يصدر عن مركز سيمو - باريس
ad a b
ad ad ad

الأزهر: «شم النسيم» حلال

الأحد 08/أبريل/2018 - 05:43 م
المرجع
حور سامح
طباعة
أعياد الربيع أو شم النسيم، عادة فرعونية يحتفل بها المصريون كل عام؛ كما جرت العادة، وأصبحت تتزامن مع أعياد المسيحيين، وفي مثل هذه الأيام سنويًّا تبرز على الساحة أزمة الاحتفال بشم النسيم أهو حلال؟ أم حرام؟ 
حرام بهذه الفتوى:
يستند عدد من علماء الدين الذين يحرمون الاحتفال بشم النسيم، إلى فتوى الشيخ عطية صقر (1914- 2006)، أحد كبار علماء الأزهر الشريف، كما شغل منصب رئيس لجنة الإفتاء بالأزهر)، وهي واحدة من كتاب فتاوى دار الإفتاء المصرية حملت رقم (31110) بتقديم الشيخ جاد الحق (رحمه الله، شيخ الازهر سابقًا) وبقلم الشيخ عطية صقر رحمه الله. 
يقول صقر في فتواه: «إن التمتع بمباهج الحياة من أكل وشرب أمر مباح، مادام في الإطار المشروع، الذي لا ترتكب فيه معصية، لكن هل التمتع بالطيبات يرتبط بيوم معين؟ أو موسم خاص لا يجوز في غيره؟ وهل لا يتحقق إلَّا بنوع معين من المأكولات والمشروبات؟ أو بظواهر خاصة».
والنبي (صلى الله عليه وسلم) نهانا عن التقليد الذي من هذا النوع، فقال: «لتتبعن سنن من كان قبلكم شبرًا بشبر وذراعًا بذراع؛ حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه». رواه البخاري ومسلم.
يتابع: «فلماذا نحرص على «شم النسيم» في هذا اليوم بعينه والنسيم موجود في كل يوم؟ إنه لا يعدو أن يكون يومًا عاديًّا من أيام الله، حكمه كحكم سائرها، بل إن فيه شائبة تحمل على اليقظة والتبصر والحذر، وهي ارتباطه بعقائد لا يقرها الدين، حيث كان الزعم أن المسيح قام من قبره وشم نسيم الحياة بعد الموت». 
ولماذا نحرص على طعام بعينه في هذا اليوم، وقد رأينا ارتباطه بخرافات أو عقائد غير صحيحة، مع أن الحلال كثير، وهو موجود في كل وقت، وقد يكون في هذا اليوم أردأ منه في غيره أو أغلى ثمنا؟
.. وحلال عند هؤلاء:
على النقيض كانت فتاوى شيوخ الأزهر الكبار في جانب الحِل، إذ قال الدكتور علي جمعة (شيخ أزهرى؛ شغل منصب مفتى الديار المصرية 2003- 2013): «إن الإسلام لا يعرف سوى عيدين هما: عيد الفطر وعيد الأضحي؛ لكن المشاركة في يوم شم النسيم، والخروج للحدائق العامة والمتنزهات وشم الزهور والورود التي تتفتح، هو أمر مباح، مشيرًا إلى أن هذا الاحتفال بهذه الأعياد تأتي من باب العادة، ويجوز المشاركة فيها بشرط الالتزام بالضوابط والآداب العامة، كما استنكر الدكتور علي جمعة الفتاوى التي تُحرِّم أكل الرنجة، مؤكدًا أنَّ أكلها حلال». 
أفتى الشيخ إسماعيل الدفتار (عضو هيئة كبار العلماء) -في فيديو مسجل له على قناة الأزهر على «اليوتيوب»- أن الاحتقالات بيوم شم النسيم مباحة، خصوصًا أنها أعياد لقدوم الربيع ولتغير الفصول، وظهور الأزهار، وحدوث تغيير يدعو للبهجة والفرح. 
وأكد الدفتار «أنه لا يجب التشدد في الفتاوى، والتشديد على المسلمين في الاحتفال، ويجب ألَّا نُحرِّم ما أحله الله». 
وبخصوص أنه لا يجب التشبُّه بأهل الأديان الأخرى -فيما يخص الشعائر، وبما يتنافى مع ديننا- لكن الاحتفال والفرح بعيد الربيع حلال ولا شبهة فيه. 
ويرى «الدفتار» أنه يجب ألَّا نُشدِّد في الدين، ولا نجعل من هذا الموضوع موضع جدل وخلاف بيننا، تجعل العديد من المسلمين يخافون من الاحتفال بهذا اليوم. 
وقال الشيخ عيد عبدالحميد، أحد كبار شيوخ الأزهر، في إحدى الحلقات المُسجَّلة له: «إن الاحتفال بشم النسيم مباح، ولا يقع تحت طائلة الحرمانية أو ما يُغضب الله؛ لأنه يُعَدُّ يومًا يحتفل فيه الناس بقدوم موسم جديد، وهو الربيع، ويوم يتجمع فيه الناس؛ ليفرحوا بقدوم الربيع». 
وأضاف عيد «أنه إذا كان عيدًا لأهل الكتاب، ويحتفلون به كيوم للقيام بشعائرهم الدينية؛ فالمسلمون يتخذونه كيوم ربيعي ينتظم به الجو، ويفرح به الناس، بالخروج للمتنزهات وأكل الأسماك المملحة». 
ويؤكد عيد «أنه يجوز لنا مشاركة المسيحيين في أفراحهم وحتى أتراحهم، ولا تجب الزيادة من حدة الشقاق والخلاف بين المسلمين والأديان الأخرى، والناس يتجمعون في هذا اليوم؛ لإحياء مشاعر الحب والمودة والإخاء». 
"