ممارسات مقلقة.. «طالبان» تصعد وتيرة العنف تزامنًا مع قرب الانسحاب الأمريكي
بدأت حركة طالبان الافغانية، انتهاج ممارسات مقلقة في توقيت تسعى فيه البلاد للانسحاب الأمريكي، ما يشير إلى تصاعد وتيرة العنف من قبل الحركة.
وفي تحرك مفاجئ، استولت «طالبان» على ثاني أكبر سد في أفغانستان
بعد أشهر من القتال العنيف في معقلها السابق بولاية قندهار، وهو سد دحلة، الذي يوفر
مياه الري للمزارعين عبر شبكة قنوات وكذلك مياه الشرب لعاصمة الولاية.
وقال المتحدث باسم الحركة قاري يوسف: «استولينا على سد (دحلة) في ارغنداب».
وتأتي سيطرة «طالبان» على السد بعد معارك شهدتها ولاية هلمند المجاورة هذا الأسبوع عقب أيام فقط من بدء الجيش الأمريكي رسميًّا سحب قواته المتبقية في البلاد.
وذكر رئيس دائرة المياه في «قندهار» توريالاي محبوبي؛ أن «طالبان»
حذرت موظفي سد «دحلة» مؤخرًا من التوجه إلى أعمالهم.
ما نعرفه عن السد
قبل نحو 70 عامًا، بنت الولايات المتحدة سد «دحلة» لتوفير مياه
الري لأراضي نحو 7 مقاطعات في قندهار. وعام 2019 وافق بنك التنمية الآسيوي على تقديم
هبة بقيمة 350 مليون دولار إلى أفغانستان لاستخدامها جزئيًّا في مشاريع توسيع للسد.
وشهدت المنطقة المحيطة معارك عنيفة في الأشهر الستة الماضية،
لكن مسؤولين أمنيين أعلنوا في أبريل الماضي تطهير المنطقة، وأشاروا حينها إلى
أن «طالبان» عمدت قبل انسحابها إلى زرع ألغام في أنحاء المنطقة، بما في ذلك بين مجمعات
سكنية.
وتوفر الطائرات الحربية الأمريكية الدعم الجوي للقوات الأفغانية
رغم بدء انسحابها، وكان من المقرر أن تكون الولايات المتحدة قد انتهت من سحب جميع القوات
في 1 مايو الحالي بموجب اتفاقها مع «طالبان» العام الماضي، لكنها أرجأت هذه الخطوة
حتى 11 سبتمبر المقبل، ما أثار غضب المتمردين.
ماذا تريد طالبان؟
رفضت حركة طالبان المشاركة في مؤتمر إسطنبول حول التسوية السلمية
في أفغانستان، الذي كان من المقرر عقده بين 24 أبريل و4 مايو 2021، وهو قرار يعطل جهود
التفاوض بشأن اتفاق السلام الشامل في المنطقة، خاصة في وقت تستعد القوات الأمريكية
للانسحاب من الأراضي الأفغانية.
وكان الرئيس الأمريكي جو بايدن، أعلن إتمام انسحاب القوات
الأمريكية من أفغانستان بحلول 11 سبتمبر المقبل.
ويضع محللون سيناريوهات متباينة لتعامل طالبان مع اتفاق السلم
الشامل – إما أن يستمر رفض الحركة المفاوضات، أو أن تقبل بالتفاوض لكن تساوم على
السلطة في أفغانستان، أما السيناريو الأسوأ فهو أن تقبل الحركة باتفاق يبقي الحكومة
الحالية في السلطة، وتغادر القوات البلاد، ثم تعاود الحركة تمردها مرة أخرى بعد أعوام
قليلة.
السيناريو الأكثر تشاؤمًا، وصفه الدكتور مارك كاتز الأستاذ
بكلية شار للسياسة والحكم التابعة لجامعة جورج ماسون الأمريكية في تقرير نشرته مجلة
ناشونال انتريست الأمريكية، بأن «الاحتمالية الأكثر حدوثًا».
ويبدو أن هذه المخاوف أكثر منطقية، مع سيطرة مقاتلي
حركة طالبان الأفغانية على حي «باركا» في إقليم بغلان شمال أفغانستان بعد
قتال دام ساعات ما أجبر القوات الحكومية على التراجع إلى عاصمة الإقليم.
كما أعلن مسؤولون أفغان أن طائرات حربية أمريكية دعمت القوات
الأفغانية في صد هجوم كبير لحركة طالبان في جنوب البلاد توازيًا مع استمرار انسحاب القوات
الأمريكية.
وأعلنت الحكومة الأفغانية أنها سجلت أكثر من مائة هجوم لحركة
طالبان على قوات الأمن ومنشآت حكومية أخرى في 26 من أقاليم البلاد البالغ عددها
34 خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية.
وسقطت المنطقة بيد حركة طالبان بعد يوم من تصدي القوات الأفغانية
لهجوم كبير على إقليم هلمند الجنوبي.





