سيناريوهات المستقبل «الكيني - الصومالي» للتخلص من «شباب المجاهدين»
الجمعة 14/يونيو/2019 - 06:18 م
أحمد عادل
الموقع الجغرافي الذي تحتله دول شرق أفريقيا وتحديدًا الصومال وكينيا جعلهما مناطق مشتعلة بنيران الإرهاب، بالإضافة إلى القصور الأمني الذي يجعل الكثير من البلدان الأفريقية كملاذ لتنظيمات الإرهاب الدولي، سواء للتوسع جغرافيًّا على أرض القارة، أو كممرات آمنة لنقل التمويلات المشبوهة.
وشهد عام 2011 تعاون القوات الأمنية الصومالية مع الجانب الكيني، والتنسيق الأمني الكامل، والمتبادل بين الجانبين، بدعم من الاتحاد الأفريقي ضد ما يُعرف بحركة شباب المجاهدين الصومالية، في محاولة من الدولتين للقضاء على الحركة المسلحة الإرهابية.
وعلى مدار السنوات السابقة، حاولت الحركة الإرهابية- من وقت إلى آخر- تنفيذ عمليات انتحارية في كينيا ضد هذا التحالف، أخفقت في بعض العمليات، وحالفها الحظ في عمليات أخرى.
وفي هذا الإطار، قال نائب قائد قوات الدفاع الكينية الجنرال روبرت كيبوكي، في حوار أجراه مع جريدة منتدى الدفاع الأفريقي: إن القوات الكينية توجد في الصومال تحت مظلة قوات الاتحاد الأفريقي في الصومال المعروفة بـ«أميصوم»، والتي تسعى بكل ما أوتيت من قوة لدحر إرهاب حركة شباب المجاهدين وداعش، وإعادة الأمن والاستقرار والطمأنينة داخل الأراضي الصومالية.
وكشف كيبوكي أن قوات الاتحاد الأفريقي حققت ما طُلب منها، كما أنها وضعت خطة مُحكمة لانسحاب القوات الأفريقية من الصومال بحلول عام 2021.
وأشار المسؤول الكيني إلى أن القوات الكينية جزء من بعثة الاتحاد الأفريقي في الصومال، وتعمل على تدريب القوات الصومالية وتجهيزها لتصبح قادرة على تحمل المسؤولية الأمنية في البلاد، بعد انسحاب قوات الأميصوم عام 2020، مضيفًا أننا نعمل للقضاء على حركة شباب المجاهدين، ونريد أن نتعايش مع أخوننا في الصومال في سلام واستقرار، أملًا في استعادة العلاقة الدبلوماسية مع الجانب الصومالي، خاصة بعد تواترها في الفترة الأخيرة.
وتعاني كينيا خلال السنوات الماضية من إرهاب حركة شباب المجاهدين، التي تنفذ عمليات إرهابية في البلاد، إضافة إلى استقطاب عدد من الكينيين من الرجال والنساء؛ للانضمام أو تنفيذ استراتيجيتها على الأراضي الكينية، ويرجع الخبراء أن السبب الرئيس في تزايد العمليات الإرهابية من قبل شباب المجاهدين في كينيا، أن الحركة المسلحة ترى أن القوات الكينية تتدخل في شؤون البلاد، كما تعتبر منطقة فحفحدون الحدودية هي السبب الرئيسي بالنسبة، سواء للقوات الكينية التابعة لبعثة الاتحاد الأفريقي أو الصومال؛ حيث تقع تلك المنطقة على الحدود الكينية الصومالية، وتربط بين كثير من مدن إقليم جدو الواقع في جنوب غرب الصومال، كما تربط الطريق الاقتصادي بين كينيا والصومال.
ومن جهتها، قالت الدكتور أميرة عبدالحليم، الباحثة في الشأن الأفريقي: إن كينيا تسعى إلى استعادة الثقة في دورها الإقليمي، خاصًة في منطقة الشرق الأفريقي، والحديث عن إنجازات لها داخل قوات الأميصوم.
وأكدت أميرة، في تصريح خاص لـ«المرجع» أنه على أرض الواقع لا يوجد تقدم نجاحات ملحوظة لقوات الاتحاد الأفريقي، سواء داخل الأراضي الصومالية أو الكينية ضد حركة شباب المجاهدين أو تنظيم داعش الإرهابي.
وأضافت الباحثة في الشأن الأفريقي، أن مستقبل العلاقات في منطقة الشرق الأفريقي، وعودة السلام إلى المنطقة لا تحدده كينيا وحدها أو الصومال، ولكن لابد من تضافر الجهود بين البلدين تحت رعاية أممية لإنهاء وجود شباب المجاهدين في كلا البلدين.





