ad a b
ad ad ad

بعد الانسحاب الأمريكي من سوريا.. أوروبا تدين ترامب خوفًا من عودة «داعش»

الخميس 20/ديسمبر/2018 - 09:53 م
المرجع
شيماء حفظي
طباعة

فتح قرارُ الرئيسِ الأمريكي دونالد ترامب، المفاجئ، بسحب القوات الأمريكية من سوريا، الجدل حول محاربة التنظيم في سوريا، خلال الفترة المقبلة، خاصة في ظل التهديد المستمر للتنظيم رغم انحسار الأراضي التي يسيطر عليها في موقع انطلاقه.


بعد الانسحاب الأمريكي

ولم يكن يعني قرار سحب القوات الأمريكية بالضرورة إنهاء الحملة الجوية؛ نظرًا لأن القوات الجوية الأمريكية الرئيسية لا تتمركز في سوريا ولكنها تنطلق من دول أخرى قريبة، لكن مسؤولين أمريكيين  قالوا لـ«رويترز»: إن ترامب بسحب القوات الأمريكية من سوريا يشير أيضًا إلى نهاية الحملة الجوية الأمريكية على تنظيم داعش هناك.


وأضاف المسؤولون الأمريكيون الذين تحدثوا لرويترز، أن القادة العسكريين الأمريكيين على الأرض يشعرون بقلق بشأن تأثير الانسحاب السريع، بعدما فوجئوا بالقرار.


وكانت الحملة الجوية التي تقودها الولايات المتحدة عاملًا حاسمًا في دحر التنظيم المتشدد في العراق وسوريا، ويقع مركز العمليات الجوية الأمريكية في قطر، وتقول بيانات للقوات الجوية: إنه تم قصف أهداف في البلدين بأكثر من 100 ألف قنبلة وصاروخ منذ عام 2015.


ومن المُرجح أن تزيد نهاية الحملة الجوية الأمريكية المخاوف من احتمال أن يتيح ذلك فرصة لداعش، التي خسرت تقريبًا كل الأراضي التي كانت تحت سيطرتها، لإعادة تجميع صفوفها.


وأضاف المسؤولون الأمريكيون لرويترز، أن توقيت إنهاء الحملة الجوية سيرتبط بسحب القوات الأمريكية لكنهم أحجموا عن تحديد موعد.


لكن على الجانب الآخر، قالت الولايات المتحدة لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة: إنها ملتزمة «بالتدمير الدائم» لتنظيم داعش في سوريا وإنها ستستخدم كل أدوات القوة للضغط من أجل انسحاب القوات التي تدعمها إيران من سوريا.


بعد الانسحاب الأمريكي

«ردود فعل دولية»

على صعيد متصل لاقى قرار ترامب انتقادًا كبيرًا داخليًّا وخارجيًّا، واعتُبِرَ القرار صدمةً تقلب سياسة الولايات المتحدة في أمريكا رأسًا على عقب، لكن ترامب دافع عن قراره.


قائلًا في تغريدة: إنه أنجز وعدًا من حملته الرئاسية عام 2016 بالانسحاب من سوريا، معلنًا الفوز على تنظيم داعش، وهو ما وصفه حلفاء غربيون بينهم فرنسا وبريطانيا وألمانيا بأنه «سابق لأوانه».


واعتبرت قوات سوريا الديمقراطية، التي تقاتل التنظيم منذ نحو ثلاث سنوات بدعم من الولايات المتحدة، اليوم، إن قرار الولايات المتحدة الانسحاب من سوريا سيسمح لداعش بتنظيم صفوفها في مرحلة حاسمة من الصراع.


وقالت قوات سوريا الديمقراطية: إن سحب كل القوات الأمريكية سيترك السوريين «بين مخالب القوى والجهات المعادية» التي تقاتل للسيطرة على الأراضي في الحرب المستمرة منذ نحو سبع سنوات.


وقالت فرنسا، العضو الرئيسي في التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة: إنها ستحتفظ بقواتها في شمال سوريا في الوقت الحالي لأنه لم يتم القضاء بعد على تنظيم داعش.


وقال السفير الفرنسي لدى الأمم المتحدة فرانسوا ديلاتر للمجلس: إنه من المهم أن تضع الولايات المتحدة «في الحسبان حماية الناس في شمال شرق سوريا واستقرار هذه المنطقة لتجنب أي مأساة إنسانية جديدة أو أي عودة للإرهاب».


وقالت وزيرة الشؤون الأوروبية في الحكومة الفرنسية ناتالي لوازو: «في الوقت الراهن سنبقى بالطبع في سوريا لأن المعركة ضد تنظيم داعش ضرورية».


ويشارك نحو 1100 جندي فرنسي في العراق وسوريا ويقدمون الدعم اللوجستي والتدريب والدعم بالمدفعية الثقيلة فضلا عن الطائرات المقاتلة.

 

وتنتشر في سوريا عشرات من أفراد القوات الخاصة والمستشارين العسكريين وبعض الأفراد التابعين لوزارة الخارجية.


بريطانيا أيضًا أبدت اختلافها مع قرار ترامب، وقال الوزير بوزارة الدفاع البريطانية توبياس إلوود أمس: إن داعش تحول إلى أشكالٍ أخرى من التطرف، و«التهديد لايزال قائمًا بقوة».


وتشير تقديرات أمريكية إلى أن التنظيم كان يُدير مساحة من الأرض مساحتها نحو 100 ألف كيلومتر مربع، ويسيطر على نحو ثمانية ملايين شخص. وكانت عائداته تقدر بقرابة المليار دولار سنويًّا.


وعلى عكس الموقف الأمريكي، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو: إن إسرائيل «ستواصل التحرك بنشاط قوي ضد مساعي إيران لترسيخ وجودها في سوريا».


واعتبرت ألمانيا قرار الولايات المتحدة المفاجئ الانسحاب من سوريا «يدعو للدهشة ويهدد بالإضرار بالحرب ضد داعش».


وقال وزير الخارجية الألماني هايكو ماس، اليوم «جرى تحجيم داعش لكن التهديد لم ينتهِ بعد. هناك خطر من أن تضر عواقب هذا القرار بالحرب على التنظيم وتقوض النجاحات التي تحققت بالفعل».

بعد الانسحاب الأمريكي

«ترحيب تركي روسي»


رغم الانتقاد الواسع أوروبيا لقرار ترامب، لاقى هذا الانسحاب تجاوبًا روسيًّا وتركيًّا؛ حيث أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أنه متفق إلى حد بعيد مع ترامب على أن تنظيم داعش قد انهزم، لكنه أشار إلى خطر أن يعيد التنظيم تجميع صفوفه وأن  موسكو لم ترصد أي مؤشر على انسحاب القوات الأمريكية التي تعتبر موسكو وجودها في سوريا غير قانوني.


وقال وزير الدفاع التركي خلوصي أكار: إن المسلحين الأكراد شرقي نهر الفرات في سوريا «سيدفنون في خنادقهم في الوقت المناسب» وهذه القوات التي تحارب إلى جانب القوات الأمريكية لكن تركيا تعتبرها منظمة إرهابية وامتدادًا لحزب العمال الكردستاني المحظور الذي يخوض تمردًا ضد الدولة التركية.

"