قريبًا.. انسحاب آخر جندي أمريكي من العراق باتفاق مشترك

باتفاق مشترك بين الجانبين العراقي والأمريكي، أعلنت واشنطن سحب قواتها القتالية ورحيل القواعد العسكرية الأمريكية من العراق، وانتقال مهام القوات الأمريكية وقوات التحالف إلى التركيز على المهام التدريبية والاستشارية ومساعدة قوى الأمن الداخلي، لضمان عدم تهديد «داعش» مرة أخرى استقرار العراق، وتأجيل موعد خروج القوات القتالية لاجتماع آخر دون تحديد موعده، إضافة إلى التركيز على خمس قضايا مهمة أبرزها التعاون الأمني ومكافحة الإرهاب وعودة الاستثمار.

سحب القوات
انطلقت الأربعاء 7 أبريل 2021، الجولة الثالثة من الحوار الإستراتيجي العراقي الأمريكي عبر تقنية الاتصال المرئي، حيث افتتح الجلسة وزيرا الخارجية العراقي «فؤاد حسين» والأمريكي «أنتوني بلينكن».
وصرح وزير الخارجية العراقي خلال الجلسة بأن الاجتماع يأتي تأكيدًا على علاقة الشراكة بين العراق والولايات المتحدة، وأن حكومة بغداد كرّست لمبادئ الدستور وماضية لإرساء دعائم الديمقراطية، داعيًا الولايات المتحدة إلى تعزيِز الشراكة مع بغداد من خلال المذكرات والاتفاقات الموقعة بين البلدين.
وتناولت الولايات المتحدة والعراق الأربعاء 7 أبريل، مسألة إعادة انتشار أي قوات قتالية أمريكية متبقية في العراق، إذ وافقت واشنطن على سحب قواتها المتبقية.
وقال البيان المشترك في ختام جلسة الحوار بين واشنطن وبغداد: إن القوات الأمريكية موجودة في العراق بدعوة من الحكومة العراقية لدعم قوات الأمن العراقية في قتالها ضد تنظيم داعش الإرهابي، بناءً على القدرة المتزايدة لقوى الأمن الداخلي.
وجاء في البيان المشترك الصادر في ختام جلسة الحوار، أن البلدين أكدا أن القوات الأمريكية موجودة في العراق بدعوة من الحكومة العراقية لدعم قوات الأمن العراقية في قتالها ضد تنظيم داعش الإرهابي، بناءً على القدرة المتزايدة لقوى الأمن الداخلي.
وأكد الطرفان أن مهمة القوات الأمريكية وقوات التحالف قد انتقلت الآن إلى مهمة تركز على المهام التدريبية والاستشارية، مما يسمح بإعادة انتشار أي قوات قتالية متبقية من العراق، مع توقيت في المحادثات التقنية المقبلة.
وتابع البيان، يعكس انتقال القوات الأمريكية والقوات الدولية الأخرى من العمليات القتالية إلى تدريب وتجهيز ومساعدة قوى الأمن الداخلي نجاح شراكتهم الاستراتيجية، ويضمن دعم جهود قوى الأمن الداخلي المستمرة، لضمان عدم تهديد «داعش» مرة أخرى استقرار العراق.
فيما قال مستشار الأمن القومي العراقي، في مؤتمر صحفي مع وزير الخارجية فؤاد حسين، عقب جلسة الحوار الاستراتيجي الثالثة بين البلدين، إن بغداد وواشنطن اتفقتا على إدارة العراق للحرب ضد «داعش»، وعلى ألا تكون هناك قواعد عسكرية أمريكية أو أجنبية في العراق، مؤكدًا أن الجانب الأمريكي تعهد بسحب عدد مهم من قواته من العراق، وأن على الجانب العراقي حماية الكوادر الأجنبية.
وعلى الرغم من التأكيدات العراقية والأمريكية مسبقًا بمغادرة قوات الأخيرة التي يزيد عددها على 2500 جندي، لم يصل الطرفان خلال الحوار الاستراتيجي الثالث إلى موعد محدد لمغادرة القوات الأمريكية من العراق، فإنهما أرجآ الموعد لاجتماع آخر في المستقبل، وركّزا على القضايا الأخرى التي تمحورت حول 5 ملفات، «قضايا الصحة، وعودة الاستثمار، والتعاون الأمني ومكافحة الإرهاب، والتعاون في مجالي الطاقة والمناخ»، وأخيرًا قضايا التعليم والثقافة.

