يصدر عن مركز سيمو - باريس
ad a b
ad ad ad

رهانات ما بعد يونيو 2013.. هل ينقذ «بايدن» ما تبقى من الإخوان؟

الأحد 27/يونيو/2021 - 02:54 م
المرجع
شيماء حفظي
طباعة

راهنت جماعة الإخوان الإرهابية، على تغيير الظروف الدولية لاستعادة مكانها بانتخاب الرئيس الأمريكي جو بايدن، بديلًا لدونالد ترامب، الذي تحدثت تقارير مطولة عن اعتزامه تصنيف الجماعة «إرهابية».


رهانات ما بعد يونيو

وفي الذكرى الثامنة، لثورة 30 يونيو 2013 الشعبية، التي أطاحت بجماعة الإخوان من السلطة في مصر، وأسقطت النظام الذي ترأسه المعزول الراحل محمد مرسي، تتلقى الجماعة صفعة جديدة بانهيار مزاعم دعم كانت تنتظرها من الرئيس الأمريكي الجديد جو بايدن.


وبعد شهور من دعم منقطع النظير لـ «بايدن»، ينتظر الإخوان، أن تساهم واشنطن في تحريك عجلة التعامل بين الجماعة التي انقطعت أذرعها في مصر، وبين النظام المصري المتمسك بعدم المصالحة مع من يقتلون أبناء الوطن.


كان ترحيب الإخوان الواضح بالرئيس الأمريكي الجديد، وسيلة للتنظيم للاقتراب من إدارة بايدن، وتوطيد علاقات بدأ بناؤها منذ بداية الحملة الانتخابية له، ليس فقط حبًا في بايدن وسياسته لكن رهانًا على رؤية مختلفة عن رؤية سلفه ترامب، حتى أن الجمعيات الإسلامية المقربة من الإخوان ساعدت في دفع أعضاء الجالية الإسلامية للتصويت لصالح بايدن.


وبعد فوز «بايدن» بالانتخابات الرئاسية، هنأت الجماعة نفسها أولًا بالحصول على «ملامح فرصة» ليس فقط لأتباعها في الخارج، لكن أيضًا لإعادة إحياء مشروعها في المنطقة العربية.


 إبراهيم منير
إبراهيم منير

هل حصل الإخوان على دعم بايدن؟


في يناير 2021، قالت الجماعة في بيان للقائم بأعمال مرشدها العام إبراهيم منير، بعد فوز جو بايدن بالرئاسة في الولايات المتحدة: «حان الوقت لمراجعة سياسات دعم الديكتاتوريات والجرائم والانتهاكات التي ترتكبها الأنظمة الاستبدادية حول العالم».


بينما يشير باحثون إلى أن رهان جماعة الإخوان على دعم بايدن، لا يمكن توقعه بعيدًا عن طبيعة العلاقة بين الحكومة الأمريكية في عهده، والنظام في مصر، خاصة في وقت تتمسك القاهرة بأن عنف الجماعة عمل إرهابي واستمرار ملاحقة المتورطين فيه.


وبينما كان الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب داعمًا قويًا لنظام الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي ولم يعترض على تصنيف جماعة الإخوان «إرهابية»، فإنه لا يمكن توقع أن يغرد «بايدن» بعيدًا جدًا عن نفس المنطقة.


 الدكتور طارق فهمي،
الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلاقات السياسية بجامعة القاهرة

الادماج مستبعد تمامًا


يقول الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلاقات السياسية بجامعة القاهرة، في تصريحات خاصة لـ«المرجع» إن الإدارة الأمريكية لا تتعامل مع ملف جماعة الإخوان باعتباره «ملف محوري وعاجل»، ومازالت تدرس كيفية التعامل مع ملف جماعات الإسلام السياسي ومنها الإخوان.


