إيران.. ضجة بسبب تسريب صوتي لوزير الخارجية
الأربعاء 28/أبريل/2021 - 10:50 ص
إسلام محمد
أثار نشر تسريب صوتي لوزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، ضجة كبيرة في إيران، إذ احتوى التسجيل على انتقادات للجناح المتشدد، وشرح كيفية تدخله في عمل وزارة الخارجية، وأقر أن بلاده بددت الكثير من المال بعد توقيع الاتفاق النووي على العمليات العسكرية.
واتضح أن التسجيل عبارة عن مقابلة تلفزيونية، استغرقت ساعات، كان من المقرر أن تبث بعد انتهاء ولاية الحكومة الإيرانية الحالية، إذ ستجرى الانتخابات الرئاسية في يونيو المقبل، لكن جزءًا منه تسرب قبل موعده.
وأشار وزير الخارجية الإيراني في المقابلة التي أجراها مع سعيد ليلاز، خبير اقتصادي مؤيد لحكومة حسن روحاني، في مارس الماضي، إلى أن إيران خسرت كثيرًا فيما يتعلق بالاتفاق النووي جراء تدخلاتها العسكرية بالأزمة السورية، وأن التدخلات العسكرية تتحكم في الدبلوماسية بالبلاد، وليس العكس.
وكشف أن قاسم سليماني القائد السابق لفيلق القدس، الذراع العسكري الخارجي للحرس الثوري، كان يمارس ضغوطًا على وزارة الخارجية، وضحى بالدبلوماسية من أجل العمليات العسكرية، وأن المتشددين حاولوا عرقلة إبرام الاتفاق النووي عام 2015 عبر عدة خطوات بدأت بسفر سليماني إلى موسكو دون تنسيق مع الخارجية، وشن هجوم على السفارة السعودية في طهران.
وأوضح أن سليماني كان يفرض عليه شروطًا مسبقة عند الجلوس إلى طاولة مفاوضات تخص سوريا، وكان يصر على استخدام طائرات مدنية عند السفر إلى دمشق التي شهدت اشتباكات حربية في السنوات الماضية، وقد طلب ظريف خلال اللقاء تجاهل نشر هذا الجزء منه، مبينًا أنه تلقى تحذيرًا من وزير الخارجية الأمريكي الأسبق جون كيري عام 2016، بسبب زيادة الرحلات الجوية المدنية الإيرانية إلى سوريا بنحو 6 أضعاف.
وأضاف أن هذا تم بسبب ضغوط ونفوذ سليماني لدعم العمليات العسكرية: «كلما كنت أذهب للتفاوض كان قاسم سليماني يقول لي خذ هذه النقطة بعين الاعتبار، التفاوض لإنجاح ساحة المعركة باعتبارها هي الأولوية».
واعتبر أن روسيا تعارض حدوث تقارب بين طهران والغرب، باعتبار أن هذه الخطوة ستضر مصالحها، وأنه لم يحدث تغيير في سلوك الإدارة الأمريكية الجديدة تجاه إيران منذ تولي جو بايدن السلطة بالولايات المتحدة، مطلع العام الجاري.
وأبرزت الصحافة المحلية في إيران تصريحات ظريف المسربة، والتي لاقت تفاعلًا كبيرًا؛ لاسيما فيما يتعلق بتبديد الأموال في المغامرات الخارجية، بينما يرزح الملايين تحت خط الفقر في إيران.
جدير بالذكر أن طهران نشرت في سوريا ميليشيات محلية وأجنبية تابعة لها يزيد عددها على 50 فصيلًا ويتجاوز عدد مسلحيها 60 ألفًا يعملون تحت قادة خبراء عسكريين إيرانيين على تنفيذ استراتيجية طهران.
وكان أول من شارك في الأزمة السورية من تلك الميليشيات: «فيلق القدس» بقيادة قاسم سليماني، التابع لحرس الثورة الإيراني، و«حزب الله» اللبناني، وتبع ذلك تشكيل ميليشيات مسلحة من دول مختلفة كميليشيا فاطميون الأفغاني وزينبيون الباكستاني وأبوالفضل العباس العراقي، وغيرها من التنظيمات المتطرفة التي اتهمت بارتكاب مجازر طائفية في سوريا وانتهاكات لحقوق الإنسان؛ لاسيما في مناطق الشرق والجنوب.