تدريب وتجهيز
وعن دعم القوات العراقية، أكد البيان الصادر عن الخارجية الأمريكية، أن مهمة القوات الأمريكية وقوات التحالف قد انتقلت الآن إلى التدريب والاستشارات العسكرية، وهذا سيسمح بإعادة انتشار أي قوات قتالية متبقية من العراق، مع تحديد التوقيت في المحادثات التقنية المقبلة بانتقال القوات الأمريكية والقوات الدولية الأخرى من العمليات القتالية إلى تدريب وتجهيز ومساعدة قوى الأمن الداخلي، وهذا يعكس نجاح الشراكة الاستراتيجية، ويضمن دعم جهود قوى الأمن الداخلي، والمستمرة لضمان عدم تمكن التنظيم الإرهابي من تهديد استقرار العراق مجددًا.
وأكدت الحكومة العراقية من جديد التزامها بحماية أفراد التحالف الدولي وقوافله ومنشآته الدبلوماسية، مع التشديد على أن القواعد التي يوجد فيها أفراد القوات الأمريكية والتحالف، هي قواعد عراقية، ووجودهم هو فقط لدعم جهود العراق في محاربة «داعش»، حيث يعتزم البلدان مواصلة المحادثات من خلال اللجنة العسكرية المشتركة، لضمان توافق أنشطة التحالف الدولي مع احتياجات قوى الأمن الداخلي ودعمها بشكل مناسب، بما في ذلك قوات البشمركة.

قضايا شائكة
وفيما يتعلق بالملفات والقضايا الأخرى التي تطرق إليها الطرفان، أكدا من جديد نيتهما مواصلة التنسيق والتعاون الأمني الثنائي في ملف الأمن ومكافحة الإرهاب، وتأكيد وجود القوات الأمريكية في العراق بدعوة من الحكومة العراقية، وذلك لدعم قوات الأمن العراقية في قتالها ضد تنظيم «داعش» الإرهابي.
وعن مجال الصحة والتجارة، أعادت الولايات المتحدة والعراق تأكيد شراكتهما الاقتصادية القوية، وذلك لمواجهة الآثار التي ترتبت على جائحة «كورونا»، وأثنت الولايات المتحدة على العراق لخطواته الأخيرة نحو الانضمام إلى اتفاقية نيويورك للتحكيم، وإدخال نظام التأشيرات عند الوصول لتعزيز التجارة الدولية والاستثمار الأجنبي، وزيادة التعاون لمكافحة جائحة فيروس «كورونا» المستجد (كوفيد 19).
وأعربت الولايات المتحدة عن دعمها لجهود العراق لإصلاح قطاع الطاقة في مجالي الطاقة والمناخ، بحيث يحصل مواطنوه على كهرباء أرخص وأكثر موثوقية، ونقص أقل في الطاقة، مؤكدة دعمها للعراق في تنويع مصادر طاقته، من خلال بناء علاقات أوثق مع جيرانه في الأردن وفي دول مجلس التعاون الخليجي، من خلال المضي قدمًا في مشروعات ربط الشبكة الكهربائية.
كما أشار الوفدان العراقي والأمريكي خلال المحادثات الاستراتيجية، إلى نيتهما المشتركة لمعالجة حالة الطوارئ المناخية، والعمل معًا لتعزيز الطاقة النظيفة ومكافحة تغير المناخ، بما في ذلك مع القطاع الخاص في الولايات المتحدة، من خلال تنفيذ المشروعات التي تعزز تنمية الطاقة النظيفة، وتحسين توليد الكهرباء من خلال الطاقة الشمسية وكفاءة الطاقة.
وأعادت الولايات المتحدة تأكيد احترامها سيادة العراق وسلامة أراضيه وحرية التعبير التي يكفلها الدستور العراقي، وناقش الوفدان أفضل السبل لحماية المتظاهرين السلميين، ونشطاء المجتمع المدني ومتابعة المساءلة القضائية، حيث رحّب العراق بدعم الولايات المتحدة للانتخابات البرلمانية من خلال تمويل بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق. وأكدت الولايات المتحدة مجددًا عزمها المستمر على دعم العراق في تقديم حلول دائمة للنازحين داخليًّا تكون طوعية وآمنة وكريمة، وتحقيق مزيد من التقدم في مجال التعاون القضائي، واسترداد الأموال المسروقة، ومكافحة الفساد وملاحقة مرتكبيه.
ولم يقتصر الأمر عند هذا الحد، بل تطرق الطرفان إلى المناقشة في مجالي التعليم والثقافة، ودعم الولايات المتحدة لجهود العراق لتعزيز التعليم العالي، وذلك بالتعاون مع الجامعات الأمريكية من خلال برنامج «فولبرايت»، ومبادرة الشراكة للتعليم العالي للسفارة الأمريكية، والدعم الأمريكي الموسع لمبادرة الجامعات المحررة.
للمزيد: باستراتيجية جديدة.. «داعش» يحاول العودة في العراق بالهجمات الليلية