ويرى «فهمي»، أنه من المستبعد أن تحصل الجماعة على أي دعم أمريكي في محاولاتها العودة إلى صدارة المشهد السياسي في مصر، ويمكن أن تتركز التأكيدات الأمريكية على الوضع في مصر على تحسين أحوال حقوق الإنسان، والدعوة لعمل حزبي بشكل أوسع، لكن لا يمكن أن يشتمل ذلك إعادة إدماج الإخوان في المجتمع أو السلطة.


«الإدارة الأمريكية لم تصرح أو تلمح بموقف جديد من جماعات الإسلام السياسي في المنطقة، فالإخوان موجودون في تونس والمغرب في مناصب قيادية مواقع سلطة، وموجودون في مصر ويسعون للظهور، وأعتقد أن إدارة بايدن تتعامل بمنطق الواقعية في المنطقة، وتدرك موقع الدول الحليفة لها ومنها مصر»، بحسب فهمي.


وعلى مدى سنوات، ومنذ المشروع الداعم للإسلام السياسي في الشرق الأوسط الذي تبناه الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما، وما تبع الرهان على جماعة الإخوان بالأساس وقت ما عرف «الربيع العربي»، دفع الحكومة الأمريكية لإعادة التفكير، وهو ما يشير إليه خبراء بأن التحول في موقف «ترامب» لم يكن وجهة نظر شخصية منه بل تحول في توجه السياسة الخارجية لبلاده.


ويعيد هذا التحليل، إلقاء الضوء على حلقات من النقاش أجرتها اللجنة الفرعية للأمن القومي، التابعة للكونجرس، في 2019، تحت عنوان: «التهديد العالمي لجماعة الإخوان المسلمين»، تضمن تحليل بدايات نشأة الجماعة، والملابسات السياسية التي رافقت ظهورها، والأدوار السياسية والميدانية التي اضطلعت بها، خلال العقود الثمانية الماضية، إضافة إلى ارتباطاتها التنظيمية الخارجية، بهدف تحديد جملة المخاطر التي مثلها التنظيم على المصالح الأمريكية، بصورة مباشرة، من ناحية، وتهديداته لباقي دول العامل، من ناحية أخرى.


رهانات ما بعد يونيو

الإخوان مرجعية الإرهاب الدولي


 وبحسب معهد «هادسون» الأمريكي، المعني بقضايا الأمن القومي والسياسة الخارجية للولايات المتحدة، فإن جماعة الإخوان تعد بمثابة المرجعية الأولى لباقي التنظيمات المماثلة، وذلك على اختلاف مسمياتها وطبيعة نشاطها؛ إذ ساهمت من خلال أدبياتها وأفكارها، وحجم وجودها في العديد من الدول العربية، بظهور العديد من التنظيمات الإرهابية، من بينها تنظيم القاعدة، لذا طالب الباحثون في جلسات الاستماع بالكونجرس الاستجابة لتصنيف الإخوان «منظمة إرهابية»، واتخاذ كل الإجراءات القانونية والتشريعية ضدها.


وأدانت جلسات الاستماع بالكونجرس، دور إدارة باراك أوباما في الانفتاح على جماعة الإخوان، وذلك على ضوء النتائج التي جرت في مصر، في الفترة بين عامي 2011 و 2013؛ إذ تعددت اللقاءات بالمسؤولين الأمريكيين وأعضاء جماعة الإخوان، خلال تلك الفترة، وحضر قيادات الجماعة إلى البيت الأبيض، في أبريل العام 2012، لمقابلة عدد من المسؤولين، ومناقشة الأوضاع السياسية والإقليمية، وقد كان مهندس تلك اللقاءات، الدبلوماسي الأمريكي وليام بنز، والذي تولى منصب نائب وزير الخارجية الأمريكي، بعد أن غادر القاهرة في أغسطس العام 2013، عقب سقوط الجماعة من الحكم، وفشل جهود الوساطة لحل الأزمة السياسية، والذي كان أحد المشاركين فيها.

"