يصدر عن مركز سيمو - باريس
ad a b
ad ad ad

«داعش» في الفلبين.. أرض الجهاد الجديدة «2-4»

الثلاثاء 29/يونيو/2021 - 10:52 ص
المرجع
محمود البتاكوشي
طباعة
البحث عن ملاذات أمنة ومناطق نفوذ جديدة أملًا في لملمة جراحه بعد هزيمته في سوريا والعراق وانهيار خلافته المزعومة، ووجد تنظيم «داعش» ضالته المنشودة في الفلبين، التي بدأ نفوذه فيها منذ عام 2014 بمبايعة عدد من القيادات الإرهابية في المنطقة على رأسهم إسنيلون هابيلون، القيادي في جماعة أبوسياف ومقرها الفلبين، وعين هابيلون أميرًا لفرع ولاية «داعش» في جنوب شرق آسيا، واستطاع أن يكون عنصرًا جاذبًا للعناصر الإرهابية من الجنسيات المختلفة، كما فتح باب التعاون مع الجماعات المتطرفة في دول الجوار.


«داعش» في الفلبين..
وعانت الفلبين من عمليات «داعش» الإرهابية بسبب تنوع أذرع التنظيم على أراضيها، ما ساهم في زعزعة استقرارها، وتركز الهجمات في مقاطعات «لاناو ديل سور وباسيلان وماجوينداناو» في منطقة مينداناو جنوب البلاد، وكانت معظمها في مناطق مدنية كالأسواق والمتنزهات وذلك لسهولة الوصول إليها، إذ سعى التنظيم لتعزيز صورته الإرهابية في منطقة جنوب شرق آسيا بزيادة عدد ضحاياه.

ومن أبرز الجماعات الإرهابية في الفلبين جماعة أبوسياف، التي تشكلت عبر الانشقاق عن جبهة تحرير مورو الإسلامية عام 1991م وأنشأها عبدالرزاق أبوبكر جنجلاني، ومنذ منتصف التسعينيات ترتبط الجماعة بعلاقات مع تنظيم «القاعدة»، وبوفاة جنجلاني عام 1998 انقسمت الجماعة إلى فصيلين؛ أحدهما بقيادة رادولان ساهيرون في مقاطعة سولو، والآخر بقيادة إسنيلون هابيلون في مقاطعة باسيلان وأصبح الأخير تابعًا لتنظيم «داعش» في الفلبين، وتم تعيينه أميرًا لولاية داعش جنوب شرق آسيا، واشتهرت الجماعة بمعركة مراوي التي استمرت بين مايو وأكتوبر من عام 2017، وأسفرت عن مقتل هابيلون، وتم تنصيب خطيب حجان سواديجان  كخليفة له.

انضم لتنظيم «داعش» الإرهابي عام 2015 جماعة ماوتي التي أسسها الشقيقان عبدالله وعمر ماوتي في مقاطعة لاناو ديل سور في مينداناو، جنوب الفلبين، عام 2012، وشكلت الجماعة تحالفًا مع جبهة تحرير مورو الإسلامية، غير أنه تم فك هذا التحالف بعد نزاع الأولي مع قائد الأخيرة في عام 2014، وشاركت مع جماعة أبوسياف في معركة مراوي، ما أسفر عن خسائر كبيرة تعرضت لها سواء على مستوي القيادات أو السلاح، غير أنها نجحت في إعادة التمركز مرة أخرى في مقاطعة  لاناو ديل سور، وزادت معركة مراوي من شهرة الفلبين كوجهة للتنظيم لأولئك الذين لم يتمكنوا من السفر إلى العراق وسوريا.


وفي عام 2016 بايعت جماعة مقاتلي بانجسا مورو الإسلامية من أجل الحرية، تنظيم داعش الإرهابي غير أنها واجهت تحديًا متمثلًا في حدوث عدد كبير من الانشقاقات داخل صفوفها، أما عن أخطر التظيمات خطرًا في الفلبين فكان تنظيم أنصار الخلافة الذي تأسس على يد محمد جعفر ماجويد عام 2008، وتعهد بالولاء لداعش في سبتمبر 2014، وأصبح يلعب دورًا في تجنيد وتدريب العناصر الإرهابية التابعة لتنظيم داعش في منطقة جنوب شرق آسيا. 

تنظيم داعش الإرهابي استغل جائحة فيروس كورونا المستجد كوفيد 19 في تجنيد مقاتلين جدد لتعويض خسائره في مدينة ماراوي، في محاولة لزيادة أنشطته، عبر حشد الشباب المحرومين واليائسين، مستغلًا الأوضاع الصعبة لتجنيد جيل آخر من المسلحين، إذ أصبحت أرض الجهاد الجديدة على حد وصف منابر التنظيم الإعلامية، وهذا شكل عبئًا كبيرًا على الجيش الفلبيني بحسب اعتراف قائد القوات المسلحة في مينداناو الغربية بالفلبين، أنهم يقاتلون ضد عدوين مختلفين، الجماعات التابعة لتنظيم داعش مثل «أبوسياف» و«مقاتلو الحرية الإسلامية» في ناجسامورو من جهة، وجائحة كوفيد- 19 من جهة أخرى.

تنظيم «داعش» الإرهابي استغل الصراع العرقي والديني والتهميش في مينداناو بين أقلية مسلمة، وأغلبية مسيحية لإرساء دعائم وجوده في الفلبين وشن هجماته فيها ساعيًا إلى تغيير المشهد الجهادي هناك، عبر توحيد الجماعات المتفرقة تحت شعاره، وفي سبيل ذلك قدم التنظيم حوافز متباينة للجماعات المختلفة ومقاتليهم، وذلك لتشجيعهم على التعاون مع بعضهم.

وكان للفليبينيين المنضمين لتنظيم «داعش» الإرهابي دوافع عدة فمنهم من يرغب في التطهر من ذنوبه تحت وهم الجهاد وجنة داعش المزعومة، والبعض دخل التنظيم بدافع القرابة، وآخرون انضموا للجماعة بسبب حاجتهم للمال، حيث كان العضو يتقاضى نحو ألف دولار شهريًّا حسب قدرته على القتال.

وكان عناصر التنظيم يروجون لفكر تنظيم «داعش» من داخل مسجد السلف في منطقة كوتاباتو، ويعرضون الإصدارات التي ينشرها التنظيم من سوريا والعراق، وكانت تلزم عناصرها بحضور دورة شرعية وعسكرية لمدة شهرين، كانوا يتلقون خلالها دروسًا وتدريبات عسكرية عما يسمونه الجهاد.

الكلمات المفتاحية

"