًا، إذ عايش الشعب الليبي مدى تقبل الجماعة للعنف وحمل السلاح ورعاية الميليشيات المسلحة، وفي مصر خسرت الجماعة السلطة بشكل كامل عقب 30 يونيو وما أبداه الشعب المصري من رفض لتوجهات الإخوان.


شتات الإخوان ومستقبلهم السياسي


تعد خسارة شمال أفريقيا فادحة جغرافيًّا واستراتيجيًّا للجماعة فالمنطقة تمثل الحدود البحرية الجنوبية لدول الاتحاد الأوروبي، فضلًا عن الثروات التي تعج بها على مستوى الغاز الطبيعي والموانئ الحيوية.


لا تنتظم خسائر الإخوان في شمال أفريقيا دون مناقشة تأثير الخلافات القيادية بالجماعة على مستقبلها في المنطقة، فالانقسامات بين جبهة محمود حسين وإبراهيم منير تعبر عن المشهد المتدني الذي تعيشه الجماعة، كما تؤثر على وحدة سلوكها تجاه الملفات المهمة ما يؤدي إلى تفاقم خسائرها أفريقيًّا ودوليًّا.


المزيد.. خيانة متوقعة وخسة معهودة.. إخوان شمال أفريقيا يدعون أردوغان لاجتياح ليبيا

"