يصدر عن مركز سيمو - باريس
ad a b
ad ad ad

«طالبان» تدعو الدول الإسلامية للاعتراف بحكومتها.. هل حققت ما يشجع على تلك الخطوة؟

الأربعاء 26/يناير/2022 - 02:32 م
المرجع
محمد يسري
طباعة

تواصل حركة طالبان السعي للحصول على أي اعتراف دولي بحكومتها منذ استيلائها المسلح على السلطة في أفغانستان في أغسطس 2021، فرغم تعهدات الحركة بالانصهار في المجتمع الدولي، فإنها لم تحصل حتى الآن على أي اعتراف حتى من حلفائها، فبدأت مؤخرًا اللجوء إلى مرحلة الاستجداء العاطفي، واللعب على وتر الدين في توجيه نداءاتها إلى الدول الإسلامية للاعتراف بحكومتها لتكون بداية لاعتراف العالم بها، غير أن ما قدمته الحركة حتى الآن لا يشجع على الثقة فيها لأسباب عدة تتعلق بتحركاتها الداخلية، وتصرفاتها مع دول الجوار لا سيما باكستان.


نداء للعالم الإسلامي


وجهت الحركة نداء للدول الإسلامية، الأربعاء 19 يناير الجاري تطالب فيها بالاعتراف بها رسميا.


وخلال مؤتمر صحفي له في العاصمة الأفغانية كابل، قال رئيس وزراء حكومة طالبان، محمد حسن أخوند: أدعو الدول المسلمة لأخذ زمام المبادرة والاعتراف بنا رسميا، ومن ثم آمل بأن نتمكن من التطور سريعا.


الأمم المتحدة ومعضلات خارجية


يأتي هذا النداء في ظل فشل الحركة حتى الآن في الحصول على اعتراف أممي بها، فقد تقدمت عدة مرات منذ استيلائها على السلطة في أغسطس 2021، بطلبات إلى الأمم المتحدة، بإسناد مقعد أفغانستان إلى ممثل الحركة لكن الطلب قوبل بالإرجاء أكثر من مرة.


وبدأت طالبان منذ سبتمبر 2021، مخاطبة الجمعية العامة للأمم المتحدة، مطالبة بالاعتراف بها، الأمر الذي أثار عددًا من التساؤلات في المنظمة الدولية حول كيفية القبول بالحركة التي لا تزال الكثير من الدولة تضعها على قائمة الإرهاب؟، ومدى إمكانية أن يحدث ذلك بطريقة معكوسة عن طريق التفاوض مع الحركة على آلية تدريجية لتطبيع العلاقات الدولية معها، خاصة في المسائل الاقتصادية مقابل خطوات عملية تقوم بها الحركة مقابل هذا التدرج.


وفي مطلع ديسمبر الماضي، قررت الجمعية العامة للأمم المتحدة إرجاء الاعتراف بحكومة طالبان، وأكدت اللجنة المسؤولة عن الموافقة على اعتمادات السفراء لدى المنظمة الدولية برئاسة السفيرة السويدية آنا-كارين إنستروم، أنها تلقّت طلبين متنافسين من أفغانستان، أحدهما من النظام القديم والثاني من نظام حركة طالبان التي تحكم البلاد حاليًّا.


ويعتبر هذا الموقف معضلة أساسية أمام الاعتراف الدولي بالحركة، يحتاج إلى تصويت في الجمعية العامة للأمم المتحدة للفصل بين المتنازعين على تمثيل أفغانستان في المنظمة الأممية.


معضلات داخلية


ويضاف إلى المعضلات التي تواجه طالبان في مسألة الحصول على الاعتراف الدولي، تصرفات الحركة نفسها التي قد تجعل التصويت لصالحها أمرًا بالغ الصعوبة لدى دول عديدة، منها دول الجوار خاصة باكستان، التي بدأت تهديدات الحركة لها في وقت مبكر، وصلت إلى حدِّ تهديد الحدود، إضافة إلى إيواء قيادات من حركة طالبان الباكستانية ومساعدتها في تهديد أمن البلاد ودعم عملياتها المسلحة ضد قوات الأمن الباكستانية.


كما ينظر العالم إلى السياسة الإقصائية التي تتبناها حركة طالبان منذ اليوم الأول لتشكيل حكومتها التي جاء تشكيلها بالكامل من قيادات الصفين الأول والثاني للحركة، ومنهم شخصيات لا تزال مدرجة على قوائم الإرهاب، في ظل تهميش تام لكل المكونات السياسية في البلاد.


ولعل تصرفات الحركة مع الجارة الإسلامية باكستان، يشكل عقبة كبيرة في سبيل اعتراف دول إسلامية أخرى بالحركة، إلا إذا أبدت الحركة نوعًا من المرونة مع الملف الباكستاني، وحركة طالبان الباكستانية.

"