«فوزية كوفي».. امرأة من فولاذ في وجه «طالبان»

رشُحت فوزية كوفي، إحدى أبرز الناشطات النسويات في أفغانستان، خلال شهر أكتوبر الجاري، لنيل جائزة نوبل للسلام، نظير الدور الذي قامت به من أجل تحرير المرأة الأفغانية من بطش حكم طالبان.
وقالت «فوزية كوفي» في تغريدة لها على موقع التدوينات المصغرة «تويتر»: «الترشيح تقديرًا للجهود
المشتركة للجميع بما في ذلك النساء في أفغانستان، ويجب على جميع الأطراف ضمان سماع
النساء وإشراكهن».
وخلال حوار لها مع وكالة «أسوشيتد برس» الأمريكية، دعت فوزية كوفي إلى
أن يكون إرسال المساعدات إلى أفغانستان مشروطًا بمشاركة النساء في توزيعها،
بالإضافة إلى سفر الأفغان بحرية وسلامة إلى ومن البلاد.
وقالت «كوفي»، وهي جزء من وفد من النساء الأفغانيات
اللاتي يزرن الأمم المتحدة لحث الدول الأعضاء على عدم التنازل عن الإدماج
والمساواة في الحقوق بأفغانستان، إنه لا يجب تسييس المساعدات، ويجب إشراك النساء
في كل مرحلة منها والاستماع لهن، ويجب ألَّا تكون النساء متلقيات فحسب.
كانت كوفي، النائبة السابقة لرئيس البرلمان، وواحدة فقط من بين أربع سيدات شاركن في محادثات التوصل لاتفاق لمشاركة السلطة مع طالبان، والذي فشل في النهاية، وتحدثت عن مشاهدة تغيير التزام طالبان بعدما وقعوا على اتفاق السلام مع الولايات المتحدة في فبراير عام 2020.
ووفق تقرير نشر في صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية، فوزية كوفي من مواليد عام 1975، وهي من مواليد مقاطعة بدخشان.
وُلدت كوفي في عائلة متعددة الزوجات،
وعند ولادتها رفُضت كوفي من قبل أهلها، حيث كانوا يفضلون الذكور على الإناث، وفي
يوم ولادتها تعمد والدها تركها في الشمس لتموت، لكن الحظ كان حليفها وعاشت.
رحلة مع التعليم
استطاعت فوزية كوفي إقناع والديها بإرسالها إلى المدرسة،
وأصبحت الفتاة الوحيدة في العائلة التي تنال التعليم، وأكلمت مشوارها التعليمي حتى تخرجت في الجامعة، وحصلت على درجة
الماجستير في إدارة الأعمال والإدارة.
كان والدها
عضوًا في البرلمان الأفغانى لمدة 25 عامًا لكنه قتل في نهاية الحرب الأفغانية الأولى
(1979-1989)، على يد حركة طالبان.
بدأت كوفي حياتها السياسية في عام 2001، ودافعت عن حق الفتيات في التعليم، ومنذ عام 2002 إلى عام 2004، عملت مع منظمة الأمم المتحدة للطفولة «يونيسف»، كمسؤولة حماية الطفل لحماية الأطفال من العنف والاستغلال والإيذاء.
وخلال الانتخابات البرلمانية الأفغانية عام 2005، تم
انتخابها لعضوية مجلس النواب في الجمعية الوطنية الأفغانية لمنطقة بدخشان الواقعة في الجزء
الشمالي الشرقي من البلاد، وشغلت منصب نائب رئيس مجلس النواب، وكانت حينها أول
نائبة لرئيس البرلمان في تاريخ أفغانستان، وأعيد انتخابها في الانتخابات البرلمانية عام 2010 وانتخبت نائبة من 69 عضوة.
ركزت «كوفي» أثناء عملها في البرلمان بشكل أساسي على حقوق
المرأة، كما سنت تشريعات لبناء الطرق لربط القرى النائية بالمرافق التعليمية
والصحية، وفي عام 2009، ساهمت في صياغة تشريعات القضاء على العنف ضد المرأة.
محاولات اغتيال
في 8 مارس 2010 تعرضت فوزية كوفي لمحاولة اغتيال على يد
عناصر حركة طالبان لكنها نجت منها، وعقب ذلك تعرضت للعديد من محاولات القتل لكن في كل مرة كانت تُكتب
لها الحياة.
وفي عام 2014 أعلنت فوزية كوفي، عزمها الترشح لرئاسة أفغانستان في الانتخابات الرئاسية، للمساواة مع الرجال ولتعزيز التعليم العالمي، ومعارضة الفساد السياسي.