لماذا يركز «داعش» على تهريب معتقليه من السجون السورية؟

عادت ظاهرة النزوح الجماعي خوفًا من بطش تنظيم «داعش» الإرهابي مرة أخرى، في الحسكة شمال شرق سوريا، بعد الهجوم الذي شنه التنظيم الإرهابي على سجن يقع تحت سيطرة قوات سوريا الديمقراطية «قسد» في حي غويران الذي يضم معتقلين من التنظيم الإرهابي، الأمر الذي يثير مخاوف من يقظة التنظيم مرة أخرى بعد فترة كمون طويلة في سوريا والعراق، خاصة بعد تزامن عملية سجن الحسكة مع عملية شبيهة في العراق فجر الجمعة 21 يناير الجاري؛ والتي تمكن فيها التنظيم من قتل 11 من القوات العراقية في ديالى.
تحرير السجناء
شن تنظيم «داعش الإرهابي» هجومًا على سجن تحت سيطرة القوات الكردية شرق الحسكة في سوريا، أسفر عن سقوط أكثر من 65 قتيلًا من الطرفين إضافة إلى مدنيين، كما تمكن عشرات السجناء من الفرار جراء هذه العملية، فيما ألقي القبض على نحو مائة منهم وأغلبهم من معتقلي التنظيم الإرهابي.
وقالت مصادر مقربة من التنظيم الإرهابي على قنواته بموقع تليجرام: إن التنظيم يركز في هذه المرحلة على تحرير سجنائه المعتقلين، مضيفة أن زعيم «داعش» أصدر توجيها لعناصره بتركيز جهودهم في الفترة المقبلة على «فكاك أسرى» من خلال ضرب واستهداف السجون التي تحوي معتقلي التنظيم في سوريا وخصص مكافآت مالية لقاء ذلك، خاصة معتقلي التنظيم في سجون «قسد».
خلال الفترة التي شهدت
سيطرة ميليشيات «قسد» على آخر معاقل التنظيم في منطقة الباغوز السورية بمساندة قوات
التحالف، تم أسر المئات من مقاتلي التنظيم إضافةً لتسليم عشرات القادة أنفسهم طواعية
لـ«قسد»، ومن أبرزهم أبوأحمد الفرنسي عضو اللجنة المفوضة وأبومحمد الأمريكي
وأبوزيد المهاجر.
ومنذ تلك الفترة إلى الآن
جرت عدة عمليات هروب لعناصر وقيادات من التنظيم من سجون قسد في الحسكة والرقة ودير
الزور، إضافةً إلى صفقات تهريب ما زالت مستمرة تقتضي خروج بعض القيادات والعوائل من
السجون عبر مهربين لقاء مبالغ مالية كبيرة تدفع كرشاوى لقيادات في «قسد».
وزعمت حسابات مقربة من
التنظيم على مواقع التواصل الاجتماعي أن أحد قادة داعش وهو «أبوخطاب الأنصاري» الذي شغل منصبًا إداريًّا لتنظيم داعش في حماة وكان قائدًا عسكريًّا في الولاية، أكد بعد
خروجه من سجون «قسد»، أن بعض عمليات تهريب عناصر وقيادات من التنظيم تتم
بمساعدة وتسهيل من قوات «قسد» أو بعلمها، لاستغلال ورقة المعتقلين في
الحصول على مكاسب في المنطقة، خاصة في مناطق درع الفرات.
نزوح المدنيين
المشكلة الأساسية في
الصراع بين «داعش» و«قسد» تتمثل في المدنيين، الذين يقع عليهم العبء الأكبر من خلال
التهجير القسري أو النزوح الجماعي خوفًا على أرواحهم.
وقد شهدت منطقة الحسكة التي وقع فيها الهجوم الأخير حالة من الفوضى، وانقطاع التيار الكهربائي، ما اضطر مئات الأشخاص إلى مغادرة حي الزهور، القريب من سجن غويران الذي تعرض للهجوم، وسط استمرار التفجيرات والاشتباكات بين عناصر تنظيم داعش وقوات سوريا الديمقراطية، فرارًا من القتال الدائر في المنطقة.