«نارف».. قوات أمريكية لتدريب جيش النيجر على مكافحة الإرهاب
الأحد 15/أغسطس/2021 - 03:09 م
أحمد عادل
تولي القيادة الأمريكية في أفريقيا، اهتمامًا كبيرًا لتدريب قوات النيجر، لاسيما بعد العمليات الإرهابية التي قامت بها الجماعات المسلحة المنتشرة في البلاد، وبخاصًة «جماعة بوكو حرام» "الفصيل التابع لتنظيم داعش الإرهابي".
وفي هذا الإطار، أعلنت قيادة القوة الأمريكية لشمال وغرب أفريقيا، الجمعة 13 أغسطس 2021، أن جنودًا أمريكيين أجروا «تدريبا إستراتيجيا في النيجر».
وقال الميجور جنرال أندرو إم رولينغ، قائد قوة العمل الخاصة لجنوب أوروبا وأفريقيا التي تشرف على القوة الأمريكية لشمال وغرب أفريقيا (نارف)، في بيان: «إن هذا التمرين الذي جرى في الفترة من 7 إلى 9 أغسطس2021، سمح للقوة باختبار أدائها العملياتي في المنطقة».
وأضاف البيان؛ «أن مهمة القوة هي التصدي للأزمات وحالات الطوارئ والإرهاب في شمال وغرب أفريقيا "بما في ذلك حماية المصالح الأمريكية"».
وقالت القيادة الأمريكية؛ «إن الجيش الأمريكي عقد اجتماعًا "غير رسمي" مع نظرائه الفرنسيين "في القاعدة الجوية الأمريكية 101 في نيامي"».
وأضافت أن "الفرنسيين حلفاء مهمون منذ فترة طويلة ويشاركوننا التزامنا بمعالجة المخاوف الأمنية المعقدة في أفريقيا".
وتواجه النيجر أعمال عنف ترتكبها جماعات إرهابية مسلحة في جزئها الغربي بالقرب من مالي؛ وفي الجزء الجنوبي الشرقي من نيجيريا.
وفي حربها ضد الإرهابيين، تتلقى النيجر دعم العديد من الدول الغربية بينها فرنسا والولايات المتحدة التي تقيم قواعد عسكرية هناك، وألمانيا التي لديها قاعدة لوجستية.
في 2017، قدر عدد العسكريين الأمريكيين في النيجر بنحو 800 جندي، خصوصًا من أفراد القوات الخاصة النشطة ضد الجماعات الإرهابية، وبالإضافة إلى قاعدة نيامي، للولايات المتحدة قاعدة كبيرة للطائرات بدون طيار في منطقة أغاديز شمال بالقرب من ليبيا.
وأنشأت القوات الخاصة الأمريكية، في أبريل عام 2018، قاعدة عسكرية أمريكية ضخمة في وسط النيجر، لملاحقة وتصفية الإرهابيين في إطار حربها على الإرهاب في القارة السمراء.
وبحسب تقرير لصحيفة «نيويورك تايمز» فإن كلفة القاعدة العسكرية بلغت أكثر من 110 ملايين دولار، حيث سيتم استخدامها لطائرات الدرونز العسكرية من دون طيار لاستهداف الإرهابيين في غرب وشمال أفريقيا.
وتقوم القوات الخاصة الأمريكية في تلك القاعدة بتدريب القوات في النيجر على سبل وتكتيكات مكافحة الإرهاب، إضافة إلى الطرق التي يمكنهم بها كسر أي كمائن قد يعدها الإرهابيون على غرار الكمين الذي أعده إرهابيون على حدود مالي الخريف الماضي الذي أدى إلى مقتل 4 جنود أمريكيين.
ونجحت إحدى العمليات التي قامت بها القوات الخاصة الأمريكية، في تصفية أحد القادة البارزين لتنظيم القاعدة في جنوب ليبيا، الأمر الذي يشير إلى التوسع في عمليات رصد وتصفية الإرهابيين في القارة السمراء.
ويعتزم جيش جمهورية النيجر في غرب أفريقيا، إنشاء قاعدة جوية لتعزيز قتاله ضد الجماعات الارهابية في منطقة ديفا (جنوب شرق) القريبة من نيجيريا.
وستقام قاعدة «بي إيه 501» على مساحة 32 كيلومترًا مربعًا في منطقة «ديفا» المحاذية لبحيرة تشاد، التي أصبحت وكرًا للارهابيين؛ وفق النص الذي لا يحدد تاريخ بدء بنائها ولا كلفتها.
وهذه أول قاعدة من نوعها يتم إنشاؤها في هذه المنطقة غير الساحلية، القاحلة، التي تعاني منذ ست سنوات هجمات دامية تشنها جماعة «بوكو حرام» وتنظيم «داعش» الإرهابيين في غرب أفريقيا.
ويأتي هذا الإعلان، بعد عملية إرهابية نفذتها «بوكو حرام» في منطقة بحيرة تشاد، الخميس 5 أغسطس 2021، وقتل فيها 26 جنديًّا تشاديًّا على الأقل وجرح آخرون .
وضعت «بوكوحرام» الإرهابية عينها على النيجر، ففي أواخر عام 2014، شنت الجماعة هجومًا إرهابيًّا، أسفر عن مصرع ثلاثة أشخاص، وفي فبراير 2015، هاجم مسلحو «بوكوحرام» المدينة الواقعة في جنوب شرق النيجر؛ ما أسفر عن قتيل واحد، وعشرين جريحًا.
كما شنت هجومًا على سجن ديفا في فبراير 2015، وبعدها نفذت سيدتان من بوكوحرام هجومًا إرهابيًّا انتحاريًّا، وفي يونيو 2018 قتل ستة أشخاص حين فجّر ثلاثة من مسلحي «بوكوحرام» أنفسهم في اعتداءات متزامنة بالمدينة.
وأطلقت تشاد في 30 مارس 2020، عملية عسكرية، تحمل اسم «غضب بوما»؛ لمواجهة عنف الجماعة الإرهابية.
وقال وزير الدفاع، الجنرال محمد أبالي صلاح إن هناك خمسة قطاعات، تعمل لتنظيف منطقة الجزر بأكملها، ولدى الجيش اتفاق مع دولتين أخريين، هما النيجر ونيجيريا، مضيفًا: «لدينا حاليًّا، رجال في جميع هذه البلدان، العملية مستمرة، ستحصلون على التفاصيل شيئًا فشيئًا».
وأكد أن عناصر «بوكوحرام»، سيدفعون ثمنًا باهظًا؛ لجرأتهم، وقوات الدفاع ستلحق بهم ضربات لا تنسى، وستدون في سجلات التاريخ؛ لأن الجيش الوطني التشادي، عازم أكثر من أي وقت مضى، على وضع حد لهذه الشرذمة من الإرهابيين.





