يصدر عن مركز سيمو - باريس
ad a b
ad ad ad

«داعش» في المالديف.. الإرهاب على ضفاف المحيط الهندي «3-4»

الأربعاء 30/يونيو/2021 - 10:30 ص
المرجع
محمود البتاكوشي
طباعة
محاولات تنظيم «داعش» الإرهابي، لا تنتهي وبحثه الدائم عن إيجاد ملاذات جديدة لا ينقطع، إذ يسعى التنظيم لجعل جزر المالديف مسرحًا لعملياتهم الدموية، ولعل آخرها محاولة اغتيال رئيس برلمان جزر المالديف والرئيس السابق محمد نشيد في 6 مايو 2021 وإصابته بجروح خطيرة، وذلك انتقامًا منه على مواقفه المتشددة تجاه الدواعش، ومحاولته الضرب بيد من حديد على عناصر التنظيم، وتحذيراته المتكررة من وجود شبكات للتجنيد ممتدة في معظم بلاد جنوب شرق آسيا مرروًا ببلاده.


«داعش» في المالديف..
كما تمكنت السلطات المالديفية في عهده من إحباط عدد من الهجمات الإرهابية، وكشفت عن محاولات من قبل مؤيدين من التنظيم لنشر أفكاره، وفي عام 2019 ألقت السلطات القبض على محمد أمين المسؤول عن تجنيد الشباب وإقناعهم بالانضمام إلى تنظيم داعش والسفر إلى سوريا والعراق، ويعتقد أنه يحتل مركزًا مرموقًا فيما يعرف بـ «ولاية خراسان» التابعة لتنظيم داعش، مما كان ضربة موجعة للتنظيم.

محاولات انتشار «داعش» في المالديف بدأت في أغسطس 2015، حيث نشر التنظيم الإرهابي فيديو موجهًا يدعو فيه مواطنيها إلى الانضمام إليه بالإضافة لتوجيه تحذيرات للسلطات هناك من أجل إطلاق سراح العناصر المؤيدة له والتي تم القبض عليها، كما تشير تقارير إلى أن المقاتلين الذين التحقوا بصفوف التنظيم منذ ظهوره ينحدرون من خلفيات إجرامية تتعلق بعصابات النهب والجريمة ويبحثون عن فرص للتوبة، وتقنعهم أن باب التوبة مقبول إذا شاركوا في الجهاد.


التنظيم الإرهابي حاول زعزعة استقرار «المالديف» عبر استهداف قطاع السياسة التي تشكل نسبة كبيرة من الدخل القومي للبلاد، وذلك ردًا على محاولات تقليم أظافر التنظيم في المالديف، فضلًا عن استغلال التنظيم سوء الأوضاع الإقتصادية في تجنيد المقاتلين الجدد.

كان مرصد الإفتاء، أكد في وقت سابق أن تنظيم «داعش» بات يصعد من اهتمامه بجزر المالديف عبر عمليات الذئاب المنفردة التي يقوم بها عناصر تبايع التنظيم هناك، في محاولة جديدة من التنظيم للبحث عن موطئ قدم يتحرك من خلاله في تنفيذ مزيد من العمليات الإرهابية، إذ تعتبر أرضًا خصبة للجماعات الإرهابية.

يشار إلى أن «داعش» أعلن عن هجومه الأول في جزر المالديف، في أبريل 2020، حيث أحرق خمسة زوارق سريعة، وسيارة إسعاف بحرية وسفينة دورية للشرطة تابعة للحكومة، في ميناء ماهيبادهو في أليفو دالو أتول.

وقال بيان صادر عن التنظيم إن القوارب تنتمي إلى «الحكومة المرتدة لجزر المالديف والموالين لها»، وسبق هذه الهجمات في فبراير 2020 موجة طعن أصابت 3 أجانب من قبل أحد مؤيديهم.

وأشاد «داعش» بالحادث في مجلة صوت الهند الموالية له قائلًا: «يا أسود الخلافة في جزر المالديف» وحث مسلمي الدول المجاورة على الاقتداء بعمليات الطعن، وفي العدد السادس عشر 2021 من مجلة صوت الهند عمود منتظم بعنوان «من الإخوة في جزر المالديف» يحرض أنصار داعش على شن هجمات في جزر المالديف.

وتشير بيانات حكومية إلى أن نحو 1400 مالديفي تم تجنيدهم من قبل «داعش» وفشلت السلطات المالديفية في كبح التطرف، بسبب التطرف الديني العنيف، والاستقطاب الحاد، والمناقشات حول هوية الحكم الديموقراطي العلماني في البلاد، في الوقت الذي تحظى فيه الجماعات الإرهابية بالقبول بين المواطنين. 

وجدير بالذكر أن السلطات في المالديف تحاول من وقت لآخر إعادة أبناء الدواعش إلى أراضيها لتخليصهم من أفكار التنظيم السامة في محاولة منهم لتصحيح المفاهيم المغلوطة، ولعل آخر المحاولات سعيهم لإعادة أبناء 2 من إرهابيي داعش العالقين في أفغانستان، فقد اعتقلت السلطات سيفيو وزوجته وأطفالهما الثلاثة في عام 2018 في مقاطعة ننكرهار الشرقية بتهمة الانضمام إلى التنظيم الإرهابي، ولكن رفض الوالدان التعاون وتسليم أبنائهما.

الكلمات المفتاحية

"