الأقليات تتحد.. أذريون وأحوازيون ضد القمع الإيراني
الثلاثاء 27/يوليو/2021 - 03:02 م
اسلام محمد
ما زالت قضية الأقليات تمثل صداعًا للنظام الإيراني الذي تعمد خلال العقود الماضية صهر وقهر تلك المجموعات العرقية، وعدم احترام خصوصياتها الثقافية ومحاولة استيلاء هويتها عبر منعها من التحدث بلغاتها الأصلية وإضعاف تماسكها،
وقد خرجت حشود من الأتراك الأذريين في مدينة تبريز مركز محافظة أذربيجان الشرقية، شمال غرب إيران، دعمًا لاحتجاجات الأقلية العربية في إقليم الأحواز، وحاصرت قوات الأمن والشرطة الإيرانية.
وأظهرت مقاطع الفيديو المتداولة على مواقع التواصل الاجتماعي، المتظاهرين الأذريين وهم يهتفون في الشوارع بشعارات مثل «أذربيجان تدعم الأهواز» و«أذربيجان، الأهواز.. اتحاد، اتحاد»، وقد أظهرت بعض لقطات الفيديو انتشار القوات الخاصة وعناصر أمن يرتدون ثياب مدنية هاجموا المتظاهرين وحاولوا فض الاحتجاجات.
كما خرجت الاحتجاجات في مدينة بجنورد، بمحافظة خراسان، شمال شرقي البلاد، للتضامن مع الاحتجاجات، وكانت منظمة العفو الدولية أصدرت، بيانًا طالبت فيه السلطات الإيرانية بوقف استخدام العنف ضد المحتجين على شح المياه في الأهواز، مشيرة إلى مقتل 8 أشخاص في هذه الاحتجاجات الغاضبة.
وطالبت في بيان لها بالإفراج الفوري عن المعتقلين وحماية السجناء من التعذيب وسوء المعاملة، كما منظمة «هيومن رايتس ووتش»، فقد أكدت أن السلطات في إيران استخدمت القوة المفرطة لقمع المظاهرات.
بدورها، دعت الخارجية الأمريكية، الجمعة، قوات الأمن الإيرانية إلى وقف العنف والاعتقال التعسفي للمحتجين،
كما أعلنت في بيان عن دعمها لحقوق الشعب الإيراني في التجمع السلمي، والتعبير بحرية، وكذلك حرية الوصول إلى المعلومات على شبكة الإنترنت دون خوف.
وتعاني الأقلية التركية الأذرية في شمال إيران من التمييز العنصري والتهميش لصالح الفرس، ويطالب عدد منهم بالانفصال عن طهران والانضمام إلى أذربيجان
وكان نواب في البرلمان الأذى هددوا من قبل بتغيير اسم الدولة إلى «أذربيجان الشمالية» للفت النظر إلى ضرورة تحرير «أذربيجان الجنوبية» التي تقع في شمال غرب إيران.
وخلال الفترة الماضية اشتعلت مشاعر الغضب بين أبناء الأقلية التركية الأذرية في إيران بسبب دعم طهران لأرمينيا في نزاعها مع أذربيجان التي يشعرون بالانتماء إليها والحنين إلى لم شعب قوميتهم التي مزقتها اتفاقية تركمانجاي عام ١٩٢٨، والتي قسمت بلادهم إلى شطرين شمال وجنوب نهر أراس.
وتدعم تركيا الأقلية الأذرية، وقد كان هذا الدعم مثار خلاف بين طهران وإسطنبول بعد ترديد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أبيات شعرية باللغة التركية تدعو للم شمل الشعب الأذري.
وعادة ما تندلع الاحتجاجات في مناطق الأذريين كل فترة بسبب برنامج تلفزيوني يسخر منهم أو إجراءات تتخذها السلطات الإيرانية ضدهم أو دعمًا لانتفاضة أي شعب آخر من الشعوب المطالبة بالاستقلال عن طهران.





