«الكتاب الأسود» يوثِّق «سلاسل الدم» في القارة العجوز
الأربعاء 06/مارس/2019 - 06:11 م
نهلة عبدالمنعم
بعدما أصبح الإرهاب ظاهرة عالمية تستنزف سلام الملايين من البشر سواء ممن يختبرون المعاناة بسبب مجتمعاتهم المتهالكة، أو المنعمين في مجتمعات التحضر والرخاء، ارتأى البعض ضرورة توثيق تلك الحقبة الزمنية، فمن خلال مبادرة من البرلمان الأوروبي بالتعاون مع الرابطة الفرنسية لضحايا الإرهاب، طرح عضو البرلمان «مايتي باجازاورتوندوا» في 5 مارس 2019، كتابًا بعنوان «الإرهاب الأسود في أوروبا» ، يتضمن دراسة عن أوضاع التطرف في القارة العجوز خلال العقدين الماضيين.
وضع الكتاب قائمة تشمل جميع الهجمات الإرهابية التي وقعت خلال الفترة بين عامي 2000 و2018، إلى جانب أسماء ضحاياها وجنسياتهم والمهن التي عملوا بها وأعمارهم التي تتراوح غالبًا بين عام واحد و90 عامًا، ومن المقرر أن يتاح الكتاب للنشر عبر مواقع الإنترنت حتى يتسنى للباحثين الاطلاع عليه بشكل أكثر سهولة.
ووفقًا للكتاب فقد أكثر من 753 شخصًا لحياتهم نتيجة العمليات الإرهابية داخل حدود القارة الأوروبية، بينما إذا تم ضم المواطنين الأوروبيين الذين قُتِلُوا جراء الهجمات خارج البلاد إليهم، فسيصل عدد الضحايا إلى نحو 1115 حالة وفاة منهم العسكريين والسائحين والصحفيين والعاملين بمجالات المساعدة الإنسانية والعمال وغيرهم.
وتُعَدُّ إسبانيا ويليها فرنسا في مقدمة الدول التي تأثرت بالإرهاب، نتيجة استهداف محطة قطارات «أتوشا رينفي» بالعاصمة الإسبانية مدريد في 11 مارس 2004، ما أسفر عن مقتل 191 شخصًا وإصابة الآلاف؛ إضافة إلى عددٍ من العمليات الإرهابيَّة الأخرى مثل حادث الدهس الذي وقع في شارع لارامبلا ببرشلونة في 17 أغسطس 2017 وأدى إلى مقتل 13 شخصًا، وبهذا فقد خسرت إسبانيا ما يقرب من 268 شخصًا خلال العشرين عامًا الماضية.
كما مُنِيَت العاصمةُ الفرنسيةُ باريس بسلسلة هجمات في 13 نوفمبر 2015، راح ضحيتها 137 شخصًا ومئات الإصابات، إلى جانب عمليات إرهابية أخرى، لعل آخرها الهجوم الذي وقع في مدينة «ستراسبورج» بشرق البلاد في 12 ديسمبر 2018 وأدى إلى مقتل ثلاثة أشخاص، ما جعلها تحتل المرتبة الثانية في عدد ضحايا الإرهاب في أوروبا بحصيلة تصل إلى 263 شخصًا.
وذكرت الدراسة أن المجموعات الإرهابية التي تتبنى فكر (السلفية الجهادية) مسؤولة وحدها عن أكثر من 91% من مجموع الوفيات، التي وقعت بالقارة ، فضلًا عن تنفيذها ما يقرب من 20% من التفجيرات الانتحارية، وعلاوة على ذلك يبقى لليمين المتطرف واليسار المتطرف أيضًا دور نشط في الهجمات الإرهابية في القارة، وعلى الرغم من انخفاض عدد القتلى في 2018 عما قبله من الأعوام، فإن الدراسة لفتت إلى أن المجموعات المتطرفة لاتزال تُشَكِّل خطرًا مكثفا على الدول الأوروبية.





