ad a b
ad ad ad

تضييق الخناق.. سياسة بلجيكا لحصار الإخوان وتحجيم الجماعة الإرهابية

الأربعاء 17/مارس/2021 - 04:04 م
المرجع
آية عز
طباعة

لزيادة رقعة إرهابها في القارة العجوز، تحاول الجماعة الإرهابية «الإخوان» في الوقت الحالي التوسع داخل الأراضي البلجيكية، إذ حذرت وزارة الخارجية الفرنسية يوم الأحد 7 مارس الجاري، من محاولات إخوانية للتوسع في بلجيكا  بعد التضييق الأمني الذي تعرضت له الجماعة الإرهابية من قبل الحكومة الفرنسية والأجهزة الأمنية هناك.


وبحسب تقرير نشره موقع «سايت» المهتم بأخبار الجماعات المتطرفة، تعد بلجيكا محطة أوروبية مهمة لجماعات التطرف والإرهاب الراغبة في مد نفوذها، وهو ما أكدته دراسة صادرة عن المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات، إذ قالت إن بلجيكا هي المنفذ الوحيد للجماعة الإرهابية بعد التضييق عليها في فرنسا.


التوغل الإخواني في بلجيكا


وبحسب تقرير الموقع، فمنافذ مؤسسات الإخوان في بلجيكا، تتمثل في «رابطة مسلمي بلجيكا» العضو الفعال في اتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا، والمنتدى الأوروبي للمرأة المسلمة  (EFOMW)، وهو الوجه الإخواني النسائي،  والشبكة الإسلامية الأوروبية (EMN) التي تأسست 2005 على يد طارق رمضان حفيد مؤسس الإخوان حسن البنا.


وفي تقرير لـ«الجارديان»، تعتبر رابطة مسلمي بلجيكا من أهم مؤسسات جماعة الإخوان هُناك، إذ تأسست تلك الرابطة عام 1997، بواسطة كل من «منصف شاطار، وكريم عزوزي».


ومنذ تأسيس تلك الرابطة استطاعت السيطرة على 10 مساجد، كما تمتلك مقرات في 5 مدن بلجيكية في مقدمتها العاصمة بروكسل، وأنڤير، وغينت، وليج، وفيرفرس، ويديرها أستاذ في علم الأحياء يُدعى كريم شملال، يقيم في مدينة أنڤير.


وفي السياق ذاته رابطة مسلمي بلجيكا (LMB)، هي عضو في اتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا IBEW الذي يجمع منظمات الإخوان في نحو 28 دولة أوروبية، وهو اتحاد يضم جمعيات الإخوان في القارة الأوروبية.


وفي السياق ذاته، تتعدد الأذرع الإخوانية الموجودة في بلجيكا، خاصة في المنظمات الخيرية التي تعتبر نافذة من نوافذ التطرف الإخواني في بلجيكا.


والوجود الإخواني على الأراضي البلجيكية بدأ بعد هجرات عدد كبير من الوافدين من الشرق الأوسط ومنطقة شمال أفريقيا.


وتم تأسيس أذرع الإخوان في بلجيكا، على يد الإخواني السوري «محمد هواري»، بجامعة بروكسل في سبعينيات القرن الماضي، ومع مرور عدة سنوات أسس العديد من الجمعيات والمنظمات، حتى تطور الأمر إلى أن شمل تأسيس لوبي هناك له تأثير كبير في مجريات التوجهات الدينية.


ولم تكتف الجماعة الإرهابية بهذا القدر، إذ تمكنوا من تكوين شراكات مع العديد من الكيانات غير المسلمة، كالحزب المسيحي الديمقراطي، والحزب الاشتراكي ببروكسل.


وتستغل الجماعة هذه المنابر الدعوية والخيرية كمداخل مهمة للتأثير والتوغل داخل المجتمع البلجيكي، خاصةً أن العديد من هذه المنظمات قريبة من المنظمات الأوروبية التي تنتشر هناك، ولعل قوة وتوغل الجماعة هناك جعل منها مقرًّا للانطلاق لتقرير النقاط المتعلقة بفروع الجماعة في الدول الأخرى.


