ad a b
ad ad ad

بعد التضييق عليه بالشمال.. «داعش» يحول إستراتيجيته إلى الجنوب الأفريقي

الأحد 21/نوفمبر/2021 - 04:49 م
المرجع
أحمد عادل
طباعة
حول تنظيم «داعش» الإرهابي، استراتيجيته التوسعية في قارة أفريقيا، من الشمال إلى الجنوب، بعد الفشل الذريع الذي نالته عناصره بالشمال، نتيجة الضربات الاستباقية والتشديد الأمني عليه.

وكثف التنظيم هجماته في منطقة أفريقيا الوسطى، متجهًا صوب الجنوب الأفريقي، لما تتسم به تلك المنطقة من اضطرابات أمنية ترجع أسبابها إلى العنف الديني والعرقي.

وتعد دول عمق القارة الأفريقية «واعدة»، لما تمتلكه من إمكانات وثروات طبيعية ومواد خام تتمثل في احتياطات هائلة من المعادن والمعادن النفيسة، فضلًا عن المساحات الشاسعة من الأراضي الصالحة للزراعة والغابات، التي يقابلها انتشار كبير للفقر والانقسامات العرقية والقبلية، ما يجعلها مطمعًا للتنظيمات الإرهابية.


وأعلنت الشرطة الأوغندية مقتل ثلاثة أشخاص على الأقلّ وإصابة 33 آخرين بجروح في هجومين «انتحاريين» متزامنين وقعا صباح الثلاثاء 16 نوفمبر 2021،  وسط العاصمة كمبالا، تبنّاهما تنظيم «داعش» الإرهابي.

وهذا الهجوم، هو الثاني الذي يتبنّاه التنظيم المتطرف في أوغندا خلال بضعة أسابيع، بعد هجوم بقنبلة في أكتوبر 2021 في مطعم بكمبال.

وتشير العمليات الإرهابية المتزايدة التي يقودها «داعش» والتنظيمات الموالية له داخل الحيز الجغرافي لبلدان حوض بحيرة تشاد، وهي الكاميرون والنيجر وتشاد ونيجيريا، إلى تخطيط مسبق يهدف إلى عزل مناطق استراتيجية بشمال شرق نيجيريا، لتصبح بديلًا مكانيًا لولايتي التنظيم بالعراق وسوريا.

وفي يونيو 2021 خلصت دراسة صادرة عن «مركز المستقبل للدراسات الاستراتيجية»، إلى أن اهتمام تنظيم «داعش» بأنشطة ذراعه الجديدة في كل من جمهورية الكونغو الديمقراطية وشمال الموزمبيق، رغبةً في إثبات الوجود، وأنه باق ويتمدد، على الرغم من الضربات الأمنية التي تلقاها وفقدانه السيطرة على الأراضي في جميع أنحاء سوريا والعراق وشمال أفريقيا.

في خضم انشغال العالم بالحرب على المجموعات المتطرفة في منطقة الساحل الأفريقي، والأنباء المتواترة عن سحب فرنسا قواتها من إقليم الساحل وتعديل استراتيجياتها العسكرية هناك، برز فرع جديد لتنظيم «داعش» في موزمبيق جنوب شرقي القارة السمراء، ينتشر أيضًا في الكونغو الديمقراطية ويهدد تنزانيا.

ومنذ مبايعة جماعة «أنصار السنة» في موزمبيق، تنظيم «داعش» وتبنيها رسميًّا ضمن التنظيم الإرهابي في 2019، أصبح نشاط «داعش ولاية أفريقيا الوسطى» أكثر عنفًا ودموية، وارتكب مجزرة مروعة في نوفمبر 2020، تعد الأكبر من نوعها في البلاد، عندما ذبح 50 مدنيًّا في ملعب قرية «مواتيد» (شمال)، وأخطرها سيطرته على ميناء «موكيمبوا دا برايا» الرئيسي والغني بالغاز الطبيعي (شمال) في أغسطس 2020.

ويهدد شمال موزمبيق الآن بأن يصبح مركزًا إقليميًّا للتطرف، ويتطلب التهديد الأمني استجابة قبل أن ينتشر في دول أخرى.

وفي الكونغو الديمقراطية، ينشط «داعش» بوتيرة أقل من فرع موزمبيق، لكنه أعلن عن نفسه في هجوم شنه في أبريل 2019 على قرية حدودية مع الجارة الشرقية أوغندا، وتعد الأوضاع الأمنية المضطربة في البلاد أرضًا خصبة له.

"