«كوفا».. الشيطان الإرهابي الأخطر يهدد الأمن المالي
السبت 23/مارس/2019 - 08:38 م
كزفا
أحمد عادل
بعد أن أعلنت السلطاتُ الفرنسيَّة والماليَّة، فى نوفمبر 2018، مقتل الإرهابي أمادو كوفا، أحد أبرز المتشددين في مالي، وقائد جبهة ماسينا التابعة لجماعة «نصرة الإسلام والمسلمين» الإرهابية، في عملية نفذتها قوات «برخان» الفرنسية المتمركزة داخل الأراضي المالية (عملية جارية لمكافحة الإرهاب في منطقة الساحل الأفريقي)، عاد الإرهابي الأخطر للظهور مرة أخرى على الساحة، وتبنت «نصرة الإسلام والمسلمين»، اليوم السبت، الهجوم الذي تم في قرية تلاتيت في منطقة جورا، وأسفر عن مقتل 20 جنديًّا تابعين للجيش المالي.
وأكدت الحركة في بيانها، أنه تم مهاجمة قاعدة عسكرية تابعة لقوة الساحل المشتركة في «جورا»، والسيطرة عليها، كما قتل ما يقرب من 30 جنديًّا بينهم قائد الكتيبة، فيما أصاب آخرين.
وعن كواليس الهجوم، الذي قاده «أمادو كوفا»، الذي سبق أن أكدت وزيرة الدفاع الفرنسية «فلورانس بارلي» مقتله نهاية 2018، قبل أن يظهر مؤخرًا مارس الجاري بشريط فيديو يتهم فيه الفرنسيين بـ«الكذب»، أنه تم حرق سيارة ومصادرة أسلحة ومعدات عسكرية، و6 سيارات تابعة للجيش المالي منحتها فرنسا له.
وأشارت الجماعة في بيانها، أنه قد قتل ثلاثة من مسلحيها في الهجوم، مضيفة أن تلك العملية تأتي ردًّا على ما أسمته «الجرائم الفظيعة التي ترتكبها قوات حكومة باماكو المالية برفقة الميليشيات الداعمة في حق أهلنا».
كوفا
الإرهابي الخطير
يعتبر «كوفا»، أحد أخطر الإرهابيين المطلوبين على وجه السرعة من قبل القوات الفرنسية والأممية الموجودة في البلاد، ولد في بلدة موبتي بوسط مالي، وتلقَّى تعليمه فيها، ثم عمل مدرسًا دينيًّا لفترة كبيرة، ويتقن اللغة الفولانية (المستخدمة في مالي) إلى جانب الفرنسية؛ ما أدى إلى سهولة نشر فكره المتطرف عن طريق الخطب التي كان يلقيها في جموع الشعب.
واستخدم تلك الشعبية الجارفة وسط صفوف الماليين للعمل في مجال تمويل منظمات حقوق الإنسان، كما بزغ نجمه خلال السنوات الثلاث الماضية، وحتى عام 2008، وبعد زيارة للعديد من الدول الراعية للإرهاب، زار كوفا أفغانستان وقطر، وسرعان ما تغيرت بعض المفاهيم الدينية له في فكرة الجهاد ضد البلدان الغربية، وكانت بدايته في الجهاد عام 2013، إذ قام بتنفيذ هجوم إرهابي وسط مالي، أسفر عن سقوط عدد ليس بالكثير من الضحايا العسكريين، الأمر الذي دفع القوات الفرنسية للتدخل العسكري هناك لتقويضه.
وترجع تسمية جبهة تحرير ماسينا، إلى إمبراطورية «ماسينا» الفولانية التي ينتمي إليها مسلحو الجبهة، وأُعلن عن تأسيسها بداية عام 2015، وهي إحدى أذرع جماعة أنصار الإسلام والمسلمين التابعة لتنظيم «القاعدة» الناشط في منطقة المغرب العربي، والتي تكونت في مارس 2017.
ردود الأفعال
وقد آثار الهجوم الذي قاده أمادو كوفا قائد تحرير جبهة ماسينا التابعة لجماعة نصرة الإسلام والمسلمين، ردود فعل شعبية، وخرج المئات من زوجات الجنود وأطفالهن في مظاهرات غاضبة بمدينة نيورو وسيغو منددين بالإرهاب.
وقد أدلى الرئيس إبراهيما ببكر كيتا، بتصريحات رسمية، قائلًا فيها: إنه لم يعد من المقبول وقوع أي تهاون من طرف الجنود أو القادة العسكريين، منبهًا إلى أن البلاد في حالة حرب ضد الإرهاب الذي يحاول العبث بالاستقرار.