 وربما الأمر الذي ساعد الإخوان على التوغل في بلجيكا، هي أنها تحتضن أكبر جالية مسلمة في أوروبا، مقارنة بعدد سكانها البالغ ما يقارب المليون ونصف المليون.


والأزمة الأكبر هُناك هو تبني الجماعات الإسلامية المتشددة أيديولوجية العنف لما يُعرف إعلاميًّا هُناك بأسلمة المجتمع البلجيكي وإقامة دولة إسلامية، للدرجة التي جعل العالم «فيليس داسيتو» يتوقع في دراسة أجراها عن الوضع الإسلامي في بلاده، بأن المسلمين سيمثلون غالبية سكان بروكسل  بقدوم عام 2030.


أهمية بلجيكا  للإرهابيين


وبحسب صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية، تعد بلجيكا من أغنى وأهم الدول الأوروبية، من الناحية الجغرافية لأنها تقع وتتمتع بموقع متميز جعلها بمثابة قلب القارة العجوز، حيث يُحدها من الجهة الشرقية كلٍ من ألمانيا ولوكسمبورج، ومن الجهتين الجنوبية والجنوبية الغربية فرنسا، ومن الجهة الشمالية هولندا، كما أنها عضو مؤسس في الاتحاد الأوروبي، وتستضيف المقر الرئيسي له.


 إضافة إلى العديد من المنظمات الدولية الرئيسية الأخرى، كمنظمة حلف شمال الأطلسي «الناتو»، ومن ثم فإنها تتمتع بموقع جيواستراتيجي مهم،  لذلك تطمع فيها كل التنظيمات الإرهابية على رأسها داعش والإخوان، حتى يسهل عليهم شن هجمات إرهابية على دول الجوار بالتحديد فرنسا وألمانيا.


ورغم كل هذه المميزات التي تتمتع بها بلجيكا فهي تحتل المرتبة الثالثة في قائمة الخطر في الاتحاد الأوروبي والمرتبة الأولى أوروبيًّا بعدد مواطنيها الذين يقاتلون في صفوف تنظيم داعش في العراق وسوريا، فالأرقام تشير إلى أن مايقرب من 412 بلجيكيًّا توجهوا في السنوات الأخيرة إلى مناطق القتال في سوريا والعراق وعاد 30% منهم إلى بلجيكا.


كما أن بلجيكا أصبحت بمثابة الممر والمعبر للمتطرفين، فمن خلالها كان يعبر الأوروبيون الذين يريدون الالتحاق بصفوف داعش في سوريا والعراق.


مواجهة التطرف وتضييق الخناق


بدأت بلجيكا في الفترة الأخيرة تتخذ عدة خطوات لمواجهة التطرف في بلادها وبالأخص إرهاب جماعة الإخوان، وقامت بطرد جميع التابعين للجماعة الإرهابية.


 كما اتهمت الحكومة بحسب ما جاء في صحيفة « voetbalbelgie» البلجيكية، تركيا بأنها الممول الرئيسي لجماعة الإخوان في بلجيكا، إذ قررت في أواخر عام 2017 منع 12 أمامًا تركيًّا من الدخول إلى أراضيها، وذلك بسبب تعاون تركيا مع جماعة الإخوان، إضافةً إلى ذلك أنهم أعضاء بجماعة الإخوان في تركيا، واعتبرتهم خطرًا قوميًّا على بلادها.


ولم تكن هذه هي المرة الأولى التي تتخذ فيها الحكومة في بلجيكا إجراءات ضد الإخوان، ففي عام 2014 قرر وزير الداخلية البلجيكي «جان جانبون»، اتخاذ حزمة إجراءات ضد جمعيات ومنظمات خيرية إخوانية.

 

 

 


"