شعبيًّا وسياسيًّا.. كندا تكافح اليمين المتطرف بعد عودة حوادث الكراهية

عادت الحوادث المتطرفة مجددًا إلى الساحة الكندية بعد مقتل 4 أشخاص من عائلة مسلمة في مدينة لندن بمقاطعة أونتاريو في جنوب البلاد، ومن جانبه شارك رئيس وزراء كندا جاستن ترودو في الوقفة الاحتجاجية التي نظمها المعزون في 9 يونيو 2021 على خلفية الواقعة.

وفي كلمة للمعزين، قال رئيس الوزراء الكندي إن الحكومة حريصة على اتخاذ إجراءات رادعة لمنع تكرار هذه الحوادث، واصفًا الواقعة بالمؤسفة، وشارك زعماء المعارضة وبعض السياسيين في الوقفة المقامة عند مسجد لندن للتعبير عن استنكارهم للحادثة، وإلى جانب ذلك نظم الغاضبون وقفات احتجاجية أخرى في مدن فانكوفر وتورنتو وجميع مقاطعات البلاد.

الإرهاب في كندا.. حوادث دهس تضرب المسلمين

لقي أربعة أشخاص من عائلة مسلمة حتفهم، وأصيب واحد من نفس العائلة نتيجة دهسهم بشاحنة صغيرة في 6 يونيو 2021، وأعلنت الشرطة أن الشخص الذي دهسهم استهدفهم لأسباب دينية، وأن الضحايا هم سيدتان تبلغان من العمر  74 و44 عامًا وفتاة يبلغ عمرها 15 عامًا فقدوا حياتهن، بينما أصيب طفل يبلغ عمره 9 أعوام.

وأعلنت السلطات الكندية أن المتهم بدهس العائلة المسلمة يدعى لناثانيال فيلتمان ويبلغ من العمر 20 عامًا، وقد ألقت الشرطة القبض عليه بالقرب من مسجد لندن الذي شهد الوقفة الاحتجاجية التي حضرها جاستن ترودو، وأضافت السلطات بأن المشتبه به ليست له علاقة واضحة بجماعات الكراهية المعروفة.

بين الإرهاب والكراهية.. تعريفات العنف المختلفة

أعلن رئيس وزراء كندا أن واقعة الدهس تعد عملية إرهابية دافعها الكراهية، وبالتالي سحب ترودو التوصيفات الأخرى التي أطُلقت عليها كجريمة كراهية وهو الوصف الذي يُتهم أساسًا بالعنصرية لتصنيفه الجرائم وفقًا لدين المنفذ وأسبابه.

يعد إطلاق توصيف الإرهاب بدلا من جريمة الكراهية تطورًا نحو معالجة موحدة للتطرف المرتكز على أيديولوجيات دينية أو عرقية أو سياسية ما يسهل من التعامل الدولي مع الأزمة، وفي هذا الإطار يذكر الباحث في الجامعة الجزائرية مولود معمري، نسيب نجيب في كتابه «التعاون القانوني والقضائي الدولي في ملاحقة مرتكبي جرائم الإرهاب» أن تدني المعالجة الدولية لقضايا الإرهاب ترتبط بالتعريفات غير المحددة لهذه الأعمال الإجرامية، لافتًا إلى أن الإرهاب لا يرتبط قسرًا بدين محدد أو عرقية ولكنه سلوك مشين لابد من تأطيره للمعالجة الواضحة.

كندا تجتهد لمواجهة اليمين المتطرف

يمثل التصنيف الذي أطلقه ترودو على الواقعة مقدمة جيدة للمواجهة الكندية الحريصة على معالجة جذور اليمين المتطرف، إذ أظهرت الحكومة استنكارها للواقعة على المستوى الشعبي والسياسي ومن ثم القانوني.

أن اهتمام كندا بمكافحة الإرهاب فيما يخص اليمين المتطرف اتضحت في السابق منذ |إعلان الحكومة لجماعة براود بوزيز كجماعة إرهابية، ففي فبراير 2021 أعلنت الحكومة تصنيف (Proud boys) كتنظيم إرهابي، وهي جماعة تنتمي لليمين المتطرف، وقد انتشرت أخبارها خلال الآونة الأخيرة لارتباطها باقتحام الكونجرس الأمريكي.

وتورطت براود بويز في اقتحام مقر الكابيتول هيل في 3 يناير 2021 على خلفية الاعتراض على نتيجة الانتخابات الرئاسية الأمريكية التي انتهت بفوز جو بايدن مرشح الحزب الديمقراطي بدلا من الرئيس السابق دونالد ترامب، كما تورطت الجماعة في أحداث شغب إبان المظاهرات التي نظمتها حملة حياة السود مهمة لمقتل جورج فلويد.

وعلى إثر ذلك تخوفت الحكومة الكندية من انتشار عدوى هذه الجماعة على أرضها ومن ثم أعلنتها إرهابية وذلك لرصد نشاط بين جماعات اليمين المتطرف في المنطقة الغربية على شبكات التواصل الاجتماعي.

المزيد.. الميليشيات اليمينية المسلحة.. خطر محدق بالقارة العجوز