إيران..عودة حرب السفن من جديد
تشهد مياه منطقة الشرق الأوسط تصاعدًا جديدًا لسيناريو حرب السفن بين إيران وإسرائيل في حلقة من حلقات التنافس الإقليمي بين الطرفين، فقد تعرضت سفينة الشحن "CSAV Tyndall"، للهجوم في المحيط الهندي، السبت الماضي، ووجه مسؤولون في وزارة الدفاع الإسرائيلية أصابع الاتهام إلى طهران ونقلت القناة الـ12 الإسرائيلية، أنهم يحاولون التأكد مما إذا كانت قوات إيرانية هاجمت السفينة التي يعتقد أنه يملكها إسرائيليون.
ووفقًا للتقارير الإعلامية فإن طاقم السفينة لم يصب بأذى، ولم تلحق أي أضرار مادية بالغة بالسفينة، التي كانت متوجهة من السعودية إلى الإمارات.
من جهتها كشفت صحيفة «الإندبندنت» البريطانية أن أيادي إيرانية ربما تكون ضالعة في الهجوم لاعتقادها بالخطأ أنها مملوكة لرجل أعمال إسرائيلي، لافتة الى أن السفينة التي ترفع العلم الليبيري كانت مملوكة جزئيًّا لرجل الأعمال الإسرائيلي إيال عوفر الذي يعمل في الشحن والعقارات لكنه باع حصته في السفينة منذ أشهر، ويبدو أن إيران أو أحد حلفائها ضربوا السفينة بناءً على معلومات استخبارية قديمة.
يذكر أن «تل أبيب» و«طهران» تبادلتا خلال الأشهر الماضية الاتهامات بمهاجمة السفن والناقلات، وكانت تقارير إعلامية غربية تحدثت عن مهاجمة 12 سفينة على علاقة بطهران باستخدام الألغام البحرية في هجمات نفذ الكثير منها في البحرين المتوسط والأحمر.
وفي سياق متصل أفادت قناة إعلامية إيرانية تابعة للحرس الثوري، الإثنين، بأن هناك مخاوف لدي طهران من تعرض ناقلة النفط "Jasmine" لهجوم اسرائيلي أثناء إبحارها لنقل النفط إلى لبنان.
وكانت وسائل إعلام عبرية ذكرت أمس أن المسؤولين العسكريين الإسرائيليين يحاولون التأكد مما إذا كانت القوات الإيرانية هاجمت سفينة شحن يملكها إسرائيليون يوم السبت في رحلتها من جدة إلى الإمارات.
وكان قائد القوات البحرية الإيرانية، الأدميرال حسين خانزادي، هدد في أواخر الشهر الماضي بأن نطاق عمل قواته وصل إلى المحيط الهندي والبحر الأحمر ومدخل قناة السويس.
وبحسب وكالة الأنباء الرسمية الإيرانية «إرنا»، فقد قال خانزادي في حديث بالمجلس الاستراتيجي للعلاقات الخارجية إن «سياسة بلاده الدفاعية قائمة على الردع، وعلى من يفكر بمهاجمة إيران أن يعلم أن ما سيكسبه سيكون أقل بكثير مما يفقده..الحضور الإيراني في البحار سابق للعديد من الدول بما فيها أمريكا، مشيرًا إلى أن إيران عندما كانت تمارس الملاحة في محيطات العالم لم تكن هذه الدول موجودة».
وتابع أن «البحر يكتسب أهمية كبيرة لدى إيران كون 80 في المائة من حدودها مع دول الجوار هي حدود بحرية».
جدير بالذكر أن عددًا من ناقلات نفط في منطقة الخليج وفي البحر الأحمر تعرضت لهجمات غامضة في العامين الماضيين، حملت السعودية والولايات المتحدة مسؤوليتها لطهران التي نفت أي دور لها فيها، بالرغم من تهديد كبار المسؤولين الإيرانيين، وعلى رأسهم الرئيس السابق حسن روحاني علنًا بتعطيل الملاحة الدولية، ردًا على العقوبات المفروضة على بلادهم.





