اليمين المتطرف يوظف مواقع التواصل للترويج لأنشطته الاقتصادية
الخميس 06/مايو/2021 - 11:37 ص
نهلة عبدالمنعم
يبرز المال كأحد أهم المحركات في استمرارية نشاط الجماعات المتطرفة، وبالتالي تحاول تيارات اليمين المتطرف خلق مصادر تمويل بعيدة عن أعين السلطات عبر توظيف المدخلات القانونية لجلب المزيد من الأموال دون مساءلة.
تجتهد الجماعات المتطرفة بشكل عام لتطويع سبل جمع الأموال لتغطية نفقاتها وتقليل فرص تعرضها للملاحقة القانونية، إذ تطالب جماعات اليمين عناصرها بشراء ملابس وإكسسوارات تخص أيديولوجيتهم ورموزهم عبر متاجر محددة تابعة لهم.
اليمين المتطرف واقتصاد الرموز
تعمد الحركات الإرهابية إلى استخدام شعارات ورموز تحدد هويتهم وانتماءاتهم، ويتخذها اليمين المتطرف مصدرًا للتمويل كارتداء ملابس مشابهة في الفعاليات التي ينظمونها من مظاهرات وغيرها، على أن تكون الأدوات المستخدمة مُباعة فقط عن طريق أعضاء الجماعة لضمان مصادر دخل إلى جانب الاشتراكات والتبرعات التي يؤديها الأتباع لاستمرار الأنشطة.
ويشير موقع (SITE INTELLIGENCE GROUP) المتخصص في رصد أنشطة الحركات الإرهابية حول العالم في أبريل 2021 إلى دعوة يوجهها اليمين لعناصره بتركيز الشراء على المتاجر التابعة لهم لدعم الاقتصاد الداخلي، وتعزيز القدرة على الدعوة لضم عناصر جدد للفكر ذاته.
وتقول مؤسسة «صوفان جروب» في إحدى أوراقها البحثية الصادرة في سبتمبر 2019 إن التيار يعتمد على بيع القمصان والملابس عبر مواقع الإنترنت لتأمين دخل خاص.
مواقع التواصل الاجتماعي وتغذية التمويلات المشبوهة
أضافت مؤسسة «صوفان جروب» بأن مواقع التواصل الاجتماعي توفر آلية مهمة لجمع الأموال لليمين المتطرف، إذ تنظم العناصر فعاليات فيما بينها للمتاجرة والشراء من أجل المجموعة، فضلًا عن التبرعات التي تعد من أهم مصادر الدخل التي يسهل الإنترنت جمعها.
وتعتمد التيارات على تسويق أفكار المؤامرات المحاكاة ضد عرقهم من أجل حث الأتباع على التبرع لحماية الفكر الخاص بهم والذي يدفع للتخلص من جميع المختلفين معهم سواء دينيًّا أو طائفيًّا أو عرقيًّا.
وتلعب مواقع التواصل الاجتماعي دورًا مهمًا في زيادة أعداد المنضمين لهذا التيار الفكري المتطرف وذلك عبر مجموعات دردشة تضم الكثير من المتطرفين الذين يبثون أفكارًا حول كراهية الآخرين يجتذبون بها مضطربي الهوية.
وحول هذا المتغير أصدر مرصد الأزهر تحليلًا في 26 أبريل 2021، جاء فيه أن أيديولوجية اليمين المتطرف المستندة على كراهية الأجانب وتفضيل العرق الأبيض والعنصرية ضد المسلمين، وجدت طريقًا سهلًا للترويج بين صفوف الشباب عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
وأشار مرصد الأزهر إلى الدور الذي لعبته وسائل التواصل الاجتماعي في حشد اليمين المتطرف لتنفيذ أحداث الشغب التي وقعت أثناء اقتحام الكونجرس الأمريكي (كابيتول هيل) في 6 يناير 2021 إبان الاعتراض على نتائج الانتخابات الرئاسية بالبلاد، إلى جانب دورها في الاعتداء الإرهابي المنفذ ضد مسجدين في مدينة كرايسترش في نيوزيلندا في 15 مارس 2019 والذي أدى إلى مقتل 51 شخصًا من المصلين بالمسجد.
وتجتهد شركات المعلومات لتقويض الخطاب المتطرف على الشبكة العنكبوتية، ففي أغسطس 2020 أغلق موقع التواصل «فيس بوك» نحو 10 آلاف حساب لجماعات اليمين المتطرف لتحريضها على العنف والكراهية، ومن جهتها توقف شركة اليوتيوب حسابات لمتطرفين يمينين من آن لآخر إلتزامًا بحظر انتشار المضامين العنيفة.





