ad a b
ad ad ad

اليوم الأوروبي لضحايا الإرهاب يجدد جراح القارة العجوز

السبت 13/مارس/2021 - 02:33 م
المرجع
نهلة عبدالمنعم
طباعة

تأتي ذكرى اليوم الأوروبي لضحايا الإرهاب في ظل ظروف متغيرة للقارة جراء عودتها المجددة لاختبار العمليات الإرهابية الكبرى، بما يعني أن خفوت الهجمات خلال الأعوام القليلة الماضية لم يكن تعبيرا عن نجاح حقيقي لاستراتيجيات المواجهة، وإنما مناورة لوجستية لهياكل لاتزال ممتدة بداخل القارة العجوز.


تحيي المفوضية الأوروبية في 11 مارس 2021 الذكرى 17 لضحايا الإرهاب، وقالت في بيانها إن دول أوروبا تعمل في إطار متحد لمواجهة الإرهاب وتبعاته المختلفة، مشيرة إلى أن زعماء المنطقة يتطلعون إلى حماية وحدة مجتمعاتهم الأوروبية وعدم تسلل الانقسام إليها بدعاوى تطرف تسعى لتمييز طائفة أو عرق على الآخر باختلافات الأطياف والأيدولوجيات.


 وشددت المفوضية الأوروبية على تطوير الجهود الممكنة لمنع وقوع الهجمات الإرهابية والحد من فرص تحققها وإضرارها بالمجتمعات كهدف أولي في استراتيجيات المكافحة المطلوبة، وإلى جانب ذلك تسعى المؤسسات الأوروبية نحو تقويض الانتشار الإرهابي على مواقع الانترنت ووسائل التواصل الاجتماعي.


وحرص الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وزوجته بريجيت في 11 مارس 2021 على وضع إكليل من الزهور أمام تمثال منحوت لضحايا الحوادث الإرهابية التي تعرضت لها البلاد في العاصمة باريس، ويعد التمثال تكريسًا لذكرى الضحايا الذين تضرروا من الهجمات التي وقعت بالبلاد منذ 2015.

اليوم الأوروبي لضحايا

هجمات جديدة في الذكرى 17 لضحايا الإرهاب


عادت العمليات الإرهابية لمباغتة المنطقة خلال نهاية عام 2020 وكانت فرنسا صاحبة النصيب الأوفر في هذا الإطار، ففي 25 سبتمبر 2020 أصيب مواطنان بجروح مختلفة نتيجة عملية طعن نفذها مجهولون بالقرب من المقر القديم لصحيفة شارلي إيبدو لإعادتها نشر الرسوم الكاريكاتيرية المسيئة للنبي محمد (صلى الله عليه وسلم) والتي استخدمت كمدخل لتنفيذ تنظيم القاعدة هجومًا على مقر الصحيفة أدى لسقوط ضحايا بين قتلى ومصابين.


وتسببت تلك الحادثة في جدال فكري كبير، إذ أعقبه في منتصف أكتوبر 2020 قطع رقبة لمدرس فرنسي بدعى صموئيل باتي لنشره رسوم كاريكاتير مسيئة ضد الرسول الكريم في إحدى الحصص المدرسية، ونتيجة لتسارع وتيرة الهجمات ألقى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خطابًا فُسر كدعم لإهانة الدين الإسلامي بدعوى الحفاظ على الحقوق الأساسية للمواطنين في التعبير عن أرائهم ومعتقداتهم.


واستمرت العمليات في التطور، متسببة في وقوع ضحايا في «نيس» الفرنسية جراء الهجوم بسكين على بعض المارة من جانب الشاب إبراهيم العويساوي وهو تونسي الأصل يبلغ من العمر 21 عامًا ما تسبب في مقتل ما لا يقل عن 3 أشخاص، في حين وقع هجوم آخر في فيينا عاصمة النمسا وتسبب في مقتل بعض العناصر.


الرئيس الفرنسي
الرئيس الفرنسي

تحديات الإرهاب ومواجهته في أوروبا


تأتي القوانين الأوروبية ضمن أبرز المتغيرات التي تحتاج لتعديل من أجل تحسين قدرتها على مجابهة الخطر بالمنطقة، وهو ما طالب به الرئيس الفرنسي في خطابه مع قادة دول منطقة الاتحاد الأوروبي لتعديل قوانين الشنجن التي تتيح حرية الحركة للعناصر بما يتيح لهم التنقل ودعم العمليات.


ومن ضمن القوانين المراد مراجعتها تأتي قواعد التعامل مع مؤسسات الجماعات المتطرفة بما فيها المراكز الدينية والاجتماعية والثقافية وبالأخص التابعة لجماعة الإخوان وكذلك حزب التحرير لامتلاكهما ذات الإستراتيجية الخاصة بالتصاعد البطيء للأفكار المتطرفة من قواعد المجتمع حتى الوصول إلى السلطة وصناع القرار والتأثير عليهم.


وتواجه أوروبا في خضم هذه الأزمة تصاعدًا ليس فقط من جانب التيارات الإسلاموية ولكن من جهة اليمين المتطرف أيضًا بما قد يعقد الأزمة ويتيح للتيارات المعادية استغلال أي من العمليات كذريعة لاستمرار الهجمات.


المزيد.. محاكمة «شارلي إيبدو» تكشف المتورطين في شبكات الإرهاب بفرنسا

"