ad a b
ad ad ad

بين التشفي والاتهام بالغباء.. إخوان مصر يصفون حساباتهم مع النهضة التونسية

الأربعاء 28/يوليو/2021 - 03:03 م
المرجع
سارة رشاد
طباعة
 حقد دفين حمله إخوان مصر تجاه نظرائهم في تونس، هذا الحقد خرج ووجد فرصته للظهور في اللحظة التي قرر فيها الرئيس التونسي قيس سعيد تجميد البرلمان الذي تحظى حركة النهضة فيه بالأكثرية، وفقًا لقراراته الاستثنائية يوم 25 يوليو 2021. وبدلًا من التضامن، لجأ إخوان مصر وتحديدًا الشباب منهم للتشفي وكأنهم ينهون حسابات. 

 انتقادات متبادلة 

ركز خطاب شباب الإخوان عبر قنواتهم وحساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعي على تقييم أداء الغنوشي وانتقاد الألية التي لجأ إليها، والتي سبق للغنوشي نفسه أن أخذ على إخوان مصر عدم استعانتهم بها.

وهذه الألية هي تقديم التنازلات وتصدير صورة الحركة المحترمة لعلمانية الدول، إذ فضل الغنوشي اختيار طريق المهادنة مع الجماعات الرافضة للإسلاميين بإيهامها بأن حركته تفصل الديني عن السياسي ولا تسعى لمشروع خلافة إسلامية. 

النهضة الفاشلة

أثبتت التجربة التونسية أن الحركة الإخوانية لم تتأخر في دعم أي مشروع ديني يسعى للخلافة، إلا أن الحركة عقب سقوط الإخوان في مصر ولدرايتها بحجم كارثية هذا الحدث فضلت تقديم خطاب يقدمها في صورة الجماعة المستنيرة.

لهذا وقف الغنوشي في 2013 وسدد الانتقادات اللاذعة لإخوان مصر واصفهم بالغباء والطمع في السلطة للدرجة التي جعلت الناس ينفرون منهم. 

وبالصفات نفسها تقريبًا وقف الإخواني المصري الشاب الهارب في الخارج محمد إلهامي يسدد الانتقادات لتنازلات الغنوشي الذي وصفه بـ «العبيط»؛ قائلًا إن طريقته أثبتت أنها هي الأخرى لم تجدِ في استمرارية مشروعه. 

 وتابع عبر قناته على تيليجرام؛ إنه لم ير الغنوشي أبدًا كمفكر كما يقدم نفسه، معتبرًا أن عليه تصحيح المسار على حد قوله ويقصد بتصحيح المسار «انتهاج العنف». 

ودعا إلهامي التونسيين وأنصار النهضة بالنزول إلي الشوارع بالسلاح لمنع ما سماه بـ«الانقلاب». 

وضرب إلهامي المثل بالأتراك عندما نزلوا إلي الشوارع لمنع محاولة انقلاب يونيو 2016 قائلًا إن الأتراك وقتها نزلوا بالسلاح ولكن الإعلام لم ينقل ذلك.

حيرة الإسلاميين واختيار طريق الصدام

 من واقع تجربة إخوان مصر ونظرائهم في تونس؛ يمر شباب الإخوان حاليًا بنوع من الحيرة تستند إلى: أن الإخواني المهادن في تونس فشل والمتمسك باخوانيته الكلاسيكية في مصر فشل هو الآخر. 

ويستنتج الإخواني الشاب اليوم أن الخيار الأنسب هو حمل السلاح، وهو الخيار الذي رفضه إخوان مصر وتونس في العلن وأن أيدوه ضمنيًّا. 

ويدعم الشباب الإخواني فكرة تأييد حمل السلاح علنًا كخيار أخير، وهو ما واجهته مصر ممثلًا في ما يعرف بحسم ولواء الثورة ومحتمل أن تقابله تونس، وهو الأمر الذي حذر منه مراقبون، وطالبوا الأجهزة الأمنية في تونس باليقظة. 



"